-
عادل عصمت
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
30 EGP
-
مكتبات وسط البلد
Mustafa Abd Rabu

الروائي المصري الكبير عادل عصمت قدم لنا روايته الثالثة حالات ريم بعد روايته المهمة حكايات يوسف تادرس واللي فاز عنها بجائزة نجيب محفوظ من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، واللي عرفتنا عليه كقرّاء، وده من حسن حظنا طبعًا.
من بداية الرواية الصادمة هنعرف إن مهاب بطل الرواية انفصل عن ريم، لكنه عايز يرجع لها تاني. وبتقنية الفلاش باك هنشوف رحلة في طفولة ريم المبهجة، وهنشوف اللقاء الأول لما مهاب شاف ريم في الفرح بترقص، والمشهد ده من أكثر المشاهد الملهمة في الرواية وأجملها.
تصاعد الأحداث هيحصل لما نشوف محاولات مهاب عشان ريم ترجع له تاني، ومفاجئة من رفضها وإصرارها على البعد النهائي، وهنشوف حيرته وهو مش عارف هي عايزة إيه، وإيه سبب التغيرات الغريبة المفاجئة اللي حصلت لها.
مع الأحداث هنعرف إن حرص مهاب على رجوع ريم لحالتها الطبيعية مش علشان عايزها تبقى كويسة، لكنها رغبة في التملك ! كأنه طفل معاه لعبة، ولما البطارية خلصت، أو حصل فيها أي خلل، اتعصب وقرر انه يكسرها عشان مبقتش زي الأول.
وده هيبان أكثر في المشهد اللي مهاب بيتخيل فيه إنه بيشوّه ريم عقابا ليها على انها سابت البيت وسابت له البنت ! بنته الصغيرة اللي هو مكنتش بيهتم بيها أصلا !.
مهاب شخص مادي، مهتم أكثر بالتملك. وريم أشبه بطفلة، مش قادر تتعامل مع الحياة القاسية الخشنة اللي حواليها، وعشان كده تعبت نفسيا. حقيقة ريم اللي بتحب الحياة ظهرت لما كانت بترقص في الفرح، لما شافها مهاب أول مرة.
عادل عصمت زي أي روائي كبير أستاذ في التقمص. بيقدر يدخل جوا شخصياته ويشوف بعنيهم. وعشان كده قدر يعبر عن شخصياته بدقة شديدة، وقدر يغير طريقة السرد من الراوي العليم (اللي بيشوف عالم الرواية كله من فوق) وبين ضمير المتكلم، اللي هو مهاب، بطل الرواية.
حتى الشخصيات الفرعية الكاتب اهتم بيها، وحولها لشخصيات حيّة. فهمي شريك مهاب في الصيدلية اللي عايز يهاجر أمريكا، وشريف اللي عايش بس عشان يستمتع، وعصمت زوج أخت ريم المتشدد دينيا، وخالتها اللي اتجوزت ثري خليجي وعايشة في الكويت. كلها نماذج عايشة معانا وبنشوفها، وكأن كل شخصية رمز لقيمة معينة، من القيم المنتشرة حوالينا دلوقتي.
اللي قرأ لعادل عصمت قبل كده هيعرف قدرته المدهشة على وصف المكان بأدق تفاصيله، صحيح المكان مش بيتغير كتير (مدينة طنطا وشارع محب ومحيط جامع السيد البدوي) لكنه بوصفه للأماكن بيخلق جو عام يندمج فيه القارئ.
رواية جميلة ومكثفة، والمذهل فعلًا إن عادل عصمت قال حاجات كتير جدًا، في رواية 120 صفحة بس!