
علشان تعمل فيلم إنساني نبيل، مش بس محتاج تمثيل جيد، أو إخراج متميز، أو موسيقى مؤثرة، ده فيه حاجة مهمة ممكن نزودها للمعادلة وهي الفكرة الرائعة، وده اتحقق في فيلم A Monster Calls اللي قدم لنا فكرة مبهرة على الشاشة، وجعلنا مهتمين بمتابعة كل لحظة من لحظات العمل.
فيلم A Monster Calls من تأليف باتريك نيس وإخراج خوان أنطونيو بايونا وبطولة لويس ماكدوجال وسيجورني ويفر والأداء الصوتي لليام نيسون وفيليستى جونز.
الفيلم بيحكي عن الطفل الصغير (كونر) اللي بيعاني نفسيًا من احتضار والدته، وإحساسه بالضياع وعدم الرغبة في الحياة مع جدته اللي مش قادرة تنزل لمستوى تفكيره نفسيًا وعقليًا.. كونر كمان بيعاني من اضطهاد زملاؤه في المدرسة وتنمرهم عليه.. وبنظرة بسيطة لحياة كونر هنعرف إنه بيعاني في كل لحظة بيقضيها في العالم القبيح اللي شوهه له المرض والمعاناة والألم.
بيبدأ كونر في تخيل شخصية لوحش، عبارة عن شجرة ضخمة.. الشجرة بتدخل في حياته فجأة -بيقوم بالأداء الصوتي لها ليام نيسون- وبيحصل إتفاق بين الشجرة وبين كونر… الوحش هيحكي لكونر 3 حكايات، بعدها لازم كونر يحكي حكايته كاملة، وعلى الرغم من رفض كونر في البداية إلا أن القصص بتبدأ تجذبه لعالمها وبيبدأ يهتم وينتظر لقاؤه بالوحش.
نقدر نقول أن الوحش هو تجسيد حي لكل ما يدور في خيال كونر.. إحساسه بالقهر من المجتمع والمرض والظروف، ورغبته في الانطلاق والتحرر من أي حاجه بتقيده، أو حتى رغبته المحمومة في إطلاق غضبه، وده كان واضح من مشاهد تحطيم الشقة أو مشهد الخناقة في المدرسة.
علشان يقدر القائمين على الفيلم يدخلوا في عقل طفل صغير ويجسدوه أمامنا على الشاشة، احتاجوا يخلقوا عالم مبهر من المؤثرات الخاصة، وكان العالم ده بيظهر بشكل واضح في المشاهد الكارتونية اللي بنشوف فيها القصص الثلاثة، كمان كان بيظهر بشكل أوضح في مشاهد الوحش وتحطيمه للمنازل، وغيرها من المشاهد، لكن الإبهار في المؤثرات الخاصة كان موظف في السيناريو المتماسك بشكل جيد، وكان أداة في خدمة السيناريو، علي العكس من بعض الأفلام اللي بنشعر أنها تمت صناعتها فقط لتقديم بعض المؤثرات الخاصة والسلام.
الأداء التمثيلي لـ لويس ماكدوجال كان أكثر من رائع في دور الطفل، ونتمنى يتعلم منه المخرجين المصريين اللي بيوظفوا الأطفال في الأعمال السينمائية العربية بأسوأ ما يكون، أما الأداء الصوتي لليام نيسون في دور الوحش فكان رائع إلي أقصي درجة، وقدر يقنعنا بصوته بالتحولات في حالة الوحش المزاجية بين الغضب والرقة والعذوبة والتعاطف.
الموسيقى التصويرية كان لها دور كبير في الأحداث، وتضافرت مع المؤثرات الخاصة علشان تخلق عالمها الخاص خلال الأحداث، ثم تركتنا للسيناريو المتميز علشان يسرقنا تمامًا على مدار حوالي ساعتين من الزمن هي عمر أحداث الفيلم.
الشيء الوحيد اللي لم يعجبنا في الفيلم هو جرعة التراجيديا الكبيرة، وإحساسنا طوال الوقت بالمأساة والحزن، وبنعتقد أن الفيلم كان محتاج ولو 1% من الكوميديا علشان يخفف علينا قسوة الأحداث ويهون علينا المأساة اللي بنشوفها، ونعتقد أن ما فيش مشاهد هيقدر يكتم دموعه قرب نهاية أحداث الفيلم.
فيلم A Monster Calls عمل متميز يستحق مشاهدة بتركيز واهتمام، لكن نعتقد أنه مش مناسب لأصحاب القلوب المرهفة والمشاعر الجياشة.
علشان تبقي عارف: تقييم الفيلم على موقع IMDB كان 7.6 من 10 بمشاركة حوالي 30 ألف مستخدم للموقع.