The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

لكل واحد طريق يمشيه، ولكل واحد رحلة يكتشف نفسه فيها، بس إحنا النهارده هـ نأخدك رحلة سحرية في شوارع القاهرة الفاطمية القديمة، رحلة فيها عطر الماضي وعراقته، ومتعة الدخول في عالم فريد الجمال، اللي جواه بـ يكلمك لوحده عن ناس عاشوا وماتوا هنا، اشتغلوا وبنوا بإتقان وفن هنا في شارع “المعز لدين الله”.

يرجع تاريخ شارع المعز لسنة 358 هـ – 969 م، لما دخلت مصر تحت الحكم الفاطمي بقيادة “جوهر الصقلي” وسمي شارع المعز نسبةً للخليفة الفاطمي “المعز لدين الله”.

شارع المعز ده كبير جدًا، بـ يبدأ من باب الفتوح ويكمل لمنطقة النحاسين، وخان الخليلي، وبعدين بـ يقطعه شارعين رايح جاي، شارع جوهر القائد (الموسكي) وشارع الأزهر، عند منطقة الغورية والفحامين، وبـ يكمل تاني عند منطقة الصاغة وبعدين زقاق المدق والسكرية لحد باب زويلة، ويوصل طوله لأكثر من ألف متر.. تخيلوا!

لو أنت جاي بعربية يستحسن تركنها أمام “باب الفتوح” في منطقة الجمالية جنب شارع صلاح سالم. بداية شارع المعز، “باب الفتوح” كان واحد من بوابات القاهرة الفاطمية، وجدده الوزير “بدر الجمالي”، وبـ يتكون من برجين؛ كل واحد فيهم بواجهة مستديرة وفي النص الباب اللي هـ تلاقيه مزين بزخاريف نباتية وهندسية.

أول ما تدخل من الباب، هـ تلاقي مسجد “الحاكم بأمر الله“، واللي تم بناؤه سنة (380-403هـ/990-1013م)، رغم أن المسجد ده بناه الشيعة، وأن “عهد الحاكم بأمر الله” ما كانش أفضل العصور على مصر تمامًا، حتى اتهمه البعض بالجنون من أفعاله العنيفة الدموية، إلا أنك بـ تحس براحة غريبة جدًا جواه، يمكن علشان فيه صحن مفتوح جوه جامع مربع كبير، وفي النصف فيه دائرة بيضاوية علشان الوضوء. أكتر وقت ممكن تستمتع فيه بمسجد الحاكم بأمر الله قبل المغرب لأن الجو بـ يبقى حلو وهـ تلاقي العصافير بـ تطير فوقك، مع رؤية الشمس وهي بـ تغرب، مشهد بـ يخلي روحك تطير، بالذات محبي التصوير هـ يستمتعوا.

بعد الجامع بكام خطوة هـ تلاقي “منزل مصطفى جعفر“، اللي بناه الحاج مصطفى جعفر السلحدار سنة 1713م، تاجر كبير من تجار البن في الوقت ده، وملاصق ليه في حارة الدرب الأصفر “بيت السحيمي“، واللي هو عبارة عن قسم جنوبي بناه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي سنة 1648م، وقسم شمالي بناه الحاج إسماعيل شلبي سنة 1796م، وضمهم على بعض ليكون “بيت السحيمي” نسبة للشيخ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر وآخر واحد سكن فيه. بيت السحيمي من أجمل الأماكن اللي ممكن تزورها بالذات لو محتاج مكان جديد تخرج فيه مع صحابك (ممكن تعمل جواه لعبة البحث عن الكنز). يعتبر بيت السحيمي تابع لصندوق التنمية  الثقافية بعد ترميمه سنة 2000م، وبـ يعمل فيه الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية.

كمل في حارة الدرب الأصفر على طول هـ تلاقي أمامك “مسجد الظاهر بيبرس الجاشنكير“، اللي بُني في العصر المملوكي سنة  709هـ – 1304م. والمسجد ده كان وقف للصوفية زمان، بس أجمل حاجة فيه، السكينة اللي بـ تشعر بها والحمام اللي بـ يبقى على أرض وأعلى سور المسجد (ده علشان سقفه مفتوح)، لأن المهتمين به دائمًا بـ يحطوا لهم حبوب يأكلوها. لو رحت المسجد ده هـ تنسى أي جمال شوفته قبل كده وتتمنى تفضل قاعد جنب العصافير تأَكلهم بس.

هـ تخرج من حارة الدرب الأصفر تلاقي “جامع الأقمر” على أيدك الشمال بـ تنزل له سلمتين صغيرين، وبـ يتميز بالكتابة الكوفية المزخرفة على الأعمدة الرخامية واللي بـ تميز العمارة المملوكية، أمر ببناء الجامع ده الخليفة “أبو على المنصور بن المستعلي بالله” سنة 1125م، واللي بنوه مكان دير قديم اسمه “دير العظام”، واللي سمي بالاسم ده نظرًا للون حجارته اللي شبه لون القمر.

وأخيرًا “جامع السلطان برقوق” هـ تلاقيه أمام سبيل المياه بعد ما تمشي شوية من جامع الأقمر، واللي بناه السلطان الظاهر أبو سعيد برقوق أول حاكم لمصر من المماليك الجراكسة 1286م– 788 هـ، هـ تستمتع في الجامع ده جدًا بالزخرفة والفنون الهندسية بالذات لو زرته بالليل.

 

الأكل والشرب

أما لو عاوز تعرف تأكل وتشرب إيه هناك، نحب نقولك أن كل حاجة رخيصة جدًا، ده غير أن طعمها حلو ولذيذ وبـ يدخلك في جو القاهرة الفاطمية.

تخرج من  جامع الأقمر وتمشي على طول هـ تلاقي محل “الكيلاني” على يمينك، واللي بـ يقدم كل العصائر المعروفة من تمر وخروب ومانجو وسوبيا وبرتقال، وأسعارهم من (1 جنيه لـ 1.50 جنيه) بس. وعنده ساندويتشات كمان بس إحنا بـ ننصحك لو معدتك بـ تتعب من أكل عربيات الشارع بلاش أحسن، فيه بعديه محل فطير حلو ونضيف اسمه “الشيف” بـ يعمل الفطيرة السادة (بـ 1 جنيه) وبالخضروات (بـ 1.50 جنيه). وبعده بحبة حلوين محل تاني عنده فطير وبيتزا اسمه “شيخ العرب” الأسعار فيه من أول (1 جنيه لحد 25 جنيه).

كمان هـ تلاقي محل “أسماك” اللي بـ يبيع ساندويتش الجمبري (بـ 7 جنيه) وساندويتش السمك (نفس السعر) وساندويش السبيط (كاليماري) (بـ 10 جنيه).

بعد محل “أسماك” هـ تلاقي التجربة اللي بجد مختلفة عند “الضامن” على أيدك اليمين، بـ يعمل كبده ومخ بالسمسم بس خرافة، وكيلو الكبدة والمخ بالسلاطات والعيش وكله (بـ 68 جنيه)، أما لو عاوز كيلو كبده بس (بـ 48 جنيه) وبرضوا بالسلاطات والعيش، وممكن تأخد أقل من كيلو لو عاوز.

 

المحلات

نيجي لو عاوز تشتري حاجة تفكرك بشارع المعز هـ تلاقي نوعين محلات، محلات فعلية وفيه منها من غير اسم، وعربيات في الشارع على جنب بـ تبيع كل ما يخطر على بالك.

نبدأ بالمحلات، أكتر محل حبيناه “مكتبة حسام عبد الظاهر” واللي بـ تقدم نوع فريد من رسم اللوح بالخط العربي لكلمات عربية أو بيوت شعر جميلة، وكمان دفاتر كتابة عليها نفس الكلمات وبيوت الشعر، زي حب، سعادة، علم، وحلم. الأسعار بـ تبدأ فيه (من 35 جنيه لـ 105 جنيه) للدفاتر. (ومن 60 جنيه لـ 290 جنيه) للوحات الفنية.

كمان “محل أ. عاطف عيد” اللي عنده لوحات نحاس (شغل يدوي) رائعة الجمال لشارع المعز وغيره من المناطق الأثرية، واللي بـ تبدأ أسعاره (من 35 جنيه لـ 175 جنيه).

والمحل اللي جنبه “محل أ. هشام دردير” اللي بـ يتميز محله بالنجف المعدن وبرسومه الهندسية الجميلة والأنيقة، وبـ تتراوح أسعاره (من 60 جنيه لـ 550 جنيه).

وفيه بازار “السلطان برقوق” اللي عنده أنتيكات من كل العصور بأسعار معقولة، كل قطعة فيه تأخدك لعصر مختلف عن التاني مش بس القاهرة الفاطمية، لأ هـ تلاقي عنده تحف فرنسية ويابانية كمان.

كمان بازار “جوهرة المعز” عنده علب صدف بأحجام مختلفة وأذواق عديدة، وبـ يكون سعرها (من 20 جنيه لـ 150 جنيه).

نيجي للمحلات اللي من غير اسم، فيه محل جنب بازار السلطان برقوق بـ يبيع كل الحاجات القديمة زي الجرامافون والراديو بتاع زمان وأسعاره معقولة لمحبي التحف. وفيه كمان عربيات لكل الاكسسوارات اللي تتخيلها بالأحجار الكريمة وبأحجار عادية وبأسعار أقل كتير من أي مكان تاني.

بعد كده هـ تلاقي أمامك “حي الصاغة” المعروف بمحلات الذهب والفضة اللي فيه، وكمان محلات عطارة كبيرة هـ تلاقي فيها أي حاجة أنت كنت بـ تدور عليها في محلات العطارة العادية ومش لاقيها، وبـ تخرج على شارع الأزهر اللي بـ يقطع شارع المعز لدين الله، وفي الناحية التانية هـ تلاقي الغورية (منطقة معروفة ببيع الأقمشة)، ووكالة الغوري، وجامع المؤيد، وباب زويلة.

ولأن شارع المعز كبير جدًا فإحنا مش هـ نقدر نتكلم بالتفصيل عن كل الأماكن الأثرية، ولو عاوزين تعرفوا معلومات أكثر شوفوها هنا.

 

وبكده تبقى انتهيت رحلتنا في شارع المعز، أحسن وقت تعمل فيه الجولة دي في الصيف، الصبح بدري جدًا أو قبل المغرب بساعة، استمتع بالتصوير، وكرر الزيارة علشان فيه أماكن أكثر هـ تستمتع بها، وتشتاق لها.