The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

“كوميكس”… أول دار نشر متخصصة في القصص المصورة للكبار

“كوميكس”…  أول دار نشر متخصصة في القصص المصورة للكبار
بواسطة
Shaimaa El Gammal

بعد ما كان فن الكوميكس في مصر بـ
يقتصر على قصص الأطفال زي ميكي وسمير، حصل تغير كبير السنة دي شهد ثورة حقيقية في
عالم الكومكيس أو القصص المصورة للكبار واللي بدأت بدورية “توكتوك”،
والمجموعة القصصية “خارج السيطرة”، وانتهيت بتأسيس “كوميكس”..
أول دار نشر متخصصة في نشر وتوزيع وتسويق القصص المصورة للكبار.

فن الكوميكس هو رسوم
توضع فى مجموعات صور وراء بعض مرتبة في شكل كادرات بـ تحكى أحداث قصة معينة (Storyboard) وبـ يبقى نَص الكلام ما بين الشخصيات مكتوب فى رسمة على شكل  دائرة، وبـ يطلق عليه النقاد الفن التاسع لاعتباره
فن مستقل بذاته.

ممكن تكون بعض الحكاوي المرسومة على جدران معابد المصريين
القدماء وعمود الإمبراطور “تراجان”
فى روما هما أقدم كوميكس فى العالم، وبدأ الرسم على الورق لما الفنان التشكيلى الإنجليزى
ويليام هوجارث عمل قصص من عدة لوحات وراء بعض عام 1730، وبعد كده السويسري  رودلف توبفر عمل تقريبًا أول حاجة ممكن نقول أنها
بـ تنتمى للنوع ده من الفن لما نشر “حكايات السيد جابو” سنة 1830.

مع بداية القرن العشرين بدأ الفن ده في الانتشار بشكل أوسع
لما “هيرجيه” قدم قصص تان تان  فى أوربا وبدأ جورج هيرمان ينشر رسومات
“كريزى كات” أو القطة المجنونة اللي صدرت أول مرة في “نيويورك إيفننج
جورنال” عام 1913، ومن ساعتها بدأ الكوميكس ينتشر تباعًا في جرائد ومجلات كثير
غربية وبدأ يدخل الوطن العربي كمان بعد كده.

نرجع لدار كوميكس.. أسس الدار كلٍ من: هاني عبد الله مؤسس
دار رواق للنشر، ويوسف المصري مؤسس دار المصري واللي قرروا أنهم يشتركوا في تأسيس
دار تكون متخصصة في نشر القصص المصورة فقط علشان يتم إعادة إحياء فن الكوميكس وتسليط
الضوء على الفكرة بشكل أفضل علشان يكون اتجاه الدار واضح للجميع.

هاني بـ يقول أنه بجانب أن المصريين القدماء كانوا أول من
رسم القصص المصورة على جدران المعابد المصرية ومع استمرارها في العصر الحديث في
مصر زي قصص الفنان الكبير حجازي “تنابلة الصبيان” إلا أن فن الكوميكس
بدأ يندثر بالتدريج نتيجة عدم الاهتمام الإعلامي به، لحد ما اختفى تمامًا وما اتبقاش
منه غير قصص ميكي وسمير للأطفال وبقى بالنسبة لهم هو ده فن الكوميكس الوحيد وكان
لازم يحصل وقفة علشان الفن ده يرجع يأخذ مكانته الطبيعية بين الشباب.

هدف الدار كمان هو  التركيز على نشر الروايات الطويلة المصورة أو ما
يعرف بـ “الجرافيك نوفيل”  علشان
كده أول رواية مصورة للدار هـ تكون عن الثورة واسمها “18 يومًا” وهي من
تأليف محمد هشام عبيه الصحفي والكاتب بجريدة التحرير ومن رسوم حنان حسني الكرارجي.

وعن كواليس تحضير الرواية قالت حنان الكرارجي أن فريق
العمل كله كان بـ يجتمع كل فترة للاتفاق على الخطوط الأساسية في الرواية من حيث
الأحداث أو الرسم وأن الرواية استغرقت منها حوالي 3 شهور من الرسم والإخراج وذلك
لأنها حرصت على دمج الرسم بالصور الفوتوغرافية للثورة علشان تعطي مصداقية للرواية
خصوصًا وأنها عمل وثائقي في المقام الأول، ومن حسن  الحظ أن الشخصيات اللي رسمتها كانت تشبه
الشخصيات اللي تخيلها الكاتب بشكل كبير، الرواية دلوقت في المراحل النهائية ومن
المفترض أن يتم طباعتها قريبًا بمجرد الانتهاء من مراجعتها.

يوسف المصري بـ يقول أن واحد من أهداف الدار كمان هو تحويل
الأعمال الروائية الناجحة إلى روايات مصورة وأنهم بصدد اختيار الأعمال اللي هـ يتم
البدء بها بعد الانتهاء من “18 يومًا”.

ويعتبر  التوزيع
أحد أنشطة الدار كمان، وعلشان كده قامت الدار بتوزيع وتسويق رواية “عجين
القمر” وهي أول رواية رعب مصورة في المكتبات المصرية من سلسلة “حكايات
الظلام المحظورة” تأليف شيرين هنائي ورسوم حنان الكرارجي وتحرير وإخراج شيم
الشافعي وبالاشتراك مع د. ياسر منجي وإيمان إبراهيم، واللي بـ يمثلوا كلهم جماعة
أدبية اسمها “جماعة الدور الثالث” وهي جماعة مهتمة بقصص الرعب وما وراء
الطبيعة.

وعن هدف حكايات الظلام المحظورة قالت لنا شيرين هنائي أن
هدف السلسلة تقويم سلوكيات معينة وعمل إسقاطات سياسية واجتماعية عن طريق قصص
الرعب، يعني الرعب في القصص مش لمجرد الرعب فقط، رواية “عجين القمر” بـ تحكي
عن بنت اسمها رجاء مصابة بتشوه واضح في وجود تحدب في ظهرها، والتشوه ده بـ يخليها
منبوذة في المجتمع وبـ يخلي الناس تتجاهلها تمامًا وتعاملها وكأنها مش موجودة،
وهنا بـ ترمز شيرين للمنبوذين في مجتمعنا لأي سبب وبـ تشوف أنهم زي القنابل
الموقوتة اللي ممكن تنفجر في أي وقت، الرواية موجودة حاليًا في مكتبة البلد ومكتبة
عمر بوك ستورز وقريبًا هـ تكون موجودة في باقي المكتبات.

وعن فكرة تحول قصص الكوميكس إلى موضة مثل الأدب الساخر بـ يعلق
يوسف المصري ويقول أنه شايف أن دي ظاهرة صحية جدًا أن ناس كثير تكتب وتنشر وتدخل
أنواع جديدة من الكتابة إلى مصر، والمتلقي دلوقت أصبح ذكي وعنده القدرة أنه يميز
العمل الجيد من السيء، وبـ نلاحظ دائمًا أن الكُتاب غير المحترفين بـ ينشروا كتاب
واحد فقط وبعدين مش بـ يكملوا ونفس الموضوع بالنسبة للكوميكس.. القارئ هو اللي هـ يحدد
مين يستمر ومين لأ.

وبـ يضيف يوسف أن الأهم هو أن الشارع المصري وأصحاب
المكتبات يتعرفوا على فن الكوميكس بشكل أكبر وأنهم يعرفوا أنه مش للأطفال فقط ويعرفوا
يفرقوا بينه وبين أنواع ثانية من الفن زي الكاريكاتير، علشان كده هـ تقوم صفحة دار
كوميكس بتعريف القراء على الفن ده بشكل أكبر كل فترة.

تنوي الدار أن كل الأعمال تكون مصرية وعربية 100% علشان
نثبت للغرب أننا قادرين على أن نخرج قصصًا وروايات بنفس مستواهم، بل على العكس
الدار ناوية تترجم الأعمال المهمة من إصداراتها للغات مختلفة علشان تُقرأ في
العالم كله.

وفي النهاية بـ يختم أصحاب الدار كلامهم بأننا عندنا عدد
كبير من الكتاب والرسامين العباقرة اللي محتاجين بس فرصة واهتمام إعلامي كبير علشان
يظهروا على الساحة العالمية ويقدروا ينافسوا.

 

صفحة دار كوميكس على الفيس بوك:

http://www.facebook.com/Comics.for.publishing

مقترح