The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

طايع.. مسلسل تلفزيوني بطعم السينما
بواسطة
Mohamed Adly

في وجود عدد مسلسلات كبير السنة دي، شفنا مسلسلات ليها شعبية كبيرة لكن في الحقيقة مستواها الفني أقل من العادي بكتير. وشوفنا مسلسلات مستواها الفني مميز لكن ماحققتش نسبة مشاهدة كبيرة. واللي ينكر أهمية نسب المشاهدة، نحب نفكره إن الفن صناعة قايمة على الجماهير. وإن من أهم أسباب السعادة عند صناع الفن هو إشادة الجمهور بشغلهم.

في وسط الزحمة دي كان صعب تلاقي عمل فني قدر يحقق معادلة المستوى الفني المميز والشعبية الكبيرة، وعادة ده مابيبنش أول رمضان. لكن بالوقت ظهر المسلسل اللي قدر يحقق المعادلة ويكسب رهان المشاهدة والمستوى الفني، مسلسل طايع بطولة عمرو يوسف وعمرو عبد الجليل وصبا مبارك، وإخراج عمرو سلامة، وكتابة محمد وخالد وشيرين دياب هو اللي حقق المعادلة دي.

قبل الكلام عن فنيات العمل من حيث السيناريو والإخراج والتمثيل، مسلسل طايع بتدور أحداثه حول الشاب الصعيدي (طايع) خريج كلية الطب، اللي بيرفض فكرة الثأر وبعدها بيقع في عدد من المشاكل، وبيتورط في تهريب الآثار وبتبدأ الأحداث في التصاعد.

 

 

“يا مهجة أنا عاوزك تسامحيني على اللي عملته فيكي زمان، وعلى اللي راح أعمله فيكي دلوقتي” جملة قالها الريس حربي “عمرو عبد الجليل”، وهو بيقتل مهجة “صبا مبارك”. وكانت الأكثر تداولًا على مواقع السوشيال ميديا. جملة من خيال مؤلفي العمل، خلت معظم الجمهور في أولها يروح بتفكيره للمصالحة، اللي هيقوم بيها الريس حربي لمهجة. عشان بعد أقل من ثانية يتفاجيء بنص الجملة التاني اللي بعدها كان مقتل مهجة والتعاطف الكبير معاها.

هنا لازم نأكد على إن أهم 3 قواعد للكاتب الجيد هما “التطور – الجرأة – السرد الجيد للأحداث” والـ 3 قواعد اتوفروا في آل دياب. تطور الأحداث من مسلسل عادي بيتكلم عن الثأر وتجارة الآثار وأحداثه بتدور في الصعيد، لمسلسل فيه تفاصيل بيعيش معاها الجمهور بشكل يومي، وبيتعاطف مع الشخصيات ويزعل عليها في حالة إنها اتقتلت. وده حصل في حالة قتل شخصية “فواز” اللي قدمها الممثل الشاب أحمد داش.

وهنا لازم نتكلم عن الجرأة في إني أكون صادم، ومش لازم أشوف الجمهور عاوز إيه وأعمله. أو الجمهور بيحب شخصية معينة، وبالتالي أديها مساحة أكبر في الأحداث، علشان أكسب مشاهدات أكتر. وده اللي بيحصل من الحلقة الـ 15 بعد قتل شخصيتين مهمين جدًا في الأحداث. وكسبوا تعلق وحب جمهور المسلسل طوال الحلقات اللي فاتت.

كمان السرد الجيد للأحداث دون أي تطويل أو حشو زائد، وهي الآفة المسيطرة على حلقات المنتصف في معظم مسلسلات رمضان. كمان فكرة عنونة كل حلقة بكلمة معينة بتعبر عنها، رغم إنها ممكن ماتكونش محور اهتمام المشاهدين. لكنها خلت كل حلقة من المسلسل زي حدوتة صغيرة جوة كتاب، مش هتقدر تفهمه غير لما تقراه كله.

الحقيقة إن آل دياب عاملين فريق كتابة مميز وده ظهر بداية من فيلم الجزيرة 2، البداية كانت لما محمد دياب قدم فيلم”أحلام حقيقية” سنة 2006 وبعدها فيلم “الجزيرة” اللي حقق نجاح كبير جدًا علشان بعدها يبدأ في التعاون مع أخوه خالد دياب ويقدموا مع بعض فيلم “ألف مبروك” مع أحمد حلمي، وبعدها انضمت ليهم اختهم في كتابة الجزء التاني من فيلم “الجزيرة2”.

 

المخرج عمرو سلامة قدم أفلام سينما مميزة وهو معروف بالتحضير الجيد لشخصيات العمل، إنما السوق المرة دي مختلف، التلفزيون مش زي السينما، 30 حلقة مش زي فيلم مدته أقل من ساعتين، جمهور البيوت غير الجمهور اللي بينزل السينما ويختار أفلام معينة يشوفها، علشان كده التحدي كان كبير لعمرو سلامة.

شايفين إن عمرو اشتغل على تفاصيل كل حلقة بتفاصيلها وأحداثها بشكل منفصل، كأنه فيلم سينما، بيقدم حلقة إيقاعها سريع مافيهاش ملل ومهتم بأداء الممثلين من كل العمل لحد أصغر ممثل في اللوكيشن، كمان نفذ عدد من مشاهد الحركة بشكل متقن، كل مشهد في المسلسل بيحمل شخصية مخرجه بشكل واضح، وزي ما المخرج روبرت بيرسون قال “الفيلم ليس مشهد، إنه أسلوب “، هنا عمرو سلامة قدم لنا مسلسل تلفزيوني بأسلوب وروح محبوبته الأولى السينما.

 

طول الحلقات كنا حاسين بمباراة تمثيلية بين الأبطال بشكل خدم العمل الفني كله عكس أعمال تانية ممكن تلاقي أداء ممثل معين حلو لدرجة إن مافيش حد تاني باين جنبه، وهنا هنتكلم أكتر عن أداء كل ممثل.

بطل المسلسل عمرو يوسف، ملامح عمرو في بداية مشواره كانت مفتاح مهم للظهور، لكن بعدها قرر التمرد على ملامحه الشكليه اللي ممكن تحصره في أدوار معينة وقدر بذكائه يقنعنا بيه كبلطجي في “أولاد رزق”، ودلوقتي بيقنعنا إنه “طايع” الدكتور الصعيدي، قدر بعد الحلقات الأولى من المسلسل يقنعنا بلهجته الصعيدية.

الممثلة صبا مبارك اللي قدمت دور مهجة اتقنت كمان اللهجة الصعيدية بشكل محترف رغم إنها أردنية مش مصرية، ده غير التطور الكبير في أدائها وحبها لشخصية مهجة اللي ظهر قدام الكاميرا وانعكس على تعاطف وحب الجمهور ليها.

الممثل عمرو عبد الجليل بيقدم واحد من أمتع أدواره في كل تاريخه السنة دي، “الريس حربي” تاجر الآثار، عبد الجليل الفترة الأخيرة انضم لمدرسة السهل الممتنع، تلاقيه بيقدم دور فيه شر بشكل كبير إلا إن خفة الدم عمرها ما كانت غايبة عنه، ولازم نفتكر هنا الممثل الكبير “عادل أدهم” اللي كان من مؤسسي المدرسة دي، ياريت المخرجين يركزوا أكتر مع عمرو عبد الجليل علشان يقدم أدوار ممتعة زي “الريس حربي”.

دور العمدة اللي بيقدمه الممثل رشدي الشامي، اللي قدم السنة اللي فاتت دور مهم في مسلسل “واحة الغروب”، شايفين إن طايع بداية حقيقية الجمهور عرفه من خلالها لازم يستغلها ويكون موجود أكتر الفترة الجاية، كمان الممثل الشاب “على قاسم” اللي بيقدم دور ضاحي، طايع بيمثل له بداية ودفعة كبيرة في الدراما.

الممثل الشاب أحمد داش، اللي قدم دور فواز، صنيعة واكتشاف المخرج عمرو سلامة في فيلم “لامؤخذة”، اتكلمنا عنه في ترتيب أهم 5 مواهب صاعدين بشكل تفصيلي، ورغم إن دوره انتهي أو المفروض إنه انتهى لأن ماحدش يصدق صناع مسلسل بيعملوا المفاجأت دي، إلا إنه من أكتر الوجوه والممثلين اللي سابوا علامة مهمة عند الجمهور في رمضان السنة دي.

 

اختيار وائل الفشني لتقديم التترات كان موفق جدًا لمناسبة صوته وكمان الفلكلور اللي قدمه مع طبيعة العمل اللي بيدور أحداثه في الصعيد.

 

مقترح