The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

حسن محمد مخترع الكراسي المتحركة: شعاري البساطة هى الحل

حسن محمد مخترع الكراسي المتحركة: شعاري البساطة هى الحل
بواسطة
Cairo 360

“الشاطرة تغزل برجل حمار”.. مَثَل شعبي بـ يتكرر كثير على لسان المصريين، والحقيقة أنه مَثل معبر جدًا، اللي يفهمه ويقدر يشتغل به يعمل معجزات، زي حسن محمد، شاب عادي تمر عليه لو شوفته مش هـ يلفتك شكله لأنه بسيط ومش متكلف في مظهره، بـ يركز مجهوده على حاجة ثانية خالص، الحاجة دي هي الاختراعات المميزة اللي شغال عليها من وقت تخرجه لحد دلوقت.

“تعرف تعمل لي كرسي متحرك؟” قالها أحد ذوي الاحتياجات الخاصة لحسن لما عرف أنه مخترع، كان عاوز يختبره، فقال له حسن: “ماشي، وأعمل لك أي حاجة تعوزها”، لكن السائل أمعن في الاختبار، وقال: “تعرف تخليه يطلع السلم؟” ، فرد حسن: “يطلع السلم ويقف ويقعد كمان”، من هنا بدأت رحلة طويلة من العمل على كرسي متحرك يمشي، ويطلع السلم، ويقف بصاحبه، في رحلة نجاح، شهد خلالها السوق المصري مولد كرسي متحرك مصري خالص، صحيح لا هو ولا صاحبه لاقوا اهتمام حقيقي بهم، لكنه موجود على أي حال للمهتمين اللي عاوزين يشوفوا المعجزة.

حسن خريج كلية الهندسة، قسم ميكاترونيكس، طموحه بدأ من السنة الأولى، لذلك نزل اشتغل جنب دراسته في مصانع كثير، اكتشف من خلالها أن الشغل حاجة والدراسة حاجة ثانية خالص، وأن اللي يتعلم حاجة من غير ما يجربها عمليًا كأنه ما تعلمش حاجة.

كان بـ يتمنى أن كل دراسته تكون عملي ومافيهاش حاجة نظري أبدًا، بـ يعترف: “أنا ما كنتش شاطر أوي في المجال النظري في الجامعة، لكن كنت شاطر جدًا في العملي”، مرت الأيام بسرعة وتخَرج واشتغل كمهندس، ينتقل من مصنع سيارات لمصنع حلل وطاسات تيفال، عدى على خطوط إنتاج كثير، وفي النهاية اتخنق من الوظيفة الثابتة اللي بـ تقتل الطموح والأفكار، ومش بـ تعطي مساحة لأي تقدم شخصي حقيقي، في النهاية أخذ القرار وساب الشغل الثابت.

المخترع الشاب مش بس ساب شغله الثابت، لأ كمان رجع يذاكر من أول وجديد، لكن المرة دي النظري ما كانش تقيل على قلبه، لأنه له هدف، وهو الوصول لمعلومات وأفكار معينة تخليه يقدم المنتج النهائي اللي بـ يخطط له،  وعاوز يقدمه، تجربة صناعة الكرسي الأول ما كانتش سهلة أبدًا، مع إمكانيات محدودة، ومصنع، مع ذلك حسن كسب الرهان مع نفسه وصدق وعده للشاب اللي طلب منه الكرسي وفعلاً نجح وأنجز كرسي بـ يطلع السلم والأرصفة، وكمان يقدر تقف، لكنه بـ يوصف الكرسي الأول أنه كان “معقد” لكن المحاولات ما وقفتش رغم الصعوبات.

التجربة الأولى لحسن، خلته يفهم أن البساطة هي المطلوبة، العبرة مش أن الكرسي يكون معقد، المهم يكون بسيط، وعملي، بـ يقول: “كل ما كان الاختراع بسيط من مكونات موجودة حولنا وسهلة الصيانة بـ تكون أسهل، والوقت المطلوب بـ يكون أقل، والاختراع بـ يكون عملي أكثر”.

حسن زي شباب كثير جدًا، كان كل طموحه في مرحلة ما من حياته وظيفة ثابتة، وبيت وأولاد وحياة هادية، لكن الأحلام شيء والعالم الواقعي شيء ثاني، لما بدأ يشتغل، اكتشف شوية حاجات مهمة جدًا، أولها أن المهندسين في المصانع المصرية ما لهمش أنهم يتكلموا أو يعملوا حاجة أكثر من أدوار محددة وثابتة لهم، وده ما كانش طموح حسن، الفائدة الوحيدة من شغله أنه شاف الخبراء الأجانب اللي كانوا بـ ييجوا من بلاد غربية زي إيطاليا علشان يركبوا خطوط الإنتاج، بـ يقول: “الحاجات اللي كانوا بـ يعملوها سهلة، وما كانتش مستاهلة أنهم ييجوا مخصوص من هناك لهنا علشان يعملوها، والأغرب أن كل شوية مجموعة مختلفة تيجي تعمل جزء صغير جدًا من خط الإنتاج، كنت فاكرهم جايين من شركة واحدة وكنت بـ أسألهم ما جيتوش ليه مع بعض، لكن اكتشفت أن كل جزء في خط الإنتاج له شركة مخصوصة في تركيبه، ما بـ تعملش حاجة غير أنها تركبه، حتى لو تعرف تعمل باقي المهام اللي فاضلة للانتهاء من خط الإنتاج ما بـ يعملوهاش، سألتهم ليه، قالوا أنهم لو بدأوا في حاجة لازم يكملوها، ولو كملوها هـ يتسألوا عنها، وأن كل جهد لازم له مقابل، هنا افتكرت الرد المصري الشهير لما حد يسأل حد تعرف تعمل كذا، فـ يقول: “طبعًا يا باشا اللي أنت عاوزه، أنت تؤمر”.

حسن تعلم أن الواحد لما يعمل حاجة يكملها، ولما يتخصص في حاجة يحترمها، وأن إنجاز حاجات كثير خارج نطاق الاختصاص مش حاجة كويسة، ويمكن ده سبب كثير من المشاكل اللي بـ نقع فيها، واللي بـ تخرج لنا منتجات مبتورة مالهاش رأس من رجلين.

أبرز اختراع لحسن وورشته -اللي بـ يتشغل فيها أكثر من مساعد له- هو الكرسي المتحرك اللي بـ يطلع السلم وبـ يقف وبـ يساعد الناس اللي رجلهم مبتورة، لكنه كمان اخترع حاجات ثانية كثير، منها روبوت يقدر ينظف واجهات ناطحات السحاب، وبالفعل كان فيه عقد بينه وبين شركة في الإمارات علشان يصَدر لهم مجموعة من الروبوتات، لكن المشكلة في التعاقد مع تصاعد الأزمة السياسية في مصر خلى المشروع يقف، كمان الورشة بـ تعمل مكونات فنية كثير زي التصميمات ثلاثية الأبعاد للمشروعات، وتصنيع شاسيهات للعربيات والروبوتات، لوحات تحكم، مغيرات سرعة، مبدلات حرارة، ده غير قسم خاص للروبوتات، ومساعدة الطلبة المشاركين في مسابقة “روبوكون” على إنجاز اختراعاتهم.

حسن استطاع أنه يؤمن لنفسه مصدر رزق من اختراعاته، وقدر يعمل بديل للكرسي المتحرك المستورد اللي سعره بـ يوصل 64 ألف جنيه، واستطاع أنه بإمكانيات محلية يقدمه بـ 18 ألف جنيه، كمان قدر يقدم بديل للكراسي الألمانية والماليزية، لكن المشاكل طبعًا ما بـ تنتهيش، وأولها المشاكل اللي بـ يواجهها أثناء تسويق منتجه، من سخرية من البعض، أو تدخلات غير مبررة في شغله من جانب ناس بـ تحب ” تستظرف”، ده غير سوء الاستخدام اللي بـ يحكي عنه، بـ يقول: ” الكرسي اللي بـ يطلع السلم بيعته في مرة وقولت لصاحبه أنه بـ يشيل وزن يتراوح بين 60 لـ 70 كيلو كحد أقصى، طبيعي جدًا لما حد وزنه أكثر من 100 كيلو يستخدمه هـ يتكسر، ساعتها بـ يرجعوا لي ويقولوا لي عاوزين نرجعه!، طبعًا ده مش وارد مع الشركات الكبيرة، لكن علشان أنا شاب، وورشتي صغيرة بـ أواجه أزمات كثيرة من النوع ده”.

حسن بـ يحلم أن يكون عنده خط إنتاج، بـ يقول: “موضوع التصنيع بالقطعة مش سهل أبدًا، إحنا ورشة إمكانياتها محدودة في النهاية، بـ أتمنى يكون عندنا خط إنتاج، ده هـ يخلي سعر الكراسي ينزل جدًا، وهـ يساعدنا نعمل المنتج بجودة أعلى، اللي وصلنا له لحد دلوقت مُرضي، لكن طموحنا كبير جدًا، هـ نواصل السعي وربنا هو اللي بـ يوفق”، مكتب حسن فى 106 ش 9 بالمقطم ورقم ورشته وفريق عمله 01001004863 للمهتمين بشغله والراغبين في التواصل معاه، كمان تقدر تشوف وتعرف معلومات عن اختراعه من الرابط ده على اليوتيوب.

مقترح