The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

تليفزيون

عن الفرق بين “في اللا لا لاند” و”سنة مع الشغل اللذيذ”

عن الفرق بين “في اللا لا لاند” و”سنة مع الشغل اللذيذ”
بواسطة
Cairo 360

كتب: محمد التهامي

الفن دايمًا بيعكس أفكار المجتمع اللى بيخرج منه، يعني لو حد حابب يتعرف على الثقافة المصرية قبل ما ييجي مصر أول حاجة هيعملها هيشوف الأفلام والمسلسلات المصرية علشان يفهم أحنا بنفكر إزاي، وطبعًا وقتها هيفكر أكتر من مرة قبل ما ييجي بعد لما يشوف البلطجية والكوميديا المصرية العجيبة وإزاي المصريين بيتكلموا في الأفلام والمسلسلات على طريقة عبده موتة !

من سنين طويلة وبالتحديد عام 1970 اتعرضت في مصر مسرحية اسمها “سنة مع الشغل اللذيذ” كانت من تأليف و إخراج السيد بدير وكانت من إنتاج مسرح الريحاني، وقام ببطولتها أبو بكر عزت وعدلي كاسب وليلى طاهر.

المسرحية بتدور حول عائلة والعاملين لديهم بتسقط بهم الطائرة في جزيرة مهجورة، الحقيقة فكرة المسرحية فكرتنا بمسلسل “في اللا لا لاند” مع الفارق أن المسرحية اللى اتقدمت من حوالي نص قرن كانت بتهدف إلى التركيز على أهمية العمل  وإزاي العمل ممكن يغير الإنسان، بينما مسلسل “في اللا لا لاند” مش بيقدم أي قيمة مقارنة بالمسرحية.

في المسرحية أبو بكر عزت كان بيقوم بدور عامل بسيط بس لما بيوصل الجزيرة بيقدر بقدراته ومهاراته اليدوية يكون رئيس الجزيرة  لأنه بيعرف يشتغل حاجات كتير وبيقدر يأكل نفسه وغيره، وبعد لما يكون الرئيس بحكم إمكانياته ومهاراته بيقدر يغير كل الناس اللي معاه، وبيعلم الشباب العاطل اللي كان في الطيارة معاه أن قيمة الإنسان في عمله مش في فلوسه ولا نفوذه، وفي الفترة دي كانت قيمة العمل منتشرة في مصر.

نقدر نقول أن ده الفرق بين مصر زمان ومصر دلوقتي، أن  زمان كان  فيه رغبة لدي الشعب المصري أنه يسابق ويلاحق الدول المتقدمة ودلوقتي الكسل والاستسهال أصبح سيد الموقف، دلوقتي إحنا بقينا متأكدين أننا مش هنلحق حد، فبقت الفكرة ليه نتعب نفسنا ونشتغل، ماله لما نعيش “في اللا لا لاند”.

مصر زمان كان فيها الإنسان قيمته بتتحدد بعمله وبيترقى بمجهوده على عكس دلوقتي الواسطة بقت المعيار والفلوس بقت القيمة علشان كده هتلاقي شخصية سمير غانم في مسلسل “في اللا لا لاند” عايش بفلوسه بدون أي مجهود أو عمل.

كنا نتمنى أن مسلسل “في اللا لا لاند” يعلم الناس قيم من خلال وجود مجموعة بشرية متنوعة في مكان غير مأهول، أو كان ممكن يعمل مقارنة بين المجموعة الصينية والمجموعة المصرية ونشوف إزاي الصينيين بيتعاملوا كمجموعة وإحنا بنتعامل إزاي.

المسرحية بتنتهي بأنهم يرجعوا بلدهم بس الشباب اللى كان عاطل قبل الرحلة قدر يبقي واعي لأهمية العمل وأن المجتمع عمره ما هيتطور إلا لما كلنا نشتغل، نقدر أن “في اللا لا لاند” كان ممكن يحمل معاني ويكون له أهداف أكتر ويقدم دراما مفيدة، أكتر من اللا حدث اللي عايش فيه المسلسل، لكن هنقول إيه.. المسلسل بيشبه المجتمع حاليًا.. مجتمع عايش “في اللا لا لاند”.

مقترح