The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

جرافيتي شوارع القاهرة: فن المقاومة

جرافيتي شوارع القاهرة: فن المقاومة
بواسطة
Hannah Cooper

“نفسي أشوف ريس تاني قبل ما أموت!” جملة مكتوبة بالجرافيتي علي
حيطة من الحيطان وسط البلد بـ تعبر ببساطة عن رغبة شعبية حققها الشعب البطل الثائر.

في أيام ثورة 25 يناير الأولى التنفيس عن أراء وأفكار عاشت
تحت الأرض عقود إنفجرت في الميدان، وشفنا ناس بـ تعبر عن نفسها بطرق كلها إبداع وإبتكار؛
بنكتة، بأغنية، برسمة وكمان بمسرحيات قصيرة. وده ما كانش غريب على بلد زي مصر، عرفنا
قيمتها بعد ثورتها اللي هزت العالم.

الموضوع ما وقفش عند التحرير، وزي ما يكون الإبداع مُعدي
وعدوته إنتشرت مع عدوى الحرية ونشوة إكتسابها اللي ألهمت الجميع. ودلوقتي عند كل ركن
وناصية في شوارع القاهرة بحالها هـ تلاقي رسمة هنا وعلم هناك. الدقي، مصر الجديدة،
مدينة نصر، الناس – فنانيين وناس عادية – عبَّروا عن حالة النشوة دي على حيطان العاصمة. بطريقة شبيهة لحركة فن الشوارع
اللي حصلت في أواخر الستينيات في أمستردام وباريس.

في الأول الفن ده إقتصر على مطالب الثورة، من سقوط النظام،
لرحيل الرئيس السابق – وطبعاً هنا الدعابة المصرية أخدت وضعها. بعد “تنازل”
حسني مبارك عن الرئاسة بساعات قليلة إبتدت مجموعة شباب صغير يرسموا رسومات بـ تحتفل
بالحرية والنصر.

“القاهرة بقت متحف مفتوح!” ده اللي قاله جنزير – رسام وصاحب شركة تصميمات وجرافيكس ومن ثوار 25 يناير
– وهو بـ يوصف الحالة اللي بـ تعيشها العاصمة. وعلى فكرة جنزير نشر على مدونته بعض العبارات والرسومات اللي
الناس ممكن تقتبسها لو محتاجين إقتراحات للطرق اللي يعبروا بيها عن نفسهم، وهو قال
لفريق كايرو 360 أنه عمل كده عشان شعر ان فيه ناس كتير بـ تبقى نفسها تعبر عن نفسها
من خلال رسم الجرافيتي بس مش بـ تبقى عارفة إزاي.

بعد يوم 11 فبراير العظيم بحوالي أسبوع، إبتدى بعض الشباب
يرسموا أول جدارية لتكريم الشهداء ضمن مشروع جداريات تكريم الشهداء، وكانت جدارية للشهيد
سيف الله مصطفى، طالب عمره 16 سنة، قُتل في المظاهرات. كمدير المشروع، جنزير، شرحلنا الهدف من ورا المشروع: “القاهرة مدينة حيطانها
الفاضية كتير، وممكن نستغلها لتجميل المدينة. ولما بـ نرسم عليها شهداء الثورة، بـ
نكَّرمهم وبـ نفكر نفسنا بأهداف الثورة اللي هما ماتوا عشانها.”

الجدارية الأولى على غرفة كهرباء قدام محكمة القضاء العالي
في وسط البلد، وبسرعة تحولت لمجهود إجتماعي هايل. والأهالي في المناطق المجاورة إبتدوا
ينضموا، والناس اللي مِعَديه في الشارع إبتدوا يقفوا ويتفرجوا من باب الفضول. جابوا
سلالم، وجرادل بويه، ووقفوا يساعدوهم باللي يقدروا عليه. بعد 10 ساعات كانوا خلصوا
أول رسمة، وبانت النتيجة النهائية. أكتر من 500 شخص استشهدوا فى الـ18 يوم بتوع الثورة،
ونهاية المشروع ده مخطط أنها تكون مع آخر وجه.

النشاط الفني الجديد على شوارعنا ده ممكن يخللي الناس تتسائل
لو النوع ده من الفن هـ يخلق حركة جديدة فيه وبنفسه. يا تري القاهرة هـ تبقى مدينة برلين الجديدة اللي فضل مشهد الرسم في الشارع فيها مستمر من بعد سقوط حائط برلين
سنة 1989؟ مدينة برلين، اللي الكلام اللي علي حيطانها بـ يوضح معاني كتير في المدينة.
والرسومات والصور بـ تسلي وتعلم في نفس الوقت، وبـ تسيب كمان انطباع للتذكير بتاريخها
من قرون. سواء القاهرة هـ تكون برلين الجديدة ولا لأ، فيه حاجة واحدة إحنا متأكدين
منها، وهي إن شوارع مصر عمرها ما هـ تبقي زي الأول.

على مدار 6 أسابيع، سلاح المقاومة السلمي أعطى للمجتمع المحلي
طريقة جديدة للتعبير ووسائل لتبادل الرسائل المهمة. ورغم إنه
حاجة رمزية للتذكير، لكنه هـ يفضل دايماً للثورة اللي مش بس هزت العالم، دي غيرت مفهوم المستحيل للأبد.

لو عايز تشوف أجدد شوارع فنية في كايرو، إبتدي من وسط البلد
وإكتشف اللي جواها بنفسك. تقاطع ميدان التحرير مع شارع محمد محمود ممكن يبقى نقطة كويسة
تبتدي من عندها. اتفرج على رسومات الطلاب واتمشى في الشوارع ، هـ تلاقي جرافيتي ورسومات
طول ما انت هناك.

مقترح