The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

ليالي أوجيني: واحد من أفضل مسلسلات رمضان 2018
بواسطة
Mohamed Adly

كل رمضان لازم يكون فيه عمل يتسم بالهدوء والروقان وسط أكشن وقضايا قتل المسلسلات التانية، مسلسل فيه حدوتة وجمل حوارية مكتوبة بدقة وانسيابية تخليك مصدق جدًا اللي بتشوفه مع إنك عارف ومتأكد إنه في النهاية تمثيل، المسلسل ده السنة دي هو “ليالي أوجيني”.

 

 

ليالي أوجيني بطولة ظافر العابدين وأمينة خليل وكارمين بصيص وانتصار وإنجي المقدم وعدد كبير من الفنانين اللي قدموا أدوار ماتقدرش تحس أبدًا إنها أدوار ثانوية أو سنيدة للأبطال، بالعكس الحدوتة  عكس مسلسلات تانية بتدور أحداثها في فلك البطل، الموضوع هنا شبه حياتنا اليومية والحكايات اللي بنعيشها.

هنتكلم عن التمثيل والإخراج والديكور والفنيات كلها بس قبل كل ده أكيد اللي اتفرج حابب يعرف ليه المسلسل اتسمى “ليالي أوجيني” ومفيش أي حد من أبطاله بيحمل الإسم ده، أوجيني في المسلسل هو تياترو بيقدم نمر غنائية وراقصة وبيتقابل فيه أبطال المسلسل وبتدور جواه عدد من الأحداث.

أوجيني الحقيقية بقى هي إمبراطورة فرنسا، واللي كانت بتحب مصر جدًا خصوصًا بورسعيد، دعاها الخديوي سعيد لمصر وبالفعل نزلت في بورسعيد وبعدها على طول ومجاملة ليها أطلق الخديوي اسمها على اسم واحد من أكبر شوارع بورسعيد، من هنا بقى موجود شارع “أوجيني”، ومن هنا بدأت قصة أوجيني.

 

 

المسلسل مأخوذ عن فورمات مسلسل أسباني وكان في البداية هيكون اسمه “أكاسيا” وبعدين اتغير، وده اتقدم كتير في أعمال مصرية سواء في الدراما أو السينما والمسرح، الرهان دايمًا على كيفية تمصير القصة وإعطائها الروح المصرية مش تقديمها زي ما هي.

بتدور أحداث المسلسل حول الحياة الاجتماعية لعدد من الشخصيات في مدينة بورسعيد، عائلات وشخصيات مختلفة بيربط بينهم القرب المكاني وكمان فندق وتياترو أوجيني، اشترك في كتابة سيناريو وحوار ليالي أوجيني اتنين كاتبات إنجي القاسم وسماء عبد الخالق، بعيدًا عن التفوق النسائي السنة دي سواء في المسلسل ده أو مع مريم نعوم في أبو عمر المصري، إلا أن الدراما السنة دي والسنة اللي فاتت كان هينقصها كتير في حالة عدم وجود الثنائي، لأنه ببساطة قدموا برضه السنة اللي فاتت مسلسل “حلاوة الدنيا” اللي كان من أفضل مسلسلات رمضان من الناحية الفنية.

تقنيات خلق الشخصية وتطويرها هو أساس كتابة السيناريو، وهنا هنلاقي الكاتبتين نجحوا في بناء الشخصيات وتطور الأحداث اللي بتخلي الأبطال يتقابلوا بمنتهى الانسيابية، تالت حاجة هي الحوار، القاعدة بتقول “مابين السطور هو أساس اللعبة “، عشان تقدر تكتب حوار ناجح لازم تقدر تقدم اللي عاوز تقول على لسان الشخصيات بشكل غير مباشر يضيف جمال للموضوع، وهنا بقى نقطة منورة في حق المسلسل لأنه مليان بالجمل الحوارية الرائعة واللي تناقلتها السوشيال ميديا في الأيام اللي فاتت بشكل كبير، زي الجملة اللي كانت على لسان مطربة التياترو جليلة وهي بتكلم خطيبها السابق وبتقوله “في حاجات بتبان كأنها خساير.. وبتزعل عليها.. لكن لما تقعد مع روحك وتفكر تعرف ان خسارتها مكسب”.

  

 

أول أسباب انجذابنا لمشاهدة المسلسل كان اسم “هاني خليفة”، من المخرجين الموهوبين جدًا رغم شغله القليل: مين ينسى فيلم سهر الليالي؟ أو فيلم سكر مر، وبعد سنين برضه مش هننسى ليالي أوجيني، هاني من المدرسة الإخراجية اللي أهم حاجة عندها إيقاع العمل اللي بيقدمه، الفنيات التقنية والصورة مهمة لكن بيهتم أكتر بإيقاع العمل، إزاي تفضل عايش الحكاية وتتوحد مع الشخصيات وتتأثر باللي بيحصلها، هنا نجح المخرج إنه ياخدنا جوه عالم التياترو وحياة الناس اللي عايشين جوه المسلسل اللي فيه منهم كتير لحد دلوقتي ماتقابلوش من خلال الأحداث ومع ذلك ماتحسش بأي انفصال أو لخبطة، الإضاءة وشكل الصورة كان مناسب جدًا للفترة اللي بتدور فيها أحداث المسلسل في الأربعينيات.

الديكور والملابس في المسلسل ده من أروع ما يكون، نجحت ياسمين القاضي مصممة الملابس ويحيى علام مهندس الديكور إنهم يخلقوا مجتمع أربعيناتي الهوى بشكل حقيقي، في موديلات اللبس والأثاث والألوان والنقشات الخاصة بفساتين الممثلات وشكل وتفصيل البدل للممثلين، وطبعًا ديكور التياترو والبيوت والمطاعم اللي كانت موجودة وقتها، حالة من المعايشة قدموها الناس دي لا تقل أهمية أبدا عن دور المخرج.

 

بطل العمل هو الممثل التونسي ظافر عابدين، رغم اختلافنا مع ظافر من حيث تمكنه من أدواته التمثيلية وأدواره اللي بيقدمها، إلا أنه المرة دي جوه الدور جدًا ولهجته المصرية لأول مرة تكون جيدة ومافيهاش غلطات، يمكن علشان الشخصية هادية بدون انفعالات لحد دلوقتي وده مساعده يقول الكلام بشكل صحيح.

الممثلة أمينة خليل اللي قدمت دور كاريمان، كان مرشح لدورها الممثلة ياسمين صبري واعتذرت، واعتقد إن الاعتذار ده كان في صالح المسلسل وفي صالحنا كلنا، أمينة بتقدم دور من أحسن ما يكون وما إكتفتش زي عدد كبير من أعمالها إنها تكون بتكمل عدد الممثلين وخلاص، بالعكس هنا بتقدم شخصية محركة للأحداث بشكل كبير.

كمان عندنا الممثلة الشابة أسماء أبو اليزيد اللي بتلعب شخصية المطربة جليلة في تاني أعمالها بعد هذا المساء، دور المطربة الخفيفة اللي بتحلم بالشهرة المهمومة بعد ما أهلها قطعوا علاقتهم بيها قدرت تنفذه بشكل مختلف وجديد، تلاقيها بتغني ع المسرح وكلها حياة وفجأة تخلص تشوف التكشيرة اللي رسمتها الدنيا وهمومها على وشها.

انتصار بتقدم دور مختلف تمامًا عن كل أدوارها اللي اكتفت فيها بدور السنيدة أو إلقاء إفيه كوميدي بسيط، هنا بتقدم دور مهم في الأحداث وعايشة الحالة بشكل كبير، ومن أهم الممثلات طبعًا كان الممثلة “ليلى عز العرب” ، ليلى من الناس اللي بتثبت أن السن مالوش علاقة بالنجومية لأنها أصبحت معروفة وبتاخد أدوار مهمة من سنين قليلة وفي سن متقدم، بعدت هنا عن دور الست اللي بتنتمي لطبقة اجتماعية عالية وقدمت دور “الست الحشرية” باقتدار، ساعدها طبعًا في ده الكتابة الجيدة، فيه ممثلين كتير في ليالي أوجيني بيقدموا أدوار مهمة حتى لو متكلمناش عنهم، لكن في المجمل هو واحد من أفضل مسلسلات رمضان 2018

مقترح