The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

متحف الفن الإسلامى: مكان جدير بالزيارة والاهتمام

متحف الفن الإسلامى: مكان جدير بالزيارة والاهتمام
بواسطة
Heba Hasab

في
شارع بورسعيد وتحديدًا في ميدان أحمد ماهر في منطقة باب الخلق هـ تلاقي متحف الفن
الإسلامي، مجرد ما تدخل من البوابة هـ تشعر أنك اتنقلت لعالم مختلف، عالم العصور
المرفهة والقصور الواسعة، قصدنا بالعصور المرفهة العصور اللى كان الفنان فيها عنده
وقت وصبر ينحت أو يرسم على قطعة خشب أو جرانيت صغيرة جدًا وتطلع فى النهاية تحفة
فنية.

متحف
الفن الإسلامى بـ يضم قطع فنية وأدوات كان الأمراء والسلاطين وزوجاتهم بـ يستخدموها
فى العصور الأموية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية والعباسية لدرجة أنه
بـ يضم أدوات المطبخ وأوانى الطهى والأكل والشرب مش فقط التحف اللى بـ تتعمل
للزينة.

المتحف
ينقسم إلى جناحين، كل جناح فيه مجموعة من القاعات، الجناح الأول بـ يضم 10 قاعات مقسمة
تبعًا للعصور: القاعة الأولى والثانية فيهم أدوات وتحف فنية من العصر الأموى
والعباسى والطولونى، والقاعة الثانية والثالثة والرابعة تابعة للعصر الفاطمى، أما
الخامسة والسادسة خاصة بالعصر الأيوبى، والقاعات السابعة والثامنة والتاسعة خصصت
للعصر المملوكى، والقاعة العاشرة للعصر العثمانى.

الجناح
الثانى فى متحف الفن الإسلامى مقسم حسب الموضوعات والمحتويات حتى وإن اختلفت
العصور، مثلاً فيه قاعة لفنون إيران وبلاد فارس، وقاعة للفن الجنائزى (مثلاً أشكال
للتوابيت المختلفة وأحجامها وتابوت سيدنا الحسين والمصاحف التراثية وأحجامها
الكبيرة جدًا والصغيرة جدًا)، وقاعة لشواهد القبور (لوحات طويلة توضع فوق القبور
مكتوب عليها اسم المتوفى وآية قرآنية أو دعاء)، وفيه كمان قاعتين للنسيج والسجاد
وأشهره طبعًا السجاد الإيرانى، وقاعة علم الكتابات والهندسة وهى القاعة اللى فيها الأدوات
الهندسية المختلفة والمميزة وأدوات الكتابة ولوحات للخطوط والكتابات، وقاعة خاصة
للألوان والأضواء تحتوى على الشبابيك والأبواب اللى صممها الفنانين علشان تعكس ضوء
الشمس بألوان مختلفة داخل القاعات، وكمان قاعة الطب وفيها أدوات الجراحة فى العصور
الإسلامية والكتب الطبية القديمة وكتب الوصفات والنباتات وأنواعها واستخداماتها
الصحية، ويتم تجهيز قاعة للسلاح ليوضع فيها أنواع الأسلحة والسيوف وأدوات الحروب.

ده
التقسيم الحديث اللى كان عليه المتحف لما افتتح فى أغسطس 2010، قبل التاريخ ده
المتحف كان مغلق من سنة 2003، وقبل 2003 كان المتحف مُقسم فقط حسب الأقسام: قسم
للنسيج وقسم للمصنوعات العاجية وأقسام للحلى والسلاح والزجاج والخزف والأخشاب
والمعادن والعملة والصنج والمكايل والنياشين والمخطوطات.

فكرة
المتحف كانت للمهندس “سيلزمان” اللى عرضها على الخديوى إسماعيل سنة 1866
واتعمل المتحف فى صحن الجامع الحاكم فى شارع المعز لدين الله الفاطمى، ووصلت عدد
القطع الأثرية الإسلامية فى عهد الخديوى توفيق 111 قطعة سنة 1880، وبعدين قرر
الخديوى عباس حلمى الثانى سنة 1903 نقل المتحف -نظرًا لزيادة عدد القطع اللى تم
جمعها- إلى المكان الحالى فى منطقة باب الخلق وده كان الافتتاح الرسمى الأول
للمتحف وكان اسمه وقتها “دار الآثار العربية”، واتغير الاسم إلى
“متحف الفن الإسلامى” سنة 1952.

يلفت
النظر فى الأعمال اللي فى المتحف إما ضخامة حجمها زي البوابات مثلاً والتنور (النجف)
اللى بـ يتكون من دورين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة وحتى 8 أدوار، أو ضآلة حجمها زى
قطع الزجاج المعشق المركبة فى الشبابيك وزى قطع العاج والأبنوس المركبة مثلاً فى
خشب المنابر وفى علب المصاحف وكمان زى قطع الماس المرصع بها كثير جدًا من التحف
والقطع الفنية.

يلفت
النظر أيضًا اهتمام العصر المملوكى بالذات بالحيوانات والوحوش القوية، نلاقى مثلاً
ظهور كبير لرمز “النسر ذو الرأسين” كرمز للسيادة انتشر جدًا فى بلاد
الأناضول وسوريا، وإن كان ارتبط بشكل خاص بالسلطان الناصر محمد بن قلاوون، الرسم
عبارة عن نسر برأسين يتحول ذيله فى آخر الرسم إلى رأس جاموس وتتحول أطراف الأجنحة
إلى رؤوس حيوانات أخرى، وكمان يظهر رسم الأسد كأحد رموز القوة فى العصر المملوكى
خاصة عند السلطان الظاهر بيبرس البندقدارى، ظهر الأسد على العمائر والنقود والنقوش
اللى ترجع للظاهر بيبرس حتى أصبح الأسد مرتبط باسم ولقب السلطان، واستمر كده فى
عهد ابنه “بركة خان”.

من
أبرز الحاجات اللى اهتمت بها العصور الإسلامية “الخط” بجميع أنواعه
وأشكاله، فمهما كان العصر اللى بـ تشاهد أدواته لازم تلاقي نقوش بخطوط مختلفة مميزة
تسجل اسم السلطان أو الأمير على القطعة الفنية سواء كانت آنية طعام أو منبر أو
علبة مصحف أو سيف أو حتى مشكاة، لكن يبدو من زيارتنا للمتحف أن أكثر من اهتموا
بالخطوط هم المماليك وكان الخط من أهم أدواتهم الزخرفية خاصة “خط
الثُلُث” اللى بـ تتميز حروفه بالذيول الطويلة إلى حد ما.. وكان مستوى
الرفاهية الفنية فى العصر ده وصل لحد أن السلطان ممكن ينقش مرسوم رسمى عن إعفاء
ضريبى مثلاً على لوحة جرانيت كبيرة بخط منمق ويضعها فى مكان يشوفه كل الناس
المختصة بالمرسوم ده.. ولا عجب أنه تمر سنوات ونلاقى اللوحة الجرانيتية اللى الناس
كانوا بـ يمروا عليها فى الشارع علشان يقرأوا مرسوم عادي محفوظة فى متحف كبير على
أنها تحفة فنية هامة.

طبعًا
كل القطع المعروضة “وغير المعروضة” فى المتحف مهمة جدًا ومميزة، لكن
أهمها فى الفترة دي سيف وخنجر “خاصين جدًا”.. السيف كان إهداء من محمد
تيمور باشا، مقبض السيف مصنوع من ذهب خالص والجراب مكسو بالذهب ومكتوب عليه:
(صاحبه محمد تامر كاشف 1231 هجرية)، والخنجر إهداء من عائلة تيمور باشا ومصنوع من
الصلب والمقبض مصنوع من الذهب المرصع بعدد كبير جدًا من قطع الماس، والجراب مصنوع
من الخشب المكسو بغلاف من الذهب ومرصع كذلك بالماس.. اللى جعل للسيف والخنجر أهمية
زيادة فى الفترة دي عن أهميتهم المعتادة هو إشاعة سرقتهم من المتحف، واللى اضطرت
إدارة المتحف لعرضهم فورًا بعد ما كانوا محجوزين للعرض فى القاعة الخاصة بالسلاح
اللى بـ يتم تجهيزها.

مخزن
المتحف فيه قطع أثرية كثيرة جدًا غير معروضة ولكن نسبة القطع الأساسية المعروضة بالنسبة
لغير المعروضة 80% يعنى معظم القطع المخزنة مش بأهمية وكبر حجم القطع المعروضة،
بالإضافة إلى أن معظمها قطع عملة وبالفعل تم عرض عينات منها، كمان زيادة عدد القطع
فى مكان واحد يشتت عين المشاهد عن الأشياء الصغيرة والدقيقة اللى تستحق المشاهدة
والتأمل فى كل قطعة علشان كده هـ نجد مساحات كبيرة جدًا بين المعروضات لعدم تشتيت
الرؤية، وكمتن هـ يتم تبديل المعروضات كل فترة علشان يتمكن الزوار من مشاهدة كل
مقتنيات متحف الفن الإسلامى.

متحف
الفن الإسلامى مكان جدير أكثر بالزيارة مش بالقراءة عنه مهما كان حجم الموضوع وكم
المعلومات اللى عرضناها.   

مقترح