The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

نقدر نقول إن حكاية “عيد الأم” في مصر بدأت برسالة إنسانية مكتوبة بخط أم مصرية عظيمة، قررت تعبر عن نفسها على الورق وتشكي من معاملة أولادها القاسية ليها، والرسالة دي وصلت للصحفي الراحل “علي أمين” اللي أسس مع شقيقه “مصطفى” مؤسسة أخبار اليوم.. تعالوا نعرف الحكاية.

في البداية مهم نعرف إن تاريخ الاحتفال بعيد الأم بيختلف من دولة للثانية، كمان بتختلفت الروايات حوالين الجذور التاريخية للفكرة، النرويج مثلًا بتحتفل باليوم ده يوم الأحد الثاني من فبراير، والأرجنتين في يوم الأحد الثاني من أكتوبر، وجنوب أفريقيا بتحتفل بالمناسبة دي في الأحد الأول من مايو، وفرنسا والسويد بيحتفلوا في الأحد الأخير من مايو.

أما عن الجذور التاريخية للاحتفال بعيد الأم فبتقول واحدة من الروايات إن عيد الأم بدأ عند الإغريق في احتفالات عيد الربيع، وكانت مهداة إلى الإله الأم “ريا” زوجة “كرونس” الإله الأب، لكن اللي يهمنا هنا هو تاريخ المناسبة العظيمة دي في مصر.

في المحروسة نقدر نقول إن فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي بدأت على يد الأخوين “مصطفى وعلى أمين” مؤسسي أخبار اليوم، لما وصلت رسالة للصحفي الراحل “على أمين” من أم بتشكو له جفاء أولادها وسوء معاملتهم لها، وبتتألم من نكرانهم للجميل.

الست العظيمة دي قررت تعبر عن نفسها بكل صراحة على الورق، كتبت حكايتها كاملة، من غير ما تعرف إن ألمها هيكون بداية شرارة الاحتفال بعيد الأم.

في الوقت ده، زارت واحدة من الأمهات مصطفى أمين في مكتبه، وقالت له إنها ترمَّلت وأولادها لسة صغيرين، ورفضت الزواج، وعاشت بس لأولادها، لحد ما تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا، واستقل كل منهم بحياته، وبعدها مابقاش حد منهم يزورها إلا على فترات متباعدة.

في الفترة دي، كتب مصطفى أمين في عموده الشهير “فكرة” بيقترح تخصيص يوم للأم، ونفس الاقتراح اتبناه “على أمين” فانهالت الخطابات اللي بتشجع الفكرة على أخبار اليوم، ووافق أغلبية القراء على الفكرة وشاركوا في اختيار يوم ٢١ مارس علشان يكون عيد للأم، وهو أول أيام فصل الربيع.

واحتفلت مصر بأول عيد أم في ٢١ مارس من سنة ١٩٥٦، ومن مصر خرجت الفكرة لباقي البلاد العربية.

كل سنة وكل أم على كوكب الأرض بخير وصحة وسعادة.