The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

على جنب يا أسطى.. دليلك لفهم شخصية سواق التاكسي في القاهرة

سواق التاكسي مواصلات القاهرة
على جنب يا أسطى.. دليلك لفهم شخصية سواق التاكسي في القاهرة
بواسطة
Dina Mokhtar

فكر كده كم مرة قررت أنك تأجل مشوار علشان النهارده الخميس والدنيا زحمة، أو مثلًا مشوارك في التجمع وأنت ساكن في المهندسين ومش قادر تدخل نفسك في حرب الأسفلت. كم شخص تعرفه مشهور ببرود أعصابه، بيتحول لوحش آدمي وهو سائق؟ تخيل بقى أشخاص أكل عيشهم ومهنتهم الأساسية أنهم يسوقوا طوال النهار في مدينة زحمة زي القاهرة؛ طبعًا ده بجانب أنواع البشر المختلفة اللي بيقابلوها والأخطار اللي ممكن يتعرضوا لها، كل الأسباب دي طبيعي جدًا أنها تخرج أي سواق عن شعوره وتخلي نسبة منهم -مش هنقول كلهم لأن فيه منهم لسه محتفظ بسلامته العقلية- بتتحول للشخصيات الآتية:

شخصية “مذيع التوك شو”

بيتكلم في أي حاجة وكل حاجة، ومافيش طريقة تسكته بها؛ تحليل سياسي تلاقي، كروي تلاقي وممكن جدًا الحوار يتطرق أنت رايح مشوارك ليه وهتعمل هناك إيه، أبسط حل أنك تعمل نفسك بتتكلم في التليفون، لأن دماغك هتورم لو مشوارك طويل، أو الحق نفسك وانزل قبل ما تفضل تحت رحمته في مناطق اللا عودة زي كوبري أكتوبر، المحور والدائري.

شخصية كابينة التليفون المتحركة

زي ما فيه ناس كده فاتحة الفيسبوك طوال النهار على كومبيوترات مكاتبهم (أو موبايلاتهم لو الفيسبوك مقفول في الشركة) كجو ترفيهي مصاحب للعمل، كبائن التليفون المتحركة دي بتستخدم الموبايل كوسيلة لقتل ملل السواقة طوال النهار، والمحادثات الهاتفية بتتنوع حسب الحالة الاجتماعية والأسرية للسواق؛ عندك مثلًا اللي مكالماته بتندرج تحت “البيزنس”، وغالبًا بيبقى سمسار لسبب ما، سنه بيبقى فوق الثلاثين وصوته عالي.

في نفس المرحلة السنية دي هتلاقي السواق بيطمئن على “الحاجة” أو “الجماعة”.

أما بقى مكالمات سواق تحت الثلاثين، فأغلبها عاطفية، صادفناها بعد الساعة 3 الظهر. وبتبدأ بأرق “ألو” ممكن تسمعها في حياتك، مع أنه لسه سابب للملاكي اللي كسر عليه، وبعكس المكالمات اللى فاتت، مكالمات “تاكسي الغرام” مؤشر الصوت فيها بينخفض وصولًا لهمهمات غير مفهومة، التعرض المباشر المستمر لها بيسبب النعاس.

وطبعًا النموذج ده مهما طال كلامه، فهو أرحم من اللي قبله.

شخصية “المجروح”

وده نقيض “تاكسي الغرام”، لأنه بـ يبقى مفركش علاقة أو لسبب آخر زعلان من الدنيا. من أشد المعجبين بأعمال الفنان مصطفى كامل، وكوكتيل أغانيه المفضلة اسمه “أحزان X أحزان”. من إيجابياته أنه مش هيحكي لك اللي في قلبه، وهيسيب أغاني زي “اعتبره قلب وراح” للفنان أسامة عبد الغني و”علمني يابا” لمصطفى حميدة تعبر لك عن اللي جواه.

شخصية “الدراما كوين”

للأسف صعب أنك تكتشفه عن بُعد، لأن العرض المسرحي بيبدأ بعد ما العداد يشتغل (ده إذا شغله أصلًا)، وبيبدأ العرض بـ “لا حول ولا قوة إلا بالله” أو بنحيب خفيف يبدأ صوته يعلو لغاية ما تبص له ويبص لك  في المرآة، ساعتها يبدأ في البكاء، ومش معنى أنك تركت له مساحة شخصية يبكي فيها براحته من غير ما تتدخل في أموره الشخصية أنك هربت من الفخ، هتسمع الحكاية يعني هتسمع الحكاية، واللي أغلبها عن طفل راقد بين الحياة والموت في المستشفى وعمليته النهارده (يعني خليك حسيس وادفع). الظريف بقى أن الشخصية دي لو ما تعاطفتش معها ماديًا وأنت بتدفع الأجرة، هتخرج من الحالة الدرامية وتطلب بمنتهى الصراحة فلوس زيادة.

 شخصية “رجل من الزمن الجميل”

وعادة النموذج ده بيكون من كبار السن، لولا أنه بيسوق تاكسي حديث “نسبيًا” كنا قلنا أنه خارج من آلة الزمن، لأن توقيت انتشاره في شوارع القاهرة في حد ذاته سينمائي؛ يا إما الصبح بدري وغالبًا بـ يسمع إذاعة القرآن الكريم، أو بالليل متأخر بيوصلك مشوارك على صوت الست أم كلثوم، ومش هيعد الأجرة وراءك. ده النوع الوحيد اللي أنت بتبقى تحاول تفتح معاه كلام في أي حاجة، وغالبًا مش هتعرف تطلع منه بأي حاجة لأنه وصل لدرجة تصالح نفسي مع العالم تخليه أكبر من أي نقاش.

شخصية الـ”فاست أند فيوريوس”

ده بقى بتعرفه وأنت بتوقفه… إزاي؟ أولًا بيبقى سائق بسرعة جنونية وبيفرمل فجأة أول ما تشاور له. ثانيًا لو ما فتحتش الباب ودخلت بسرعة العربية هيتحرك بك أو من غيرك. ده غير أنه هيجادلك في أن الطريق اللي هيأخذه لمشوارك أسهل وأسرع مليون مرة من الطريق اللي أنت عاوز تأخذه. ويا ويلك لو الدنيا زحمة، هتسمع “هوف” بمعدل 5 مرات في الدقيقة، يفصل بينهم سباب وصوت فرملة لأن مؤشر السرعة عنده مافيهوش غير رقمين: 0 و120 كم/ ساعة، على آخر المشوار بتبقى عندك فكرة عن قاموس الشتائم الخاص به، وعملت حسابك على خناقة لو طلب زيادة في الأجرة.

شخصية “المثقف”

وده نموذج بيجبرنا على احترامه لأنه بيحاول يكسب لقمة عيش شريفة بالرغم من أن إمكانياته وشهادته أعلى من أنه يشتغل سواق تاكسي، غالبًا هتلاقيه مشغل الراديو على Nile FM وبيتعامل معاك كأنك واقف في بنك. مش شرط أنه يكلمك عن نفسه ولكن من طريقته هتعرفه.

شخصية “البرنس”

ده بقى نجم النجوم، تابلوه عربيته فرو أحمر، الإضاءة النيون الحمراء والزرقاء موزعة بعناية في أنحاء الكابينة، فواحة العربية (اللي عبارة عن كيس بلاستيك فيه سائل أحمر أو برتقالي) نازلة من المرآة وبترقص على أنغام موسيقى المهرجانات الشعبي اللي على آخر المشوار هتجيب لك صمم من كثر ما هي عالية؛ أما بقى لو البرنس “مكلف بصحيح” هتلاقيه مركب شاشة مشغل عليها فيلم شعبي أو كليب بيتعاد لتامر حسني “صورة بس من غير صوت”، وغالبًا التاكسي ده بيبقى محط الأنظار في أي شارع يعدي فيه. ما تفتكرش أنك سهل تتجنبه أو تكتشفه عن بُعد، لأن فيه منهم بيبقى عامل نفسه تاكسي عادي جدًا لغاية اللحظة اللي بتقفل فيها الباب.

شخصية “الذئب البشري”

ده بقى لا له هيئة، ولا له سن معين ولا أخلاق من الأساس. وطبعًا للسماجة درجات، منهم اللي بيستظرف بس، واللي بيقل أدبه بالكلام، ده غير اللي بـ “يسبّل” في المرآة، النوع الأسوأ للأسف ما نعتقدش أن مهنته الأساسية سائق تاكسي، وده غالبًا بيبقى مسجل خطر، ربنا يحفظنا جميعًا.

شخصية “صاحب مزاج”

فيه سائقين كثير بيبقى معاهم كوب شاي، قهوة أو حتى زجاجة مياه مثلجة في الحر… إنما النوع ده مزاجه مش أقل من البرشام وأنت طالع، بيتميز بعدم استجابته للمؤثرات الخارجية، وغالبًا بيبقى شكله كأنه نايم وهو مفتح عينيه؛ عامل بالضبط زي ماكينة الـ ATM: يأخذ الأمر، وينفذه… بس الفرق الوحيد أنك بتدفع له فلوس. ولسبب ما النوع ده بيسوق بسرعة جنونية، وربنا هو اللي بيستر علشان الغلابة اللي راكبين معاه.

 إحنا ممكن نفضل نتكلم في الموضوع ده لبكرة الصبح، وأكيد كل واحد مننا له موقف ما يتنسيش مع تاكسي ركبه. ومش معنى أننا تناولنا النماذج المضحكة أننا مش شايفين غيرهم، بالعكس فيه شخصيات بتتعامل باحترام وأمانة وبتمثل مهنتها أحسن تمثيل.

مقترح