The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

ستوديو عزة فهمي للتصميم: تمكين مصممي المجوهرات في القاهرة

ستوديو عزة فهمي للتصميم: تمكين مصممي المجوهرات في القاهرة
بواسطة
Haisam Awad
سواء فى مصر أو فى أى مكان فى العالم، الصناعات الإبداعية تعتبر مجال متعب وشاق. الجملة نفسها فيها تناقض غريب. السؤال دلوقت هل الفن يقدر يحافظ على نقاءه وهو بـ يتحول لصناعة فى السوق؟ طبعًا ده موضوع جدلي مكرر ودائم، بس الجدال ده مش هـ يستمر كثير طول ما فيه ملامح إيجابية بـ تظهر أمامنا.

الربيع العربى هنا حفز الجيل الجديد أنه يكون وعى سياسى وإحساس بمسئوليته ناحية المجتمع. من الفنانين للموسيقيين، مصر ازدهرت بموجة جديدة من الوعى عند الناس، يمكن تكون لسه مقتصرة شوية على ثورة 25 يناير، وده كان بمثابة قبلة الحياة لكل المبدعين. كل القيود اتكسرت وبدأ عصر الحرية.
الفرد مننا ما عندوش اختيارات كثير، حتى وسط المجتمعات الخاصة، لسه فيه سقف للطموح، سقف مش بـ يسمح  للمبدعين أنهم يخرجوا بره إطار طريقتهم، كل الفنون والموسيقى والحرف الموجودة لحد يومنا ده لسه جمهورهم بـ يعانى من القيود واللى بـ تجعل بالضرورة الأنشطة الفنية عديمة الطعم.
ستوديو عزة فهمى للتصميم بـ يحاول يخلق حلول للموضوع ده، المدرسة الجديدة بـ تقدم للمصممين ورجال الأعمال طرق مش بس هـ تزود مهاراتهم، لكنها كمان وسيلة لاقتحام الصناعة والتميز فيها.

نجاح عزة معناه أن الوقت اللى بـ تقضيه فى مصر أقل من الأول، بس مصممة المجوهرات العالمية لسه متمسكة بجذورها ومقدرة بداياتها المتواضعة. قالت عزة بطريقة فيها إصرار وتحدى: “أكيد قابلتنى تحديات كثيرة فى بداية مشوارى، لما نزلت أتدرب فى خان الخليلى كنت ضمنيًا بـ أقبل تحدى دخول مجال بـ يسيطر عليه الرجال وقتها”.
عزة دلوقت بـ تساعد الصناع فى مجال تصميم المجوهرات عن طريق إتاحة متنفس يسمح لهم يتعلموا ويعبروا عن نفسهم.
وأكدت عزة أن “التعليم يعتبر واحد من المفاتيح الرئيسية لأى مجتمع ناجح، وبالنسبة للحالة المصرية لأمة مستقرة، طريقتى لرد الجميل لمجال التصميم والفنون هى إخراج طاقة الشباب فى تعلم حرفة تقدر تساعده على النجاح محليًا وعالميًا”.
دى مش أول مغامرة للمصممة المشهورة فى عالم التعليم، بدأت برنامج تصميم اسمه “نوبر – Nubre” بالاشتراك مع الاتحاد الأوربى بهدف الحفاظ على فنيات صناعة المجوهرات القديمة، وكمل الموضوع مع الستوديو بمساعدة “Alchimia” مدرسة تصميم معاصرة مكانها فى فلورنسا، إيطاليا. ستوديو عزة فهمى بـ يقدم كورسات كاملة بمقررات إبداعية مفصلة تغطى الجانب النظرى والعملى لصناعة المجوهرات والمشغولات اليدوية. قالت عزة: “هنا تقدر تتعلم كل جوانب صناعة المجوهرات؛ النشر، والبرد، واللحام، والحدادة، وطرق تزيين المعادن زى الترصيع، والتخريم، والزخرفة، وكمان فنيات الشغل مع الفضة، والذهب والأحجار”.

عزة بـ تقدر تمامًا العقبات اللى هـ تقابل الطلبة المحتملين، زى ما حصل لها لما حاولت تقنع الناس القريبين منها باختيارها لمجال الشغل ده، “ما أقدرش أحدد انطباع الناس عن مبادرتنا. اللى أقدر أعمله هو أنى أضمن أن صناعة المجوهرات وتصميمها، وفنها، وثقافتها، وتاريخها، وذوقها وجمالها يحظوا بالتقدير، والاستيعاب والتعلم. هدف شغلى الأساسى مش التغيير من عقول الناس، لكن تعريفهم باختيارات ما يعرفوش أنهم يملكوها أصلاً”.

مع الطفرة اللى بـ تشهدها مصر فى الفن والثقافة، واضح أن افتتاح ستوديو عزة فهمى حصل فى الوقت المناسب، عزة بـ تشوف بعقليتها التحليلية أن الحرف علشان تواكب الموجات الثانية يبقى لازم تتعمل بكل عناية وحرص. “صعوبة الحرف هى الحفاظ على أصلها، علشان كده رغم أننا نحب نشوف تطور فى المجال، بس لو ما توفرتش منظمات ترعى الحرف فى مصر هـ تبقى مهملة للأبد. ده سبب إحساسى أن ستوديو عزة فهمى -من بين مشروعات كثير موجودة– يقدر يقدم مساعدة للحفاظ على أهمية صناعة المجوهرات وفنيات التصميم، أملي أن من خلال كتبى، وورشى والمدرسة أوثق الجمال اللى للأسف ممكن ننساه”.
رغم أن العواطف دى بـ تحمل لمحة من الأسى، عزة واثقة أن الستوديو يقدر يعمل إضافة ملموسة ومستمرة للفن والحرف على كل المستويات لأنها عارفة أن مبادرات زى دى تقدر تحول الطلبة الطموحين المبدعين لأسماء مشهورة. عزة بعد دراستها لحرفة صناعة المجوهرات فى مدرسة بوليتيكنك لندن وقبلها حصولها على منحة بمساعدة المجلس الثقافى البريطانى قدرت أنها تساعد ناس ثانيين يعملوا كده، “أنا رجعت القاهرة برؤية أكبر وثقة أكثر، وفى بدايات 1980 كنت فتحت ورشتى الخاصة باثنين موظفين، ودلوقت عندى أكثر من 18 مكان حول العالم”.
مكان الستوديو على بُعد خطوات من درب 17 18 فى منطقة الفسطاط بمصر القديمة، وفيه هـ تلاقى حاجات كثير تبهرك. ولما سألناها عن نصيحتها للمبدعين من أهل القاهرة أكدت عزة أن الأساس هو الشخص نفسه، “كن نفسك واوعى تقلد شغل حد ثانى. ابتكر رؤيتك الخاصة للمستقبل وافتخر بتراثنا”.

مقترح