The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

خمس أسباب خلت المصريين يحبوا أبو تريكة

خمس أسباب خلت المصريين يحبوا أبو تريكة
بواسطة
Omar Mossad

بعيدًا عن كل التناولات اللي برائحة وطعم السياسة، تبقى القيم الإنسانية محفوظة وماحدش يقدر ييجي جنبها أو يدوس لها على طرف، حتى لو كان حاملها شخص مختلف عنك في الفكر أو المذهب أو الانتماء السياسي.. أو حتى الدين!

 

محمد أبو تريكة نموذج حي للي قولناه فوق ده، نموذج كلنا عايشناه ولا زلنا بنعايشه، اتغيرت الظروف أكتر من مرة، وراحت أحوال وجت أحوال، ومافيش حاجة قدرت تزحزح أمير القلوب من على عرشه، وكأن المصريين كلهم متجاوزين الاعتراف بحلاوته وجماله، فمش فارقة معاهم بقى، آهو كل اللي ييجي من الحلو حلو! والأكيد أن الوصول لمكانة فوق المراجعة أو الحساب بالشكل ده ماجاش من فراغ، فخلونا كده نحاول نرصد -من كلام الناس- أكتر الأسباب اللي رفعت الأمير على العرش، لعل وعسى ده يكون دليل لكل واحد بيحاول يتلمس طريقه إلى قلوب الناس.

%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a95

 

 

بتاعنا!

الكورة مع الوقت اتحولت لصناعة، صناعة اقتضت أنه يبقى لكل خط من خطوطها علم خاص بيه، علوم غرضها الوحيد: تحسين الإنتاج، بما يعني تغليف اللعبة كلها بجميع أطرافها بغلاف البيزنس، وطغيان الأهداف المادية والتسويقية على كل القيم، وجماهير الكورة الحقيقية يعرفوا كويس يفرقوا بين المصنوع لاجل البيزنس، وبين اللي بيلعب علشانهم هما بالذات، علشان متعتهم، بيلعب الكورة علشان بيحبها وبتحبه وبيحب كل اللي بيحبوها، أبوتريكة واحد من القليلين اللي كنا لما بنشوفهم في الملعب بنحسه بتاعنا إحنا مش بتاع النادي اللي بيلعب فيه ولا المدرب اللي واقف على الخط ولا الاتحادات واللجان اللي بتدير الأمور من الكواليس ولا الإعلام اللي بيرفع ناس فوق السما ويخسف بناس تانية الأرض.. كنا حاسين ودنه معانا إحنا وبس، مستني الأمر يجيله من أهل الأمر بالنسباله، اللي بنعوزه بنلاقيه بيعمله بمنتهى العفوية والتلقائية من غير ما نطلبه حتى، واحد من القليلين اللي كانوا بينتبهوا لنا، وبيفهمونا، وبيعملوا لنا حساب، وبيسعوا لرضانا.. تريكة بتاعنا.. بتاعنا إحنا وبس.

%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a97

الفرحة جت على إيده ياما!

أبوتريكة ماكانش اللاعب الوحيد في الملعب، لكن دايمًا اللحظات المهمة ماكانتش بتروح لحد غيره! بتختاره هو بالذات.. الكورة بتحاميله باين! في أوقات الحسم تسيب الكل وتسلم له نفسها، عارفة أنه الوحيد اللي هيقدر أهمية الموقف، وعارفة أنه أكتر حد هيتعامل التعامل المناسب علشان يصنع من اللحظة المهمة فرحة، وانبهار، وتاريخ!

%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a91

أصيل!

الشهرة والمجد والفلوس حاجات سهل جدًا تغير من طباع الإنسان وسلوكه، اللي يتابع تريكة من بدايته لنهايته مش هيعرف يلمس شيء مختلف في الشخصية، نفس البساطة والعفوية والارتباك والخجل والخفة والأدب والعصبية الطفولية أحيانًا، منحنى المجد في ارتفاع متزايد والمعدن أصيل وثابت، في كل وقت بيرجع الفضل بعد ربنا لأهله وناسه، مابيتنكرش لأي صاحب فضل سواء كان قريب أو زميل أو مدير.. وعلشان كده فضلت مكانته في القلوب ثابتة.

إنسان

الدموع بعد جول الصفاقسي في القاهرة علشان عبدالوهاب الله يرحمه، وتيشيرت أمم إفريقيا 2006 ردًا على الإساءة للرسول، وتيشيرت أمم إفريقيا 2008 تعاطفًا مع غزة، وتيشيرت 74، كلها علامات فارقة.. مش علشان إجماعنا على المواقف نفسها، ولا علشان لازم تبقى قضيته هي قضيتنا.. إنما علشان شوفتنا لإنسان حقيقي مش شخص آلي فاصل قيمه ومثله العليا عن حياته المهنية، لأ، كل قضية مؤمن بيها وكل هم شايله وكل حدث شاغله بنلاقيه منعكس على ملامحه وسلوكه في الملعب.

%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a92

أخلاق

في زمن انتشرت فيه ألوان وأشكال من التدين فيها رفض للغير وعبوس دائم وكره للحياة، جاي تريكة يأكد لنا أن الأمور على وجه مختلف، وأنه الأخلاق والمعايشة الحسنة واحترام الآخر والبسمة الصافية هي الأبقى، ماحدش فينا هيخطئ في تمييز شخصية أبوتريكة المتدينة المحافظة الواضحة على سلوكه وكلامه، لكن في نفس الوقت ماحدش فينا هيقدر يلمس أي تصرف شاذ أو عابس أو “قفيل” أو عدواني أو غير محترم، ومش بنقول أن دي أمور طبيعي أنها تكون منسوبة للمتدينين، إنما بنقول أننا في زمن بقينا نشوف فيه أشكال كتير من التدين فيها الكلام ده.. إلا أن تريكة جاي ينادي على الجميع بالصوت العالي: التدين أخلاق.

%d8%a3%d8%a8%d9%88-%d8%aa%d8%b1%d9%8a%d9%83%d8%a93

 

وإن كان الكلام على تريكة مايخلصش، لكن إحنا محاصرين بالمساحة الضيقة دي، عذرنا الوحيد صدق الكلمات، والحب اللي شايلاه، يا يا يا يا.. يا تريكة!

مقترح