The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تليفزيون

“الاختيار 3” .. 5 أسباب تعرفكم ليه بنعتبره الأفضل في رمضان 2022

أحمد السقا أحمد عز القرار بيتر ميمي ريفيو الاختيار مسلسل الاختيار 3 مسلسل الاختيار الجزء الثالث نقد مسلسل الاختيار ياسر جلال
“الاختيار 3” .. 5 أسباب تعرفكم ليه بنعتبره الأفضل في رمضان 2022
بواسطة
Cairo 360

كُتب على بلدنا مصر، أنها تحقق انتصارات تغير شكل التاريخ، وكُتب عليها أنها (تفشل) في (التأريخ) للانتصارات دي بشكل فني مُناسب يُحترم، ويُخلد ذكرى المُعجزات اللي بيعملها الإنسان المصري.

لو مش مصدقين كلامنا. لو متضايقين من كلمة (تفشل) شوفوا الأعمال اللي تناولت حرب أكتوبر٧٣ – ومش صدفة أننا قررنا ننشر موضوعنا يوم ١٠ رمضان بالمناسبة- وإزاي كانت الأعمال دي دايمًا بتعاني إما من فقر الإنتاج، أو ضعف التمثيل، أو رداءة القصة والسيناريو والحوار، مع إظهار الأعداء على أنهم ضعفاء جبناء لا حول لهم ولاقوة، وبالتالي الانتصار عليهم مش بيسيب عند المُشاهد إحساس بالعظمة والإنجاز. إلا بعض الأعمال القليلة جدًا.

أكتر حاجة عجبتنا في سلسلة (الاختيار)، وتحديدًا في الجزء الثالث (الاختيار 3: القرار) أنه عالج -تقريبًا- كل الأخطاء اللي وقعت فيها الأعمال اللي تناولت انتصاراتنا السياسية أو العسكرية. وده يدل على أنه أصبح عندنا وعي كبير بأهمية العمل الفني، وقوتنا الناعمة. مش بس من العاملين في الصناعة، لكن لحد (أكبر راس في البلد).

سلسلة الاختيار بدأت سنة 2020 مع قصة الشهيد الأسطورة أحمد المنسي (قام بالدور أمير كرارة) اللي ضحى بروحه علشان يصد هجوم إرهابي على الموقع العسكري المسؤول عنه. مع نجاح المسلسل اتقدم جزء ثاني منه رمضان 2021 بعنوان الاختيار 2: رجال الظل، بطولة كريم عبد العزيز وأحمد مكي وإياد نصار، وناقش المسلسل بطولات رجال الأمن المصريين في إحباط العمليات الإرهابية في وقت حرج من الحياة السياسية المصرية، في فترة فض اعتصام رابعة.

الجزء الثالث من المسلسل بيتعرض تحت اسم الاختيار 3: القرار، وبيعرض فترة الغليان السياسي والاجتماعي والأمني، قبل اندلاع ثورة 30 يونيو.

صناع الاختيار 3 (بيتر ميمي المخرج و هاني سرحان المؤلف) كانوا محتاجين يرفعوا سقف إنجازهم بما يتناسب مع سقف توقعات الناس، مع تصدر الأجزاء السابقة للترند واهتمام الناس بالمتابعة مش بس في مصر، لكن في الوطن العربي. علشان كده فجروا المفاجأة وقرروا تجسيد الأشخاص اللي عاشت الفترة دي في مصر بأسمائهم وشخصياتهم الحقيقية، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. (في الفترة اللي بيتعرض لها المسلسل كان فريق أول، ثم مُشير).

مجرد ما شوفنا الرئيس السيسي على الشاشة -قام بالدور ياسر جلال- نقدر نقول إن الإنترنت المصري اشتعل بالمعنى الحرفي للكلمة. واستعدنا ذكرى الخلافات السياسية اللي عشناها في فترة الاضطراب السياسي في مصر. ما بين مؤيد ومعارض، كل واحد على حسب انتماؤه السياسي. علشان كده قررنا نخلي السياسة على جنب. ونتكلم عن المسلسل من الناحية الفنية فقط. ودي ملاحظاتنا أثناء مشاهدة الاختيار 3:

 

  1. الجرأة ظاهرة بوضوح في كل تفصيلة في المسلسل، بداية بتجسيد الشخصيات الحقيقية بدون تغيير الأسماء، وحتى عرض فقرة التسريبات في نهاية كل حلقة، واللي بتعرفنا أسرار جديدة تذاع لأول مرة. تسريبات تدل على أن الاختيار 3 تم الاهتمام به ودعمه من أعلى مؤسسات في الدولة. ودي حاجة تدل على تقدير البلد أخيرًا لدور قوتها الناعمة في كتابة التاريخ.
  2. الأداء التمثيلي في الاختيار 3 كان من أفضل ما يكون. ياسر جلال عمل دور عمره من خلال أداء شخصية الرئيس السيسي. وما كُناش عارفين أنه ياسر جلال في المشاهد الأولى، من فرط إتقان المكياج، واختيار زوايا تصوير وإضاءة تخلي الشبه بين الشخصين يكاد يكون متطابق. لكن مدرسة جلال في الأداء لم تتوقف عند تقليد الشكل -ودي وظيفة الماكيير بالأساس- لكن جلال (ذاكر) كويس جدًا شخصية السيسي، والتزم بطريقته في الكلام، نبرة الصوت اللي لو مش باصيين على الشاشة مانعرفش نميز بين التمثيل والحقيقي، حركة اليدين، وحتى اللزمات الكلامية ونظرة العين. نقدر نقول بدون مبالغة أن ياسر جلال قبل الاختيار 3 كان في مكان وبعد المسلسل أصبح في مكان ثاني خالص. ويكفي أنها المرة الأولى اللي (يسحق) فيها ياسر أخوه رامز من حيث نسب المشاهدة واهتمام الجمهور. مكانة مُستحقة لياسر، اللي أخد السلم من أوله وأثبت أنه جدير أنه يقع عليه.. (الاختيار).
  3. كان لازم نخصص فقرة لـ ياسر جلال، ثم نتكلم عن باقي الممثلين. صبري فواز وأحمد بدير قدموا أدوار مميزة. ومانقصدش على صعيد التجسيد الشكلي فقط. أحمد عز في دور ظابط المخابرات العامة مروان العدوي، نفس الدور اللي قام بيه قبل كده في مسلسل هجمة مرتدة (رمضان 2021) لكن المرة دي بيقدمه بشكل مختلف، ونُضج مميز في الأداء، وطبعًا لازم الـ(تاتش) الـ(عزاوي) اللي بيعمله في كل أدواره تقريبًا وبيخطف بيه قلوبنا كمشاهدين (و99٪ من اللي بيتخطف قلبهم من الجنس الناعم طبعًا)، أما أحمد السقا في دور (مصطفى)، فقدر يسيطر على انفعالاته اللي كانت بتهرب منه في أدوار سابقة. ونقدر نقول أنها أول مرة من فترة نشوف أحمد السقا بعيدًا عن تجسيد شخصية أحمد السقا برضه!.. محمد علي رزق ومحمد رياض وأمير المصري هم كمان لهم أدوار مميزة.. أحسنهم رياض وأضعفهم أمير، اللي توقعنا منه أداء أفضل خصوصًا على صعيد طريقة الكلام ومخارج الحروف. نفس الكلام ينطبق على خالد الصاوي، اللي رغم نجاحه أنه ينقل لنا شخصية خيرت الشاطر، لكن نبرة الصوت وطريقة الكلام والأداء ظلت كما هي بتاعة خالد الصاوي في كل أدواره اللي تلت (الفيل الأزرق). الأدوار النسائية في الاختيار 3 كانت أضعف من الأدوار الرجالية. ويمكن السبب لأن مساحة الأدوار النسائية في المسلسل نفسها قليلة نسبيًا، لكن تعالوا نتخيل لو كانت البطولة النسائية في أسماء زي منى زكي، ليلى علوي، يسرا…الخ.. كانت هتكون مباراة تمثيلية طاحنة فعلًا. هل كانت أسباب إنتاجية هي السبب؟
  4. بما أننا بنتكلم عن الإنتاج.. إنتاج المسلسل (سينرجي) كان أكتر من سخي. ونقصد بكلمة سخي هنا أنه مش عاوز يعمل حركات (مبهرة) علشان يقول للناس إحنا صارفين ومكلفين. لكن فيه اهتمام بأبسط التفاصيل وأدق المشاهد، مهما تكلف تصويرها. مع التزام غير طبيعي بنقل مشاهد شوفناها على السوشيال ميديا في لحظة وقوعها، وكأنها بتحصل من جديد أمام الشاشة، ودي حاجة مش سهلة ومُكلفة. ويكفي أننا نفكر في تكلفة أجور الفنانين لوحدها، وإحنا هنا بنتكلم عن 4 أو 5 من النجوم الميجا ستارز في مصر. ده مُرعب ماديًا. لكن نتيجته ظاهره من اهتمام الجمهور بالعمل اللي بيحترم عقلهم، وبيخاطب عينهم ووعيهم.
  5. إخراج بيتر ميمي، وكل واحد شارك في الاختيار ٣، كان كله قائم على عدم التنازل عن أدق التفاصيل، مهما كانت مُكلفة أو صعبة. ما اتكلمناش معاه في أسبابه أنه ياخد القرار الصعب في كل مرة. لكن واضح أنه مؤمن جدًا بفكرة التأريخ من خلال العمل الفني، واستغلال القوة الناعمة المصرية، في دورها المناسب بالطريقة الصحيحة، في واقعة مش بتحصل كتير. لكن واضح أنها هاتتكرر كتير السنوات المقبلة.

 

حوالي ثُلث مسلسل الاختيار3 تم عرضه. نتوقع أنه يكون رقم 1 في استطلاعات المشاهدة وترندات السوشيال ميديا، بفارق محترم عن باقي الأعمال. وجبة فنية / بصرية / تمثيلية / أكثر من رائعة، ومتوقعين  الهجوم اللي هيحصل علينا بسبب رأينا ده، رغم التزامنا بالتناول الفني مش السياسي. علشان كده حابين نختم كلامنا معكم بكلام نقتبسه من استاذنا الناقد الفني محمود عبد الشكور لما قال:

 

“صديقي بعث يقول لي: الله يكون في عونك لأنك هوجمت بسبب إعجابك بمسلسل “الإختيار 3″ ، فقلت له لو أننا نخشى الهجوم ما كتبنا أصلا ولا عملنا نقادا أو صحفيين ، وأضيف أن تجربتنا علمتنا أن أكثر الناس حديثا عن الديمقراطية والرأي الآخر هم أكثرهم مع الأسف فاشية ورفضا للآخر”!

مقترح