محكمة باب الخلق.. مبنى قضائي عمره 135 سنة أصبح أطلال في قلب القاهرة!
آثار القاهرة أماكن في القاهرة القاهرة الخفية تاريخ القضاء في مصر شارع بورسعيد قضايا تاريخية محكمة باب الخلق محكمة جنوب القاهرة معالم مهملة
Cairo 360
القاهرة مليانة أماكن ليها حكايات، لكن قليل اللي يعرف قصة محكمة جنوب القاهرة، أو زي ما الناس بتسميها “محكمة باب الخلق”. المبنى التاريخي ده موجود في شارع بورسعيد، على بعد خطوات من منطقة الأزهر، وكان في الأصل جزء من حديقة قصر منصور باشا يكن، قبل ما يتحول لأقدم محكمة أهلية في مصر.
المحكمة ظهرت سنة 1884 مع بداية عصر المحاكم الأهلية، وكان أول رئيس لها القاضي إبراهيم فؤاد باشا. وقتها اتسمت “محكمة مصر الأهلية”، وبعدها بقت “سراي القضاء العالي” لما جمّعت جواها محكمة استئناف مصر، محكمة النقض، ومكتب النائب العام. ومن هنا بدأت حكاية مبنى اتحول لرمز قضائي في قلب العاصمة.
المبنى نفسه كان تحفة معمارية على الطراز الإنجليزي، بواجهة ضخمة وأعمدة وممرات وزخارف بتدي هيبة. كمان الملك فؤاد احتفل فيه سنة 1933 بالعيد الذهبي للمحاكم الأهلية، واتوثق الاحتفال ده في لوحة تشكيلية كانت متعلقة في مدخل المحكمة.
ما يفوتكش كمان: معبد العدالة على النيل: صور من جوه المحكمة الدستورية وحكاية مهندسها اللي كان نفسه يبقى مخرج!
أما عن القضايا، فالقائمة طويلة. جدران محكمة باب الخلق سمعت أحداث يناير 1977، قضية الجاسوس عزام عزام، قضية نواب القروض، ومحاكمة مركز ابن خلدون. قضايا سياسية واجتماعية كبيرة خلت المكان شاهد على لحظات مهمة جدًا من تاريخ مصر الحديث.
لكن مع مرور السنين، المحكمة ما قدرتش تستوعب عدد القضايا والمتقاضين اللي كانوا بيوصلوا لنحو 3 مليون شخص في السنة! عشان كده في 2010 اتنقلت أعمالها تدريجيًا لمبنى جديد في السيدة زينب، وبعدها لمحكمة زينهم.
الكارثة حصلت في أبريل 2013، لما شب حريق هائل دمر الطابق الأخير من المبنى، ومن وقتها اتقفل وتحول لمكان مهجور. وزارة العدل أعلنت خطط لتحويله لمتحف قضائي يحكي تاريخ العدالة في مصر من المحاكم الأهلية لحد الحريق، لكن للأسف الخطة ما اتنفذتش لحد النهارده.
المفاجأة إن المبنى مش مُسجل كأثر، وده معناه إنه مش بيخضع لقانون حماية الآثار رقم 118 لسنة 1983 وتعديلاته، وبالتالي مش محمي رسميًا، وده سبب رئيسي إنه يفضل مهجور بالشكل ده رغم قيمته التاريخية الكبيرة.
النهارده وإنت ماشي في شارع بورسعيد هتشوف مبنى عريق عمره 135 سنة، كان يوم من الأيام منارة للعدالة في مصر، لكنه دلوقتي واقف على حاله البائس في صورة أطلال. والسؤال اللي بيطرح نفسه: هل ممكن يرجع المبنى ده للحياة من جديد؟