أول خزنة ليلية في القاهرة.. أقدم “ATM” مصري من القرن اللي فات! (صورة)
atm National Bank of Egypt البنك الأهلي المصري البنك المركزي المصري القاهرة القديمة تاريخ البنوك تراث مصري خزنة ليلية شارع شريف وسط البلد
Cairo 360
الصور: كايرو360
وسط زحمة القاهرة، في شارع شريف الشهير اللي بيحمل ريحة الزمن الجميل، فيه كنز تاريخي صغير ناس كتير بتعدي عليه من غير ما تاخد بالها منه أو من قيمته التاريخية.
قطعة نحاسية قديمة مكتوب عليها “البنك الأهلي المصري – خزينة ليلية”، محفورة على جدار مبنى البنك اللي كان زمان مقر البنك الأهلي قبل ما يتحول لاحقًا للبنك المركزي المصري.
الخزنة دي مش مجرد ديكور أو أثر بنكي، دي واحدة من أقدم وسائل الإيداع اللي عرفتها مصر، وممكن نعتبرها أول نموذج بدائي لماكينات الـATM اللي بنستخدمها النهارده!
الحكاية بدأت في أوائل القرن العشرين، لما البنك الأهلي المصري – اللي تأسس سنة 1898 – قرر يقدم خدمة جديدة لعملائه التجاريين، تخليهم يقدروا يودعوا أموالهم بأمان حتى بعد مواعيد العمل الرسمية.
الخدمة كانت اسمها وقتها “الخزنة الليلية” أو “Night Safe”، ودي كانت عبارة عن فتحة معدنية متينة في واجهة البنك، فيها نظام داخلي بيستقبل المظاريف النقدية أو الشيكات، ويتحفظ بيها في خزنة داخلية لحد تاني يوم.
الخزنة اللي لسه باقية في شارع شريف كانت جزء من المقر الرئيسي للبنك الأهلي، قبل ما يُنقل المقر لمكانه الحالي في شارع شريف برضه لكن على الناحية التانية من التقاطع.
وجودها لحد النهارده دليل على مدى تطوّر الفكر البنكي في مصر في الوقت دا، وإن فكرة الأمان والثقة كانت دايمًا في قلب تعاملات البنك الأهلي.
الجميل إن تصميمها بيعبر عن روح العصر اللي اتعملت فيه: معدن تقيل، ونقوش عربية وإنجليزية، وكتابة محفورة بدقة واضحة، كأنها بتحكي عن زمن كان فيه الجمال جزء من كل تفصيلة حتى في البنوك!
فالمرة الجاية اللي تتمشى فيها في وسط البلد، خصوصًا شارع شريف، بص كويس على الجدران القديمة. يمكن تكتشف كنز من الماضي زي الخزنة دي، شاهد صامت على أول تجربة “إيداع آلي” في تاريخ القاهرة.
القاهرة دايمًا عندها حكايات مستخبية، كل زاوية فيها بتحكي فصل من رواية كبيرة.. مدينة حكاياتها ما بتخلصش.