The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

بقلم: نجلا أشرف

في فيلم “مولان” فيه جملة مميزة بيقول الأب فيها لمولان: “الزهرة اللي تنبت في الصخر هي أندر وأجمل الزهور”. الجملة دي بتنطبق على فريدة، البنت اللي قررت تعافر وتتعب علشان توصل لحلمها، وتثبت أن كل بنت مصرية هي “زهرة بتنبت في الصخر”.

 

من الجامعة الألمانية إلى عربية بطاطا

أول ما هتدخل كورت يارد المعادي هتلاقي في وشك عربية بطاطا مبهجة، واقفة وراها “فريدة ثاقب” اللي بتدرس في سنة ثالثة إدارة في الجامعة الألمانية، مكتوب على العربية بخط مميز “ثقوبة”. وده الاسم اللي اختارته فريدة لأنه قريب لقلبها، “ثقوبة” برغم أنه اسم ممكن يكون تقيل شوية إلا أنه مليان دفا وحميمية لأنه راجع للعيلة اللي شجعت فريدة وفضلت سانداها بحب وتفاني علشان تحقق حلمها. وتكون فريدة زهرة جديدة تزين شجرة نجاح عائلة “ثاقب”. فريدة اختارت كورت يارد المعادي لأنه قريب من بيتها وفي نفس الوقت وفر عليها مضايقات الشارع وضمان وجود عملاء ممكن يجربوا الأكل من عربيتها.

الطبخ من القلب وخلطة البطاطا السرية

إيه رأيكم في حبة بطاطا مشوية لذيذة ريحتها تجيبك من أول الشارع وحبة حمص شام يدفوا القلب الحزين في البرد؟ أكلة خفيفة بس معمولة بحب وحرفية شديدة، كل حاجة معمولة زي البيت بالظبط، ومافيش حاجة بتتعمل إلا وهي مغسولة كويس جدًا وإجرائات النظافة فعلًا كأنك بتاكل حاجة بيتي من إيد مامتك في البرد. بس الفرق إن اللي بيطبخ الأكل ده بنوتة صغيرة عندها حلم جميل أنها تعمل أكل بحب معمول من القلب قبل الإيد وبيتي مصري للناس اللي صعب يأكلوا من عربيات في الشارع لأن الحاجة ممكن تكون مش نضيفة وبالتالي تتعب معدتهم.

الأفكار العبقرية دايمًا بتيجي تحت البطانية

لما سألنا فريدة الفكرة جات لها إزاي قالت لنا : “في يوم برد جدًا، لدرجة أن صوت الهواء كان بيصفر على الشبابيك، شميت ريحة ذرة مشوي، وقلت أنا لازم أقوم أعمل حاجة”. ومن هنا بدأت الفكرة من دفا السرير اللذيذ في البرد لشغل شهرين في وقت الإمتحانات لتجهيز الأدوات وشراء العربية اللي رسم عليها رسام محترف، وتجهيز المنيو والأسعار اللي حاولت أخليها معقولة جدًا لكل الناس.

  حلويات بنكهة السعادة في خلطة البطاطا الثقوبية

فريدة مش بس بتقدم بطاطا مشوية وحلبسة لكن كمان بتقدم أكلها على عربية الخضار البدائية اللي تحولت بالألوان الزاهية ورسومات التراث المصري لقطعة فنية الناس تحب تتصور معاها، نجمة العربية دي هي “طبق البطاطا الثقوبية” بتقول فريدة: “إحنا حبينا نسميه كده لما فيه من خلطة سرية ثقوبية لأن البطاطا مش بتكون مشوية لأ ده فيه خلطة سرية بتتعمل لفترة طويلة من سلق وهرس ومكونات خاصة وطبقة مقرمشة من فوق حاجة، كمان بنحط عليها كريم شانتيه وحبة حبشتكنات من صوص الكراميل والشوكولاتة. كأنك بتأكل قطعة سعادة بسعر معقول جدًا”. وده كان هدف فريدة أنها توفر حاجة حلوة بسعر معقول لأي حد عاوز مكان يقعد فيه ومايدفعش كتير، فتلاقي مثلًا طبق البطاطا بـ 10 جنيه، والبطاطا الفرن بـ 15 جنيه لو زودت عليه حبشتكانات زود 5 جنيه. أما الحلبسة فهي بـ 15 أو 25 على حسب الحجم اللي تحبه، كمان في وسط اليوم ممكن تلاقي شوربة اليوم اللي بتختلف من يوم للتاني، غير الشاي والقهوة طبعًا.

 

وزي ما كل حاجة في بدايتها بتكون صعبة ومحتاجة مجهود وصبر على التحدي، كنا متحمسين نشوف “افتتاح ثقوبة” اللي كان الأسبوع اللي فات، وكان فيه فقرة مميزة في الافتتاح بدخول فرقة “حسب الله” زي ما هو معروف بين المصريين علشان تكسر مشاعر الخوف والتحمس اللي كانوا على وش فريدة وتطمنها أن عمر ربنا ما بيضيع تعب ومجهود حد مخلص في شغله بل بالعكس دائمًا يبعت له ناس تساعده وتشجعه. 

شوف فيديو افتتاح الفكرة على أنغام فرقة حسب الله من اللينك هنا.

 

أختار الجار قبل الدار

كثير من الناس بدل ما بيشجعوا الشباب أنهم يفتحوا مشاريعهم الخاصة، بيهاجموهم لمجرد أنهم بيعملوا حاجة جديدة، خاصة لو اللي بيعمل الحاجة دي بنت، وقتها التحديات بتكون أكبر لأن المجتمع للأسف مش بيقدر الإختلاف والأفكار الجديدة إلا بعد فترة. بس فريدة ما وقفهاش ده وبدأت تفكر إزاي تلاقي مكان مناسب تبدأ منه حلمها من غير ما يحصل مضايقات في الشارع، وكمان يكون فيه ناس جاية علشان تاكل، وده اللي حصل فعًلا في كورت يارد المعادي اللي رحبوا جدًا بالفكرة وشجعوها، الخطوة التانية كانت في ترتيبات العربية ومكونات الأكل اللي هتستخدمها خاصة وسط إرتفاع الأسعار، بالذات السكر طبعًا، والحمص، وإزاي بقى صعب أنهم يبقوا موجودين بسهولة.

 

أفرد جناحك وطير في السما

تحقيق الأحلام مش صعب زي ما كل الناس متخيلة هو بس محتاج صبر، وتخطيط كويس وحبة مغامرة، كل المشاريع الناجحة بتبدأ بحلم وقرار جريء يا تكون قده يا تفضل متدفي تحت البطانية في البرد وتقول آه بس لو شوية حظ! أفرد جناحك وأرسم أحلامك بألوان زاهية وماتخفش من الوقوع أو أن حد يحرق لك أجنحتك، مافيش حاجة بتصنع النجاح قد المحاولات الفاشلة المتكررة. التعب المر مش أنك تخطط غلط وبعدين تحكم على التجربة أنها فاشلة، لازم تحسب كل خطوة كويس ولما تفشل أعتبرها بروفة وأبدأ من تاني المهم أنك تستمر وما توقفش.