مسلسل فات الميعاد.. دراما العلاقات الإنسانية بين النجاح والانتقادات
أبطال مسلسل فات الميعاد أحمد مجدي فات الميعاد أسماء أبو اليزيد فات الميعاد دراما مصرية 2025 قصة مسلسل فات الميعاد مراجعة مسلسل فات الميعاد مسلسل فات الميعاد مسلسلات رمضان 2025 مسلسلات مصرية جديدة نهاية مسلسل فات الميعاد
Cairo 360
دائمًا وأبدًا.. العلاقات الإنسانية هتفضل واحدة من أصعب القضايا اللي ممكن نناقشها على الشاشة. لأن العلاقات بين البني آدمين معقدة ومتشابكة، وبتتغير بتغير الظروف والأحداث حوالينا. مسلسل “فات الميعاد” نقدر نعتبره محاولة لمناقشة سلسلة من الأحداث الإنسانية اللي بتورينا مدى تعقيد النفس البشرية وتأثرها بتغيرات المجتمع والقوانين وسلوكيات البشر. لكن هل نجح “فات الميعاد” فعلًا في مناقشة كل ده؟ تعالوا نعرف مع بعض.
“فات الميعاد” بيحكي عن بسمة (أسماء أبو اليزيد)، الزوجة المخلصة والشاطرة في شغلها، واللي بتحاول تعدي أزمات الحياة مع زوجها مسعد (أحمد مجدي) اللي بيحبها وبيحاول يظبط العلاقة المضطربة بينها وبين أمه عبلة (سلوى محمد علي).
العلاقة المضطربة بين الزوجة والأم بتخلي بسمة تحاول تستقل بحياتها مع جوزها في بيت لوحدهم بدل السكن في منزل العيلة. علشان كده بتحوش تقريبًا كل دخلها علشان تقدر تدفعه كمقدم للشقة المستقلة اللي بتحلم بالاقامة فيها. لكن في نفس الوقت أخو جوزها عبد المنعم (محمد علي رزق) بيقع في ورطة مالية، وبيكون على أخوه الاختيار بين إنقاذه من الورطة بمساعدة فلوس مراته، وبين أنه يفصل ذمته المالية عن ذمة زوجته وياخد قرار هو شايفه أناني، لكن في نفس الوقت هايرضي بسمة.
الورطة الإنسانية دي مش هي الحبكة الأساسية للمسلسل، هي بس كورة التلج اللي اختار محمد فريد المشرف على كتابة المسلسل، وإسلام أدهم صاحب السيناريو والحوار، يخلوها بداية سلسلة لا تنتهي من الأحداث المتطورة بين الزوجين، اللي بتاخدنا لدهاليز علاقة متشابكة وصعب الحكم عليها من أول مشاهدة. حتى إن الأحداث مع تطورها كانت مثار خناقات ونقاشات لا تنتهي على السوشيال ميديا. وده إن دل، يدل على أن المسلسل نجح يلعب على وتر حساس في العلاقات بين الأزواج وبين البشر عمومًا.
كل ده كان هيكون بلا قيمة لو حسينا كمشاهدين إننا بنتفرج على أبطال منفصلين عن الواقع المادي والاجتماعي للأحداث اللي بيجسدوها. وده كان التحدي الأساسي لفريق العمل من الممثلين اللي شاركوا في الأحداث. تحدي نجح كل واحد اشتغل في “فات الميعاد” إنه ينجح فيه بشكل رائع.
نبدأ مع أحمد مجدي، اللي خرج تمامًا من عباءة الشاب الوسيم محبوب البنات، وقدم لنا شخصية (مسعد) اللي فيها تحديات نفسية وإنسانية صعب جدًا إن ممثل يقدمها بالشكل اللي ظهر على الشاشة. ودي حاجة تُحسب له بشكل كبير.
أسماء أبو اليزيد هي كمان كان قدامها تحدي إنها تقدم بسمة كشخصية حقيقية من لحم ودم، مش ملاك بياخد كل القرارات الصح في الأحداث. حتى إننا لقينا نفسنا أحيانًا متضايقين منها بكل الضعف والاستسلام اللي ظهرت بيه خصوصًا في الحلقات الأولى، وإحنا مش عارفين إن كل ده مجرد بداية لحالة الثورة اللي هتكون فيها بعد كده.
محمد علي رزق وسلوى محمد علي كان سهل علينا نصنفهم من البداية في خانة (الأشرار)، لكن الأشرار في “فات الميعاد” مش أشرار خالصين ما عندهمش أي دوافع إنسانية تانية. على العكس تمامًا، إحنا المرة دي شوفنا تجسيد للشر الحقيقي المستند – ولو في جزء منه – على دوافع إنسانية تبدو للناس من بعيد إنها دوافع حقيقية وطيبة. وهنا تيجي عبقرية أداء محمد علي رزق اللي لسه شايفينه في دور رائع في مسلسل “صيد العقارب” مع غادة عبد الرازق. والحقيقة إن محمد من الفنانين اللي ما بيبطلش يشتغل على نفسه، وكل عمل بنشوفه له بيأكد إننا أمام ممثل من طراز مختلف ونادر.
فيه ممثلين بنزهق من إننا كل مرة نقول على أدائهم إنه عظيم، بس الحقيقة إنهم مش سايبين لنا أي فرصة نتكلم عن أدائهم بشكل سلبي. نتيجة إن كل عمل بيقوموا بيه، بيقدموا فيه الشخصية اللي بيعملوها بصدق ومعايشة كاملة كأنهم بالفعل الشخصية اللي بيقدموها على الشاشة. والكلام هنا عن محمود البزاوي في دور الأستاذ محمود أبو بسمة، ومحمد خميس اللي بيقدم دور الشرير، لكن زي ما قولنا شرير لايق على “فات الميعاد” عنده أفكاره وأبعاده الإنسانية الخاصة بيه.
كان ممكن “فات الميعاد” يكون عمل متكامل، لكن حسينا بالقرب من نهاية المسلسل إن الأحداث أصبحت ممطوطة شوية.. يعني الحدث اللي كان ممكن ياخد نص حلقة مثلًا أصبح ياخد حلقة ونص. والحقيقة إن رغبة صناع المسلسل إنهم يعملوا مسلسل 30 حلقة خلتهم مضطرين يزودوا حشو شوية في الأحداث. ولو كان المسلسل 15 حلقة مثلًا كان هيكون مثالي.
نقطة تانية مش عاجبانا بس مش هنقدر نتكلم عنها باستفاضة. هي نهاية المسلسل المثالية بزيادة، واللي حسينا إن ميل صناع المسلسل فيها للنهاية السعيدة المثالية خلاهم ييجوا على أبسط قواعد المنطق في الأحداث. وده ضايقنا وحسينا إنه مش لازم النهاية تكون مثالية. وبما إننا بنشوف مسلسل واقعي عن أحداث واقعية، فكان المفروض الانتصار يكون للنهاية الواقعية مش السعيدة.
لكن كل ده لا ينفي إن “فات الميعاد” مسلسل قوي، مبذول فيه مجهود في الكتابة والتمثيل والإخراج، ويستحق المشاهدة والتشجيع لحد ما نشوف أبطاله في أعمال تانية ما تقلش عنه قوة، بل تزيد.