The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أفلام

محمد خان: سينما الشغف والفرح

محمد خان: سينما الشغف والفرح
بواسطة
Mustafa Abd Rabu

كل عشاق السينما يقدروا يحددوا مخرج الفيلم لو شافوا كام مشهد من نص الفيلم. كل مخرج وله أسلوبه، اللي عامل زي نبرة الصوت أو بصمة الإيد. مش بتتغير، ومحدش يعرف يقلدها.

محمد خان عمل لنفسه أسلوب مختلف. تكنيك عالي، واهتمام غير عادي بتفاصيل الحياة اليومية، بالشوارع والناس.

خان طول الوقت مشغول بالناس، ومهموم بشخصياته. وقال في أكثر من لقاء إن الشخصية هي عامل الجذب الأكبر له، ونقطة بداية أي فيلم له. ماكنش مهتم أبدًا بالحدوتة التقليدية. كان مؤمن تمامًا إن الشخصيات هي اللي بتصنع الدراما. وكان مهتم بيها أكثر من أي عنصر تاني من عناصر الفيلم.

فيلم سواق الأتوبيس واحد من أهم أفلام عاطف الطيب، وأهم أفلام السينما المصرية بشكل عام قصة محمد خان. اللي طول الوقت موجود في أعمال زملاءه. سواء بالمشورة أو المساعدة في الكتابة. وكون مع عاطف الطيب وخيري بشارة موجة سينمائية غيرت حال السينما المصرية تمامًا. وسماها النقاد الواقعية الجديدة.

في فيلم (ضربة الشمس) أول أفلام خان، أغلب الأحداث والمطاردات في محيط وسط البلد. خان أصرّ يصور مشهد محاولة قتل حسين الشربيني بالسمّ في كافتيريا قريبة من سينما مترو. ورغم إن المشهد طويل ومعقد وتصويره هياخد وقت، والمنتج قال إنه يقدر يبني ديكور للمكان بنفس التفاصيل إلا إن خان رفض. لأنه حريص على نقل صخب المدينة وجمالها للشاشة.

مشهد المطاردة في فيلم نص أرنب،الكاميرا بتجري ورا محمود عبد العزيز وسعيد صالح في ميدان طلعت الحرب الساعة 12 الظهر. ولنا أن نتخيل مدى الخطورة والصعوبة في تصوير المشهد.

شغف خان بالشوارع امتدّ للاسكندرية وحواريها. زي ما شفناها فيلم (موعد على العشاء) وللقرى والريف في فيلم (خرج ولم يعد) ورحلة عمر على الطريق الزراعي في فيلم (مشوار عمر). وتجربته الأهم اللي لسه مش متشافة بشكل كويس فيلم (كليفتي) المتصور بكاميرا ديجيتال. أغلب أحداثه في وسط البلد، وداير في القاهرة من اليمين للشمال.

ورغم خشونة الواقع، وزحمة الشوارع وضوضائها قدر محمد خان يعمل نسيج متجانس ومبهر. خد من الشوارع أحلى ما فيها. وكلنا حبينا شوارع القاهرة في الثمانينات بفضل أفلامه.

خان كان مدرك كويس جدًا إن المتعة جزء مهم من الفيلم. يعني المشاهد لو ماحبش الفيلم وانسجم معاه تمامًا يبقى الفيلم فشل. رغم كل ما يحمله من رسائل أو كل ما فيه من تكنيك.

سبب تميز أعمال محمد خان كتير، لكن الأهم من وجهة نظرنا هي روحه الشابة، اللي طول الوقت بتدور على الجديد، وبترفض أي شيء تقليدي أو قديم.

بنات وسط البلد -في شقة مصر الجديدة- فتاة المصنع- قبل زحمة الصيف. كل الأفلام دي أخرجها محمد خان بعد ما تجاوز الستين. ويمكن في مخرجين شباب ماعملوش أفلام فيها الحيوية والجمال ده.

ملحوظة أخيرة: نخلي بالنا من الحوارات الجانبية وكلام الراديو والتلفزيون. لأنها بتقول حاجة طول الوقت، وبتكمل المشهد. خان عايز مشاهد صاحي مركز مع التفاصيل.

مقترح