The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الحياة في كايرو

فاطمة عبد السلام: حكاية بنت بتقول “كلام بديهي”!

فاطمة عبد السلام: حكاية بنت بتقول “كلام بديهي”!
بواسطة
Nagla Ashraf

تصوير: فتحية السيسي

سواء كنت رجل أو ست أكيد هتستمتع بفيديوهات فاطمة عبد السلام اللي بتقول “كلام بديهي” جدًا بتنتقد فيه المجتمع المصري والعربي، بدأت حكاية فاطمة مع عالم الفيديوهات لما كان دمها محروق من موقف سخيف فقررت أنها تخرج عن صمتها وتتكلم، ومن هنا بدأت وكبرت الفكرة وبقت صفحة تنشر عليها أفكارها وفيديوهاتها.

ومع انتشار فيديوهات فاطمة اللي حملت اسم “كلام بديهي” كان لازم نقابلها ونعرف ما وراء الكواليس.

 

 

“فاطمة عبد السلام متزوجة وأعول وبحب الأمومة جدًا، وبحب الكلاب بشكل غير عادي، وبحب أعمل كل حاجة بإيديا لدرجة إني أنا وجوزي عملنا مطبخ بيتنا بنفسنا، خريجة فنون جميلة في 2004، ومعهد سينما 2009، عندي 36 سنة وبحب التمثيل، وبشتغل حاليًا مخرجة ومنتجة.” بدأت فاطمة تعرف نفسها لكايرو 360 بإبتسامة مُرحبة وكلها شغف وود.

فاطمة بدأت بفيديوهات خفيفة الأول منها اللي كان بأسلوب جاد شوية، وبرغم كده نجح وجذب الناس، ومع أول دمج بشوية كوميديا وهي بتعرض أفكارها، بدأت الفيديوهات تنتشر لدرجة إن أخر فيديو وصل لحوالي ربع مليون مشاهدة في يوم واحد بس.

 

 

المسميات بقت بتضيع جوهر الأشياء وده اللي ظهر لما سألنا فاطمة هل بتعتبر نفسها حقوقية نسوية وردت علينا بعفوية:  “مش بحب اتصنف كـ feminist  لأني بتكلم عن حقوق المرأة، بالعكس المفروض كلنا نبقى كده، يعني أبسط الحاجات اللي المفروض عند كل البنات أنها ترفض إن حد يكلمها بطريقة غير محترمة، البنت هي اللي بتحط الحدود، وبتفرض على الشخص اللي قدامها أنه يحترمها، وما يهنهاش أو يشتمها”.

 

مش نظرة وابتسامة دي حاجات كتيرة ياما

 

 

 بدأت تحكي لنا فاطمة هي بدأت إزاي “كان نفسي أقدم برنامج حقيقي يمس الواقع، أنقل من خلاله  اللي عاوزة أقوله من غير افتعال أو متاجرة بأفكاري وتقديمها بصورة استهلاكية تافهة بس ما توفرتش فرصة مناسبة مؤخرًا، وعلشان كده أنا سعيدة جدًا باللي وصلت له قناة اليوتيوب وصفحة الفيسبوك، واللي ماكنتش أتخيله إطلاقًا، خاصة إني كنت بعمل الفيديوهات في الأول من باب تفريغ الطاقة من غير تخطيط لأي حاجة كبيرة أو انتشار، وكنت بنشر أعمالي عليها، زي صفحتي الشخصية، ومنهم فيلم “ناقص واحد” اللي أتعمل في 48 ساعة وخد 3 جوائز في مهرجان 48 hours film festival ، بس من ساعة فيديو أخطر 10 أنواع  من الرجالة غير مصرح بيهم غير في مصر، والصفحة كل شوية بيزيد المتابعين ليها ووصلت دلوقتي لحوالي 160 ألف متابع”.

 

 

 

حلم وبدأ

 بدأت فاطمة توضح بداية فكرتها وسط مكتبها اللي مليان صور لنجوم الزمن الجميل متعلقة بمشابك على حبل على الحيطة: “قررت إني أحط نفسي في وش المدفع وأبدأ على السوشيال ميديا وما تخيلتش أي شعبية خالص، خاصة إن الست المصرية ماعندهاش أي حاجة تصبرها على الدنيا أو تفش فيها غلها.

 ومن هنا جت فكرة فيديوهات “كلام بديهي”، واللي طبعًا ما قولتش فيه كل اللي نفسي أوصله، فيه مواضيع قررت تأجيلها لحد ما الناس تبقى مرتاحة للفكرة ولإننا بنتكلم في مواضيع مش متعودين نتناقش فيها، حتى فيه مرة شوفت تعليق استفزني من شخص المفروض أنه بيمدحني يعني، فبيقول أنه أول مرة يحترم واحدة ست، واللي مايعرفوش أنه أهانني أنا وكتيير من الستات بالجملة دي.”

 

 

“فيه تعليقات غريبة بشوفها من الرجالة، منهم اللي بيقولوا للستات تلاقيها متجوزة واحد مهنيها، وعاوزاكم أنتم تعنسوا، وحاجات من ده كتير، يعني أنت كراجل بتحبسني أو بتكبت حريتي بالتقليل من قدر أحلامي أو بالحكم في حياتي الأتنين زي بعض، والأتنين يعتبروا نوع من أنواع القهر وغير قائم على الاحترام، وبعد كده تقول عليا أنا عاوزة البنات تعنس مش تدافع عن حقوقها وتقبل بأي حاجة والسلام”. كملت فاطمة وهي بتضحك وبتعدل نضارتها.

 

مين اللي ما يحبش فاطمة

 

 

وبالرغم من إن الاستمرار في الشغل بإبداع محتاج تركيز إلا أن حياة فاطمة الشخصية كان ليها طابع خاص بان في رضاها وإبتسامتها الشقية وهي بتقول :”بحب الإنبساط قوي، وبرغم إني دائمًا بشوف الأم على البحر ماسكة الفوطة للأولاد وبتبص للبحر بحسرة ومش قادرة تستمتع. وعلى عكس نظرية أنا بضحي بنفسي علشان الأولاد، أنا بحب أعمل كل حاجة مع ابني، نلعب سوا، نسافر سوا، ومش بخلي الحياة السريعة القائمة على وسائل التواصل الإجتماعي تسرق وقته، بيقعد عليهم ساعتين بس في اليوم”.

 

تسجيل الذكريات متعة ما بتنتهيش

مش بس كده هي كمان بتحب تستغل موهبتها في أدق التفاصيل ووضحت ده في كلامها وهي بتحكي لكايرو 360 :” أنا بدأت أعمل Vlog (موقع خاص بالفيديوهات) عن الأسرة تروح فين، وتخرج فين، وتنبسط إزاي، والميزانية قد إيه، حتى أنا بوثق كل حاجة وتلاقيني على طول ماسكة الموبايل وبصور وإحنا خارجين ووإحنا مسافرين، في كل وقت، وبحاول أقضي أكبر وقت مع ابني ونعمل ذكرياتنا سوا، حتى هو بيجي في أجازته عندنا في الإستديو هنا، وبنقضي أغلب الوقت سوا لأنه هو مش هيفتكر غير الحاجات اللي عملناها سوا.”

 

 

 وما بين صور كتير كان واضح وراء مكتب فاطمة علم النصر في مسلسل “Game of Thrones” واللي وضح روح المحاربة اللي مستخبية جوه روح فاطمة واللي خرجت في فيديوهاتها وهي بتحاول تبين المفاهيم المغلوطة عند ناس كتير: “أنت بتحاربي في كل الإتجاهات وكلها بتشدك لوراء، البيت، الشغل، المسئوليات، فسهل قوي أنك تغرقي وتسيبي نفسك.

جيل أمهاتنا مثلًا مستسلم للواقع، شايف أنه ضحى بعمره وباستمتاعه بالحياة، وبقبوله الخيانة في أوقات علشان مصلحة الأولاد، علشان كده  بيعادوا في أوقات كتير فكرة تغيير نمط الزوجة المصرية، من الأم المضحية، لفرد عادي في المجتمع يغلط ويتعلم من غلطه وبيستمتع بحياته وهو بيتعلم إزاي يربي ولاده صح.” رفعت المحاربة الستار عن وجهة نظرها في دور الأم المصرية اللي ممكن تستمتع بحياتها عادي وهي بتربي ولادها.

 

 

 الرقص على مسرح الحياة بيحتاج يكون رقص ثنائيأكثر من فردي علشان لو فرد وقع التاني يسنده، بس يا ترى إيه كان رأي فاطمة في إزاي نختار شريك حياة مناسب :”الرجل الناجح بس هو اللي يرضى يرتبط بست ناجحة، أما الفاشل فهو ما بيقبلش بنجاحك، الحمد لله ربنا رزقني بشخص جميل، متفهم أنا بعمل إيه وبيؤيدني وساندني، لأنه صاحبي قبل ما يكون جوزي، بالعكس هو مؤمن بكل اللي بعمله وفي الأغلب بنعمله سوا في الأستديو بتاعنا.”

 

غني للأمل واحلم تغير بكرة

 

 

“أكثر حاجة بتفرحني لما بشوف تعليقات الناس على الصفحة خاصة البنات لما بيعلقوا عندي بأنهم أخيرًا لقوا حد يعبر عنهم ويقول وجهة نظرهم.”

“أنا عندي 36 سنة، بس دايما بيراودني حلم التمثيل، وبستمتع جدًا لو مثلت في فيلم حد من صحابي، مش علشان الشهرة، لكن علشان دي الحاجة اللي بحب أعملها.” فردت فاطمة أجنحة أحلامها وهي بتوصف لنا فرحتها وأحلامها اللي بتحاول تحققهم في أكثر من صورة.

 

 

 وأخيرًا كانت لازم تقول نصيحة للرجالة اللي في الأغلب بيدخلوا يهاجموها ويمشوا من غير ما يفهموا وجهة نظرها:

” أنت عمرك ما هتبقى سعيد لو الست اللي مشاركك حياتك مش سعيدة، اسعدها مش علشان أنت معطاء، اسعدها علشان أنت أناني وعاوز تبقى سعيد، ولو خنتها أو أهنتها أستحمل بقى لأنها هتنكد عليك عيشتك، اسعدها هتترد لك السعادة الضعف لو صلحت بيتك وعيشت مراتك سعيدة.”

 

مقترح