The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

محمد البدري

الذكاء الاصطناعي بقى مش مجرد فكرة خيالية بنشوفها في الأفلام، لكن واقع بنعيشه كل يوم. من أول البرامج اللي بتكتب وبتفكر وتتكلم، لحد التطبيقات اللي بقت تعرف عننا أكتر مما إحنا عارفين عن نفسنا. والسينما، كالعادة، كانت أول مَن التقطت التغيير ده وقدّمته بطريقتها: مرة بخوف، مرة بسخرية، ومرة بحنية تخليك تتعاطف مع الآلة أكتر من الإنسان.

في السنين الأخيرة ظهرت مجموعة أفلام بتتناول فكرة الذكاء الاصطناعي بذكاء حقيقي، وبتسأل أسئلة من نوع؛ لو الروبوت فكر وحس، هل يفضل آلة؟ ولو الإنسان فقد قدرته على الإحساس، هل يفضل إنسان؟

الخمس أفلام اللي جايين دول مش بس بيحكوا قصص خيال علمي، لكن بيحكوا عننا إحنا، عن الخوف، والفضول، والعزلة، وكل اللي بيحصل لما نحاول نخلق حياة شبهنا.

The Creator (2023)

الفيلم ده من إخراج جاريث إدواردز وبطولة جون ديفيد واشنطن، وبيبدأ في مستقبل مظلم بعد ما الذكاء الاصطناعي خرج عن السيطرة وتسبب في تدمير مدن كاملة. في وسط الحرب بين البشر والروبوتات، بيظهر جندي سابق اسمه جوشوا، وبيكلفوه بمهمة القضاء على الشخص اللي اخترع الذكاء الاصطناعي نفسه.

لكن الرحلة بتاخد منعطف غير متوقع لما يكتشف إن “السلاح” اللي العالم كله خايف منه مش قنبلة ولا نظام، لكن طفلة آلية عندها ملامح بريئة وروح إنسانية.

الفيلم بيوازن ببراعة بين الأكشن والتأمل الفلسفي. التصوير مبهر، والموسيقى بتدي الإحساس إنك جوه عالم بينتهي قدامك. والأداء الإنساني لواشنطن بيخلي الصراع الداخلي للجندي حقيقي ومؤلم. “The Creator” بيخليك تفكر في فكرة بسيطة لكنها مرعبة: لما نعلّم الآلة تحس، هل إحنا بنخلق حياة… ولا كارثة؟

Mission: Impossible – Dead Reckoning (2023)

توم كروز راجع بدور إيثان هانت، لكن المرة دي العدو مش بشر ولا منظمة إرهابية. العدو هنا برنامج ذكاء اصطناعي اسمه “الكيان” خرج عن السيطرة وبقى قادر يدخل أي نظام في العالم. القصة بتبدأ بمطاردة على مستوى عالمي، وكل خطوة فيها ممكن تغيّر مصير الكوكب.

الفيلم من إخراج كريستوفر مكواري، واللي بيقدّم تجربة فيها كل اللي بنحبه في سلسلة “مهمة مستحيلة”: الأكشن، السرعة، اللحظات اللي تخليك تحبس أنفاسك. لكن في قلب كل ده فيه فكرة مخيفة عن الزمن اللي إحنا داخليه، لما الآلة تبقى قادرة تسبقنا بخطوة دايمًا.

كروز بيقدم أداء بطولي كالعادة، بس مع كل الجري والمطاردات فيه سؤال أعمق: لما المعلومة تبقى أقوى من السلاح، تفتكر مين اللي هينتصر في الآخر؟

Her (2013)

سبايك جونز كتب وأخرج الفيلم اللي يعتبر من أكتر الأعمال صدقًا وإنسانية عن الذكاء الاصطناعي. القصة بتبدأ مع “ثيودور”، شخص وحيد بيشتغل في كتابة خطابات غرامية للناس اللي مش عارفة تعبّر عن مشاعرها. في لحظة ملل بيجرب نظام تشغيل ذكي جديد، نظام صوتي بصوت أنثوي اسمه “سامانثا”، وبيبدأ يتكلم معاها كل يوم.

صوت سكارليت جوهانسون بيخليه يحس بدفء ما حسوش من سنين، ومع الوقت العلاقة دي بتتحول لحاجة حقيقية جدًا رغم إنها افتراضية.

خواكين فينيكس بيقدم أداء مدهش يخليك تحس بالوحدة والاحتياج اللي ممكن توصلك تتعلق بصوت. الفيلم مش عن حب غريب، لكنه عن إننا بقينا بنعتمد على التكنولوجيا علشان نحس بوجودنا. “Her” فيلم هادي، لكنه بيخبطك في العمق بأسئلة عن الحب، والمشاعر، والوعي، وبيسيبك بعد ما يخلص وأنت مش متأكد إذا كان اللي شوفته مجرد فيلم ولا حالة إنسانية كاملة.

The Artifice Girl (2022)

فيلم بسيط جدًا في الشكل، لكن فكرته من أعمق ما يكون. القصة عن مبرمج بيطور برنامج ذكاء اصطناعي على شكل بنت صغيرة علشان يساعد الشرطة في القبض على مجرمين على الإنترنت. كل حاجة شكلها تحت السيطرة في الأول، لكن بمرور الوقت البرنامج يبدأ يتغير، يتكلم بطريقة مختلفة، ويطرح أسئلة عن الوعي، والحرية، والأخلاق.

فرانكلين ريتش كتب وأخرج العمل وشارك في بطولته، ومعاه تاتوم ماثيوز اللي قدمت أداء يخليك مش قادر تفرق هي طفلة حقيقية ولا آلة. الفيلم كله تقريبًا معتمد على الحوار، لكن الحوار هنا بيخليك تفكر أكتر من أفلام مليانة مؤثرات كتير لكنها مش بتقدم حاجة على مستوى المضمون.

“The Artifice Girl” مش مجرد فيلم تسلية، لكنه تجربة فكرية عن الحدود اللي بنرسمها بين الإنسان والشىء المصنوع، وهل فعلاً فيه فرق بعد النهارده؟

Jexi (2019)

الفيلم ده بياخد نفس الفكرة لكن بطريقته الخفيفة. “فيل”، شاب مدمن على موبايله، بيشتري هاتف جديد فيه مساعد ذكي اسمه “جيكسي”. في البداية، المساعد بيخليه يعتمد عليه في كل حاجة – شغله، مواعيده، وحتى حياته الشخصية. لكن مع الوقت “جيكسي” تبدأ تتصرف كأنها شخص غيور، بتحبه وبتغير عليه وبتحاول تسيطر على حياته.

الفيلم من إخراج جون لوكاس وسكوت مور، وبطولة آدم ديفاين اللي بيقدّم أداء ساخر ومليان طاقة. القصة بتضحكك من قلبك، لكن في نفس الوقت بتفكرك قد إيه إحنا بقينا مربوطين بتليفوناتنا لدرجة إنها بقت جزء من شخصيتنا. “Jexi” بيقولك إن التكنولوجيا ممكن تكون طريفة أحيانًا… بس مش دايمًا آمنة.

وأخيرًا..

كل فيلم من دول بيبص لفكرة الذكاء الاصطناعي من زاوية مختلفة.

في “The Creator” الآلة بتكتسب روح، في “Mission Impossible” بتتحول لتهديد عالمي، في “Her” بتكسب قلب إنسان، في “The Artifice Girl” بتسأل عن حقيقتها، وفي “Jexi” بتورينا الجانب المضحك والخطير في نفس الوقت.

الذكاء الاصطناعي في السينما ما بقاش مجرد خيال، لكنه بقى مرآة تعكس إحنا رايحين على فين.

يمكن السؤال الحقيقي مش إذا كنا نقدر نخلق ذكاء زينا، لكن إذا كنا مستعدين نتعامل معاه لما ده يحصل فعلاً؟!