The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

صحة ولياقة

في اليوم العالمي لمرضى السكري.. حكاية أم مصرية أنقذت ابنها من الوصم والألم

أسماء عفيفي أم مصرية السكري اليوم العالمي لمرضى السكري صحة مرض مرض السكري نساء مصر
في اليوم العالمي لمرضى السكري.. حكاية أم مصرية أنقذت ابنها من الوصم والألم
بواسطة
Mohamed Talaat

العالم بيحتفل يوم 14 نوفمبر من كل عام، باليوم العالمي لمرض السكري.. وبالمناسبة دي قررنا في كايرو 360 نحكي لكم عن أم مصرية مختلفة، نجحت بكل قوة في مواجهة المجتمع اللي اتهمها بأنها سبب إصابة ابنها أحمد بمرض السكري وهو لسه ماكملش 4 سنين. الأم دي قررت تدعم ابنها، وتقف بجانبه، وتفهم مرضه كويس علشان تعبر بيه لبر الأمان، وكمان تساعد غيرها، وتنشر التوعية بمرض السكري في مجتمعنا اللي كتير بيكون قاسي مع أصحاب الأمراض المزمنة.

في السطور الجاية هنقول لكم حكاية أسماء عفيفي وابنها أحمد وكفاحهم مع مرض السكري.

أسماء عفيفي، خريجة كلية التربية قسم رياض أطفال جامعة حلوان، ابنها أحمد ول للحياة وهي كانت لسة طالبة في الجامعة، وبعد 3 سنين و10 شهور من ولادته وبالتحديد في ديسمبر 2011، بدأ يظهر على أحمد أعراض المرض زي دخول الحمام كتير، عطش مستمر، بيخس بسرعة، بياكل كتير، جعان وهمدان، ورغم إنها كانت عارفة كل أعراض مرض السكري، لكنها زي كل أم كانت رافضة تصدق أن ابنها ممكن يكون اتعرض للسكري، فقررت تعمل الفحوصات الطبية المطلوبة، ومن هنا اتأكدت إنه مصاب بمرض السكري.

في البداية شعرت بالضيق والحزن وأن الدنيا قفلت في وشها وهي لسه في سن 24 سنة، وفي الفترة دي كان عندها طفلة تانية لسة ماكملتش سنة، يعني محتاجة اهتمام كبير، في الوقت ده أدركت أسماء أنها دخلت حرب شرسة مع المرض.

بدأت أسماء عفيفي رحلة علاج أحمد، وأول خطوة كانت في محاولتها الوصول لدكاترة مؤهلين للتعامل مع حالة ابنها طبيًا، علشان تحميه من مضاعفات ومخاطر المرض، ولكن للأسف الموضوع ماكنش سهل.

انعزلت اسماء عن الناس ومنعت ابنها من المدرسة، ولما بيروح أي مكان خارج البيت مش بتسيبه نهائيًا، وكمان منعت كل الزيارت وحضور الاحتفالات بكل أنواعها، وكان السبب الرئيسي في ده هو المجتمع بأسئلته المؤذية نفسيًا للطفل والأم.

شعرت أسماء وقتها إن المجتمع أخطر من المرض على الأم والإبن، بكلام يقتل أي قلب ويحطم أي نفسية، وكان من عينات الكلام، “الطفل مش هيعرف يلعب بشكل طبيعي”، “هيفقد أطرافه وعينه”، “مش هيعرف يتجوز لما يكبر”، وكتير جدًا كانوا بيتعاملوا معاه أنه ملوش حق في الحياة، وأنه لازم يتمنع من الأكل والشرب واللعب زي الأطفال، وكمان اتوجهت لها اتهامات من البعض إنها أم مهملة وهي السبب في مرضه.

 ولكن هي خرجت من دائرة الحرب النفسية دي، وقررت تتعلم كل حاجة عن سكري الأطفال، خصوصًا ما يتعلق بموضوع الأكل، وده من خلال البحث على مواقع الإنترنت وجروبات الفيسبوك اللي بتضم أهالي لأطفال مصابين بالنوع الأول من السكري، وكمان أخدت كورسات مهمة في التعامل النفسي والتربوي السليم مع الأطفال من أصحاب الأمراض المزمنة.

حددت أسماء اللي بيناسب أحمد طبقًا لظروفه، وكمان حرصت على حضور لقاءات كتير عن السكري من النوع الأول، وبدأت في زيارة أطباء وأمهات عندهم خبرة علشان تفهم منهم أكتر وتعرف أهم المشاكل اللي بتواجهم.

وبعد فترة من فهم أسماء لمرض أحمد، قررت تساعد غيرها زي ما ناس تانية ساعدوها، ولما عرفت إن عدد الأخصائيين النفسيين والمعلمين اللي عندهم خبرة في التعامل مع الأمراض المزمنة عند الأطفال عددهم قليل، وإن ده بيعرض الأطفال في المدارس والنوادي والأنشطة اللي بيشاركوا فيها لمشاكل كتير، قررت تكمل  طريقها وحلمها اللي كانت بتحلم بيه زمان، إنها تكمل دراستها، ولكن المرة دي في الإرشاد والدعم النفسي لمصابي السكري من النوع الأول وذويهم.

بعد رحلة جادة في التعليم، حصلت أسماء على دبلومة خاصة في الصحة النفسية من جامعة حلوان، وكمان سجلت رسالة الماجستير عن خطورة الأفكار المغلوطة عن سكري الأطفال واللي بتسبب مشاكل وضغوط كبيرة جدًا للآباء والأمهات، واللي بتنعكس بدورها على نفسية الأطفال ونظرتهم لنفسهم ومواجهتهم لتحديات الحياة المختلفة.

بتنصح أسماء عفيفي كل أسرة عندها طفل مريض بالسكري بالقوة والثقة في النفس، وبتقول لهم إن القلق والخوف هيخرج طفل مهزوز وماعندوش ثقة بنفسه ومش قادر يتعامل مع جوانب الحياة المختلفة.

بتنصحكم أسماء تكونوا فاهمين كويس طبيعة المرض، وتعرفوا إزاي تتعاملوا مع أولادكم نفسيًا وتربويًا وصحيًا علشان يطلع طفل سوي قادر يعيش بشكل طبيعي وسط المجتمع، ويقدر ينجح ويحقق إنجازات مختلفة.

وبتوجه أسماء رسالة لكل أسرة فيها بطل مصاب بأنها في محنة ونعمة في نفس الوقت، وإن ربنا اختارهم علشان عارف قدرتهم على المواجهة، وبتطالبهم بدعم أولادهم، وأنهم يتعلموا ويتثقفوا ويخلوهم مصدر نور لأطفالهم، ويتبقوا في ضهرهم ويحموهم من أي كلمة جارحة أو تصرف سلبي ممكن يأثر عليهم.

وبتقول أسماء لكل بطل سكري مهما كان عمره، إن ربنا أختاره وميزه، وبتشرح إنه على الرغم من إن هرمون الأنسولين مش موجود عند مرضى السكري، لكنهم في المقابل مميزين بقوة جبارة في التحمل والإرادة والنظام والتحدي، لأن كل يوم بيكون عندهم تحدي مواجهة إصابتهم علشان يقدروا يعيشوا بشكل طبيعي، وينجحوا ويحققوا ذاتهم ويفضلوا عايشين بكل قوة.

مقترح