The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو -
مقترح

القاهرة الخديوية.. باريس الشرق بلمسة مصرية

القاهرة الخديوية باريس الشرق تاريخ وسط البلد وسط البلد وسط القاهرة
القاهرة الخديوية.. باريس الشرق بلمسة مصرية
بواسطة
Mohamed Talaat

الجمال جمال الروح، وروح وسط القاهرة الخديوية مبهجة، ولها قصة وحكاية وتاريخ كبير بدء في عهد الخديوي إسماعيل، وده ما زال موجود بشكل واضح ومختلف عن أي منطقة تانية، والقصة كلها بدأت لما الخديوي إسماعيل زار العاصمة باريس سنة 1867 وانبهر بجمالها ووقتها طلب من الإمبراطور الفرنسي أنه يستعين بالمصمم المعماري البارون “هاوسمان” علشان يخطط القاهرة الخديوية زي ما خطط باريس، وبالفعل ده حصل وأصبحت القاهرة الخديوية قطعة من باريس بلمسة مصرية، وهنتعرف سوا عن قصة بناء باريس الشرق وأهم المباني فيها.

القاهرة الخديوية كانت من 150 سنة فاتت لما تلال القمامة من كترها فصلت ما بين القاهرة العثمانية ونهر النيل، ولكن مع فكرة الخديوي إسماعيل صاحب الفكر الأوروبي واللي كان بيحب مصر وعاوزها تكون زي أوروبا اللي اتأثر بيها لما عاش هناك للتعليم والعلاج لبناء عاصمة حديثة بعيدة عن المدينة العثمانية، وتشجيعه للناس أن أي شخص يبنى عقار محيط بيه حديقة هياخد الأرض مجانًا، ومع وصول “هاوسمان” وتخطيطه كل حاجة اتغيرت، وأصبحت القاهرة باريس الشرق زي ما قال عنها المستكشفون والرحالة الأوروبييون، وده بفضل التصميم المميز اللي حولها لتاريخ لسه بننبهر بيه لحد النهارده.

وبداية التخطيط كانت مباني بتحمل الطابع الأوربي القديم واللي حاليًا أصبح نادر جدًا، وبمجرد دخولكم محيط وسط البلد وشوارعها هتلاقوا نفسكم في عصر تاني مختلف عن باقي القاهرة وهتشوفوا طراز معماري مميز وكل تصميم له لمسة جمالية مختلفة ولكن معظمها نابع من التصميم الباريسي سواء كانت عمارة سكنية زي عمارة يعقوبيان والإيموبيليا واستراند، أو سينما زي مترو وراديو وديانا، أو محلات زي شيكوريل وبرايان وعمر أفندي وشملا، وغيرهم من المباني المميزة واللي بتحمل طابع خاص.

الخديوي إسماعيل كان قدامه تحدي أنه عاوز يثبت أن القاهرة أوروبية أكثر من أفريقيا، وكان قدامه سنتين بس يعمل فيهم ده قبل افتتاح قناة السويس وكلف علي مبارك وزير الأشعال العامة بمهمة تحويل القاهرة لقطعة من أوروبا، وكان التحدي في الحفاظ على القاهرة التاريخية بشوارعها الضيقة ومبانيها العثمانية وتنفيذ مطالب الخديوي اسماعيل لتحويل القاهرة لقطعة من أوروبا وهنا كان الاختيار على منطقة وسط البلد الحالية لبدء الفكرة.

القاهرة كانت قبلة لكل المهندسيين المعماريين في الفترة دي وكان بيزورها متخصصين من فرنسا وألمانيا وإنجلترا وإيطاليا ومعاهم المهندسيين المصريين، وكانت القاهرة بالنسبة لهم زي متحف عالمي للطرز المعمارية، لأن اختلاف المصممين عمل طفرة في التصميمات وذكر المؤرخين أن مبنى الشواربي باشا صممه المعماري حبيب عيروت سنة 1925، وهو لبناني الجنسية واللي بيشوف المبنى بيقول عليه تصميم “باريسي”، لكن في الحقيقة هو كان فيه قبة فيها 4 تماثيل كل تمثال بيحكي رواية مصرية قديمة وده مصمم على طراز آرت ديكو.

الطفرة المعمارية في القاهرة جذبت العالم الغربي لمصر، وبقت القاهرة “المكان الساحر” بالنسبة للغرب اللي سكنوا فيه، ورصد المؤرخين في أن القاهرة جذبت اقتصاد تجاري وحرفي وغيرهم من بلاد أوروبا زي اليونان وإيطاليا والنمسا وإنجلترا وسويسرا، وكتب المؤرخين زمان وخاصة الفرنسيين وأشهرهم تريفور موستني، ريتشارد جي، كاروت، ستانلي لين بول، وديزموند ستيوارت، مؤلفات كتير بالصور بتوضح تطور القاهرة وتحولها لمدينة عصرية عريقة تحمل طابع باريس بعد ما كانت مدينة من القرون الوسطى تفتقد لأي لمسات مميزة.

صورة نادرة لحديقة الأزبكية

ومش بس هاوسمان اللي صمم القاهرة، ده كمان استعان الخديو إسماعيل بالمهندس جان بيير شامب واللي متخصص في تصميم الحدائق وصمم منتزهات كتير في القاهرة أهمهم حديقة الأزبكية اللي كانت ذات طابع فرنسي بالكامل، وتم فيها زراعة أشجار مخصوص استوردت من مختلف الدول وكان فيها 2500 طائرة زجاج بتنورها ورغم أن الإضاءة دي كانت بتستحوذ عليها باريس إلا أنه قدر ينقلها للقاهرة.

وما زالت وسط القاهرة الخديوية بتبهرنا بجمالها وتبقى أجمل تمشية دايمًا في وسط القاهرة من كوبري قصر النيل حتى ميدان الموسكي مرورًا بشوارع طلعت حرب والفلكي وباب اللوق وشارع شريف وقصر النيل ورشدي والبستان ومحمد فريد وعبد الخالق ثروت وممر بهلر وغيرهم كتير من الشوارع اللي موجود فيها بصمة تاريخية جمالية مش هتتكرر.

مقترح