The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة -
مقترح

معرض فوتوغرافيا «حذاء مقاس 37 في مصر، تركيا، فلسطين وألمانيا» في ساقية الصاوي

معرض فوتوغرافيا «حذاء مقاس 37 في مصر، تركيا، فلسطين وألمانيا» في ساقية الصاوي
بواسطة
Waleed Abuarab

تحت إشراف المركز الثقافي الألماني «معهد جوته» قدمت المصورة الفوتوغرافية
الألمانية كلوديا فينز معرضها الفني الخاص بكرة القدم النسائية في قاعة الكلمة
بساقية الصاوي ورصدت بعدستها ممارسة اللعبة في دول الشرق الأوسط مثل مصر وتركيا
وفلسطين، مع بعض اللقطات من مباريات المنتخب الألماني النسائي في مشواره في بطولات
كأس العالم للسيدات السابقة، المعرض متزامن مع إنطلاق فعاليات بطولة كأس العالم
لكرة القدم للسيدات اللي بـ تستضيفه ألمانيا بداية من 26 يونيو الجاري.

عجبتنا الصور جداً، وكان أكثر ما يميزها الحركة والحماس على وجوه اللاعبات،
والتصميم والجدية في ممارسة اللعبة “الرجولية” خاصة في اللقطات المأخوذة
في مصر، مع عدم الإهتمام الإعلامي ولا الجماهيري باللعبة.

كان لنا لقاء مع كلوديا صاحبة المعرض وهي بالمناسبة بـ تتكلم عربي ببراعة،
وإنجليزي وألماني طبعاً، تتنقل بإستمرار بين القاهرة وإسطنبول، عاشت في منطقة
الشرق الأوسط حوالي 12 سنة، إختلطت فيهم بالناس في البلاد دي وعرفت كثير عن
ثقافتهم وعاداتهم، وهي بـ تعمل كمصورة وباحثة مع منظمات دولية حكومية وغير حكومية
زي اليونيسيف والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة والـ BBC  ودليل Merian
 للسفر، وصدر لها من قبل مجلد مصور بعنوان «حياة
الأقباط في مصر»، شخصية ظريفة ومتواضعة وذكية جداً، وطبعاً شخصيتها دي كانت واضحة
في كل لقطاتها في المعرض.

حكت لنا عن تجربتها مع كرة القدم النسائية – اللي هي مش بـ تمارسها – وإزاي
لاحظت التطور اللي بـ يحصل للعبة في تركيا اللي أصبح فيها أكثر من 1000 مدرسة
تعليم كرة قدم للسيدات، ودوري قوي نتج عنه منتخب قادر على المنافسة في تصفيات كأس
العالم في قارة أوروبا بجانب منتخبات هي الأقوى في العالم زي النرويج وألمانيا والسويد
والنمسا. ومع إنتقالها لفلسطين كانت المفاجأة لما وجدت فتيات فلسطين بـ يمارسوا
اللعبة بشكل دائم وفيه أندية لفرق البنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وطبعاً بـ
يواجهوا صعوبات مادية وسياسية ممكن تعوق إستمرارهم في اللعبة، زي الأراضي
الخرسانية الغير مجهزة لكرة القدم اللي بـ يلعبوا عليها نظراً لعدم توافر النجيل
الأخضر المكلف، ولكن العائق الأكبر هو الحواجز الأمنية الإسرائيلية اللي بـ تعوق
تجمع لاعبات المنتخب في فترة الإستعداد قبل المباريات، لأن نصف الفريق من غزة
والنصف الآخر من الضفة، وآحياناً تمنع الحواجز بعض اللاعبات من الإنضمام لمعسكرات
النادي التدريبية، ورغم كل هذا يتجمع المنتخب الفلسطيني للسيدات ويؤدي مبارايات
قوية ويضرب مثل عظيم في الإرادة والإصرار زي ما شرحت كلوديا.

عن تجربتها في مصر قالت أن البداية كانت سنة 1999 في مركز شباب الوايلي
بالعباسية في القاهرة، وشافت فريق بنات من الهواة بـ يتدرب، وكانت أعمار البنات من
12 لـ 25 سنة، ومع مرور الوقت ومع جهود الإتحاد المصري لكرة القدم ممثلاً في شخص
سحر الهواري إنطلق أول دوري للسيدات، الدوري الممتاز أ يضم 12 فريق، والدوري
الممتاز ب بـ يضم 8 فرق، ولكن اللعبة لم تنتشر بالشكل الكافي نتيجة بعض المعوقات
الإجتماعية الخاصة بالأهالي اللي مش بـ يقتنعوا بسهولة بفكرة ممارسة البنت لكرة
القدم رغم المشاركة النسائية الفعالة في تشجيع اللعبة في المدرجات المصرية في
السنين الأخيرة، ولكن ده لا يمنع أن بعض الأهالي مع شوية إقناع وإلحاح من بناتهم
بـ يسمحوا بإستمرارهم في هوايتهم المفضلة، ولكن ليس لحد الإحتراف، وده طبعاً إنعكس
على طموحات البنات نفسهم في مصر وأدركوا أن الموضوع لن يتخطى حاجز الهواية، على
عكس البنات في فلسطين اللي عندهم دافع كبير للإستمرارية والإحتراف الخارجي.

وعند سؤالنا عن المواهب الفطرية للاعبات المصريات بالمقارنة بالدول الأخرى،
قالت كلوديا أنه من الصعب الحكم على الموهبة بدون أن تصقل بالبرامج التدريبية
المتخصصة وتوفير الإمكانات اللازمة، من غير ده يكون الحكم على المستويات الفنية
واللياقة البدنية للاعبات ظالم جداً.

حتى الآن أندية قليلة قوي هي اللي بـ تدفع أجور للاعبات ومنها وادي دجلة
اللي أظهرت صور المعرض بعض تدريباته، وطبعاً المنتخب الوطني المصري بـ تحصل
لاعباته على مكافآت مادية أوقات التجمع. ولاحظنا في الصور لاعبات يرتدين الحجاب
وآخريات بدون، وقالت لنا كلوديا أن بعض الفتيات يخلعن الحجاب ويضعن “الـﭼيل”
على شعورهن أثناء التدريب والمباريات ورصدت هي ذلك بكاميراتها في بعض اللقطات
بالمعرض.

وألتقينا بالدكتورة انجريد كوستر رئيس قسم اللغة في معهد جوته والمنسق الإقليمي للغة في شمال أفريقيا والشرق
الأوسط، وعبرت عن سعادتها بإستضافة المعهد لأعمال كلوديا فينز، وسألناها عن كيفية
التسهيل على البنات في اللعبة في بلد زي مصر، وكان رأيها أن الأصل في الموضوع هو
النظام التعليمي والمناهج الدراسية، وحتمية تركيزه على مبادئ المساواة بين
الجنسين، والبقية تأتي. وعن دعمها للمعرض قالت أن الهدف هو التعريف بالمجتمع
الصغير الخاص بالكرة النسائية بشكل مبسط من خلال الصور الفوتوغرافية، ورأت أن أحد
أهم الطرق لنشر اللعبة وتطورها في مصر إنشاء ورش عملية للتعريف باللعبة ثم إنشاء
قاعدة عريضة من الأندية ومراكز الشباب التي تدعم الرياضة “قليلة الحظ”
على غرار ماحدث في ألمانيا.

المعرض بدأ يوم السبت 25 يونيو ومستمر حتى الثلاثاء 5 يوليو في قاعة الكلمة
1 والدخول مجاناً، المعرض تحت اسم « حذاء مقاس 37 في
مصر وتركيا وفلسطين والمانيا»، وإحنا بـ نرشحه بشدة لكل المهتمين بالفوتوغرافيا في
المقام الأول، وكرة القدم عامةً والنسائية خاصةً في المرتبة الثانية.

مقترح