The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

العقول المصرية المهاجرة: كنوز تبحث عن وطن

العقول المصرية المهاجرة: كنوز تبحث عن وطن
بواسطة
Rehab Loay

كثير بـ تسأل
الناس نفسها: “هو مافيش حد يدير البلد بالشكل اللي يريحنا؟ فين العلماء
بتوعنا ييجوا يظبطوا حياتنا في كل المجالات، ويتولوا المناصب اللي عمالين ندلل على
حد يتولاها”، وفي الآخر برضه بـ نجيب لها موظفين ووجوه عارفينها ما حققتش كثير
قبل كده، لدرجة أن البعض صدق فعلاً المقولة اللي كان بـ يروج لها النظام السابق أن
مافيش حد يصلح لإدارة البلد غيرهم، وأننا بعدهم هـ نضيع، لكن الحقيقة أن طول السنين
اللي فاتت اجتهد المسئولين في أنهم يطفشوا أي حد شاطر ومحترم وعاوز يتعلم ويعمل
حاجة كويسة، وبقى اللي عاوز ينجح أمامه اختيار من اثنين، إما يسافر ويعيش بره وينجح
واسمه يكبر، أو يقعد في مصر ويفضل طول عمره صغير لأن الظروف مش بـ تعطي حد أي فرصة
أنه يكبر أو يلمع.

فيه أسماء
كثير جدًا في كل المجالات من علم وأدب، وفن، وفي أنحاء العالم عملوا إنجازات كبيرة
فعلاً لفتت الأنظار إليهم، ودائمًا بـ نتفاجئ أن الناس دي مصريين، آه ما نعرفهمش ولا
سمعنا قبل كده عن أسمائهم، لكن العالم كله يعرفهم والحقيقة أن كلنا محتاجينهم في
اللحظة دي علشان مصر تبقى أحسن، خاصة وأن كلهم عندهم مشاريع لتحسين وتطوير مصر،
وما نسيوهاش لحظة في أبحاثهم واختراعاتهم، لكن ما حدش كان بـ يسمعهم أو بـ يهتم باللي
بـ يقولوه.

 

محمود
الشريف

الدكتور
محمود الشريف خبير النانو تكنولوجي المقيم في أمريكا، كان واحد من رجال القوات
المسلحة وبطل قصة صمود الجيش في معركة الزعفرانة وقت حرب الاستنزاف، اشتغل أستاذ
في الولايات المتحدة
الأمريكية، وهو واحد من الخبراء المعدودين في العالم في علم
المواد الذكية والألياف البصرية،
وله أكثر من 20 براءة اختراع طُبقت
في الجيش الأمريكي منها البدلة الذكية للجنود،
والباراشوتات وله
ابتكارات لوكالة الفضاء الأمريكية “
ناسا” كمان هو
واحد من ناس قليلين جدًا كرمتهم أمريكا لتاريخهم العلمي والعملي، وكان واحد من
سبعة استعانت بهم كندا للتخطيط لمستقبلها العلمي، كمان هو واحد من علماء النانو
تكنولوجي في مجاله التطبيقي مش النظري وبس.

بعد
الثورة جه على مصر، ومعاه مشاريع كثير، لكن برضه ما لقاش حد يسمعه، راح على جرنان
الأخبار علشان يطرح فكرة تبقى بها مصر مركز للتصنيع التكنولوجي باسم “
الألف
جنيه” اقترح فيها إنشاء مشروع ضخم يقوم على استغلال المواد الخام المتوفرة بشكل
كبير في مصر وقال تفاصيله، والكويس في الموضوع أن د. عصام شرف رئيس الوزراء دور
عليه وجابه وقعد معاه علشان يعرف أفكاره الكثير، ووعده أن الحكومة تحط المشاريع اللي
طرحها في خطتها، لكن حتى الآن مافيش حاجة حصلت.

 

د. محمود
هاشم عبد القادر

أستاذ الكيمياء الضوئية ورئيس الجامعة الألمانية
بالقاهرة، كرمته أثيوبيا واستخدم الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى ابتكاره للقضاء
على الملاريا ضمن البنود الرئيسية فى حملته الانتخابية، لكن في المقابل عطلت مصر
براءة اختراعه لمقاومة البلهارسيا خمس سنين ورا بعض.

أفريقيا وأوربا كلها تعرفه، لكن المصريين ما
يعرفوش عنه حاجة، ويمكن لو كانت جنسيته أوربية أو أمريكية كان أخذ نوبل عن مجمل
أعماله، خاصة براءات الاختراع اللي قدمها عن مقاومة الأوبئة في أفريقيا وبالتحديد
الملاريا، والأنيميا، والبلهارسيا.

والجميل أنه مش بس نابغة في العلم، لكن كمان في
العلاقات الدبلوماسية، وإن كان المصريين ما حاولوش يستفيدوا منه في مجاله العلمي،
فهم احتاجوا لفائدته غصب عنهم، لما لجئوا له رسميًا وشعبيًا علشان يفيد بلده في التواصل
مع دول حوض النيل في مرحلة ما بعد الثورة، والحقيقة أن الدكتور محمود عنده مشاريع
كثير جدًا لكن للأسف ما حدش بـ يسمع أو بـ يحاول يعمل حاجة مفيدة.

 

الدكتور
عدلي نور الدين

كلنا عارفين الدكتور محمد البرادعي، وأنه عالم مصري في مجال الطاقة
الذرية، ويمكن كثير مننا فاكرين أنه الوحيد من المصريين المعروفين عالميًا في
المجال ده، ويمكن بعضنا يتفاجئ لما يسمع اسم الدكتور عدلي نور الدين، واللي
اعتبرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية واحد من النوابغ والموهوبين في المجال،
لدرجة أنها منحته جائزة “ميريت” وهى جائزة استحقاق بـ يأخذها كل سنة
اللي بـ يشتغلوا في الوكالة من اللي أثبتوا مستوى عالي من جودة الأداء، وساهموا في
إنجازات تساعد في تحقيق أهداف الوكالة.

الدكتور عدلي أخذ الجائزة تقديرًا لجهوده في تدريب عدد كبير من
المتدربين في الدول الأعضاء في الوكالة، وإشرافه على عدد من رسائل الماجيستير
والدكتوراه، ومنحوه الجائزة تقديرًا لنجاحه مع فريق بحثي في ابتكار طريقة جديدة ومختلفة
في مكافحة فيروسات التربة.

الملفت في الموضوع ده أن الدكتور عدلي مش عايش بره على طول زي كثير
من العلماء المصريين، ولكن هو في الأصل أستاذ مساعد في قسم أمراض وآفات ووقاية
النبات بالشعبة الزراعية بالمركز القومي للبحوث، وسافر في مهمة علمية للوكالة في النمسا،
وهناك وفي المدة القصيرة اللي قعدها حصل على الجائزة دي، وده إن كان بـ يدل على
حاجة فعلى أن العقول المصرية بـ تحتاج بس فرصة ولو صغيرة علشان تثبت أنها تستحق
النجاح والتميز والجدارة، وأن الجو ده لو توافر في مصر مشاكلها كلها هـ تتحل، وهـ نبقى
من الدول الرائدة عالميًا.

 

الدكتور
ممدوح غنيم

ده بقى
عالم مصري بـ يشتغل أستاذ لعلوم المناعة بجامعة “تشارلز درو” للطب
والعلوم، توصل لعلاج طبيعي للسرطان باستخدام الخميرة اللي ما تسببش أمراض بعد
أبحاث استمرت عشرين سنة، وله نظرية بـ تقول أن الخلايا
السرطانية
ممكن تدمر نفسها لما تتعرض لكميات صغيرة من الخميرة.

ده مش أول
اكتشاف لدكتور غنيم، له قبل كده ثلاث اختراعات مسجلة باسمه في أساليب علاج
السرطان، وغنيم فضل باحث بجامعة “تشارلز درو” 25 سنة، وتخصص في رصد
العلاجات الطبيعية للسرطان، وللأسف لا استفادنا من خبراته ولا نعرف عنه حاجة، وكل
اللي بـ نعمله أننا نجمع تبرعات لمستشفيات السرطان، من غير ما نوصل حتى لنسب
الشفاء العالمية، بدل ما نلجأ لعلم العلماء المصريين ونعممه على كل المستشفيات علشان
ننقذ أرواح بـ تتعذب.


الدكتور أحمد
الحشاش

في مجال الخلايا الجذعية عندنا الدكتور أحمد الحشاش، وهو واحد
من
فريق علماء مركز سابان للأبحاث في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وصل لاكتشافات
مذهلة في مجال الخلايا الجذعية اللي بـ تنمو في الرحم.

الدكتور
أحمد هاجر لبريطانيا سنة 1991، وبعدين راح أمريكا وهناك بدأ اسمه يظهر كثير في
المجلات العلمية، بعد ما اكتشف الجين المسئول عن نمو الخلايا الجذعية، واللي من
خلاله ممكن إنتاج أدوية تساعد على الشفاء التام والسليم بعد الجراحات الكبيرة،
وعمليات نقل الأعضاء، ومش بس كده، كمان الاكتشاف الجديد بـ يقدم حل جديد للسرطان بـ
يساعد في علاج السبب الرئيسي فى نمو الخلايا السرطانية وتصحيح نشاط الجين المسبب
لظهور الخلايا السرطانية، فـ ينتهى المرض من جذوره.

وده كمان
عالم مصري ما نعرفش عنه حاجة، اتكلم قبل كده للصحافة المصرية وقال أنه من طموحاته أن
يكون في مصر منظومة تسمح بالاهتمام بالعلماء وتشجع البحث العلمى، وقال كمان أنه متفائل
أن ده هـ يحصل فى يوم من الأيام، بشرط أن يبقى فيه ضغط مستمر ومظاهرات متتالية
لتوجيه قادة الحكم.

 

الدكتور أحمد
شفيق

البحث عن
العلماء وتوفير جو ملائم لهم علشان يكملوا أبحاثهم في مصر ونستفيد بها مع العالم
مسألة مهمة جدًا، وسرعة البحث ده مسألة أهم، لأن فيه كنوز بـ تموت ومش بـ نلحق حتى
نعرفها زي الدكتور أحمد شفيق الجراح المصري العالمي اللي توفى عام 2007 في باريس بأزمة
قلبية.

الدكتور
أحمد مثال حقيقي على إهمال مصر للعلماء الحقيقين واعتمادها في إدارة شئونها على الموظفين
فقط، ورغم أن الدكتور شفيق كان رئيس الأكاديمية العالمية لجراحي الجهاز الهضمي،
إلا أنه في مصر ما كانش أكثر من أستاذ للجراحة في كلية طب قصر العيني لكن ما أصابوش
اليأس من الإهمال الرسمي له،
فـ قام بـ تأسيس جمعية
علمية طبية، ومؤسسة خيرية لعلاج المحتاجين، وكمان عيادات في الأحياء الشعبية لعلاج
الفقراء وغير القادرين.

الدكتور أحمد شفيق له أبحاث
علمية منشورة باسمه في الدوريات الطبية المصرية والعربية والعالمية، أشرف على أكثر
من 100 رسالة دكتوراه غير أن فيه عدد كبير
من العمليات الجراحية سميت باسمه في الموسوعة الطبية
العالمية، وبـ تُدرس للطلبة
في عدد من كليات الطب في
مختلف أنحاء العالم، أما التكريم اللي أخذه في مصر فكان إدراج اسمه في الموسوعة
المصرية للشخصيات البارزة، ومنحه أوسمة وشهادات تقدير.

الأسماء كثير جدًا في كل
المجلات، مش بس العلوم والطب، لا وكمان الهندسة والرياضة والقانون والأدب والفن،
وكل المجالات اللي ممكن تخطر في بالنا، مش بس مهاجرين لأمريكا وبريطانيا، لأ لكل
بلاد الدنيا، وجه الوقت أننا ندور عليهم ونحاول نلاقيهم، لأن الحل من كل اللي إحنا
فيه في أيديهم هم وبس.

مقترح