The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

بالصور: رحلة كايرو 360 لـ “شقة جاردن سيتي”

جاردن سيتي شقة جاردن سيتي كووركينج سبيس في القاهرة مساحات عمل مشتركة في القاهرة وسط البلد
بالصور: رحلة كايرو 360 لـ “شقة جاردن سيتي”
بواسطة
Omar Mossad

الصورة الرئيسية تصوير: أحمد وصفي

“بنبيع الحنين”..

ده مش شعار دعائي لأ، ولا اسم إيفينت، ولا عنوان أمسية.. ده الوصف المختصر على صفحة “الفيسبوك” الخاصة بـ “شقة جاردن سيتي” الواقعة بالدور الأول من عمارة رقم 2 في شارع اتحاد المحامين العرب بأرض البهاء والفخامة العابرين للفضاء الزمني.. “جاردن سيتي”.

هو الحقيقة يعني يا أستاذ يا صاحب الـ Description أنه جاردن سيتي كلها تصلح كسوق للحنين.. الشوارع الضيقة الهادية.. الصمت اللي بيكتنف الأجواء في معظم الأحيان.. الوشوش اللي مليانة حيوية مطعمة بحبة لا مبالاة..أشكال المباني وتفاصيلها بمداخلها الواسعة وتصميماتها الأثرية وبلكوناتها الهادية المخضرة وكرسيها الوحيد الشاهد على قارئ نهم أو متأمل جميل أو سمّيع تقيل في غابر الزمن مر على دنيانا من بوابة هذه المنطقة.. وصفة متكاملة قادرة على استثارة الأشواق الساكنة، وبعث أبعد الذكريات.

 

وكمولود متأخر في الأسرة لكنه حامل لنفس صفات وطباع أهله في الشكل والمضمون، بدأت الـ”شقة” نشاطها مع نهايات أكتوبر 2016، لكن بطابع وروح بدايات النصف الثاني من القرن الماضي.. في انسجام تام مع المحيط المكاني والبشري، انسجام تمت مراعاته في أدق أدق تفاصيل المكان.. في تأكيد عملي على عبقرية كل من كان له دور في الكواليس قبل خروج الـ”شقة” للنور.

 

بيقولوا أنهم بوك ستور كافيه.. بس ده كلام مايدخلش الدماغ أوي، المكان لا هو واخد سكة البوك ستور للآخر، ولا هو واخد سكة الكافيه للآخر، ولا هو واخد سكة وسط بينهم برضه، ولا حتى واخد سكة مساحات العمل المشتركة اللي تساع من الأماكن ألف.. وحيث كده فخلونا نقول أنه الموضوع مش هيتلاقى له مسكة غير لو قلنا أنه في عالم الأماكن الوظيفية عندنا كاتيجوري جديد بيتم إنشاؤه باسم الـ”شقة” وأصحابها، كاتيجوري بيشيل فيه المكان أدوار تانية غير أنه يبقى مريح ومناسب ومليان خدمات بالجودة المطلوبة.. زي أنه يبقى محسسك بالانتماء اللي هتلمسه من تعامل الناس وودهم البالغ ولطفهم الزائد.. وزي أنه يبقى بيخطف روحك في رحلة حنين عبر الزمن مع كل صورة مرسومة أو متعلقة، ومع كل كلمة مكتوبة، ومع كل ورقة ملصقة.. وزي أنه يبقى محسسك بالأمان اللي هتستمده من الكتب اللي محاوطاك في كل حتة، والديكور اللي عناصره آلة كاتبة عتيقة هنا أو جرامافون هناك، ومن المزيكا اللي جارية طول الوقت بصوت أحد فرسان الفن في زمنه الجميل، ومن الناس اللي وشوشهم تقول أنكم بتنتموا لنفس الكوكب اللي بيضم اللي بيحلموا وبيعافروا علشان يحققوا أحلامهم من غير ما ينسوا نصيبهم في الاستمتاع بجمال الحياة.

 

 

المكان مناسب جدًا جدًا للمذاكرة، للمقابلات الصغيرة أو الاجتماعات اللي بتهرب من الرسميات ومش محتاجة أكتر من مكان لطيف وهادي نسبيًا وجوه مريح، للقراءة سواء من مكتبتهم الضخمة أو من كتبك الشخصية، للقاءات الأصدقاء، كمان للشغل الحر اللي محتاج إنترنت كويس ومكان مريح.. وغيرهم وغيرهم.

القعدة في المكان بتبقى زي نظام قعدة الكافيهات، بتقعد في المكان وتطلب حاجة من المنيو والحساب بيكون على الطلب، مش مرتبط بوقت قعادك في المكان زي مساحات العمل المشتركة مثلًا.. المنيو بيضم أركان كتير من المشروبات والمأكولات.. بس نحب هنا نجيب سيرة اختيارات الإفطار بالذات، وسيرة الكنافة النابلسية برضه.. والله يعوض على أي حد بيفكر يخس.

المكان متقسم لغرف، كل غرفة واخدة اسم حد من مشاهير الزمن الجميل اللي كان لهم دور عظيم في بناء أحد مجالاته.. عن الغناء أوضة باسم وحيدة زمانها وكل الأزمان الست أم كلثوم، وعن التمثيل أوضة باسم العظيم الكبير القدير أحمد زكي، وعن الشعر أوضة للأستاذ فؤاد حداد.. وفي كل أوضة هتلاقي حتة من روح وآثار صاحبها، صور أو رسومات ليه، كلماته الخالدة، أعماله العظيمة.. وهكذا.. يكفيك تبص على الستاير مثلًا فتلاقي عليها كلمات أغاني الست، أو تلاقي أوضة فؤاد حداد مليانة ورق ملصق على الحيطان والترابيزات، كله من كتاباته المحببة!

 

بعيدًا عن غرف المشاهير الراحلين.. في كمان غرفة مهمة جدًا جدًا وإن كانت غير متاحة للنفع العام! أوضة “صحاب الشقة” اللي بابها طول الوقت مقفول، دي بقى اللغز اللي بيتلعب بيه على خيالات الزوار وتفسيراتهم الشاطحة.. لمسة الغموض مطلوبة برضه لزوم الروشنة وكده.

 

 

هنفهم أوي ليه المكان مهتم بظهور روحه في كل التفاصيل كده لما نعرف أن اللي مؤسسه أربعة من الفنانين المعروفين جدًا بنسب متفاوتة في أوساط الشباب الحِرِك بالبلدي كده، عمرو أبوزيد، وأحمد الراوي، وأحمد الطحان، وندى اللي كل حاجة في المكان تقريبًا من تصميمها.. وماينفعش نجيب سيرتهم من غير ما نقول أن المكان اتعمل بإيديهم، حقيقة مش مجازًا، كل حاجة هما اللي عاملينها بإيديهم علشان يبقوا سايبين حتة من روحهم فيه، فيطلع المكان بهذا القدر من الصدق والدفا.

 

وطبعًا معلومة المؤسسين دي لازم تسلمنا لذكر الإيفينتات الفنية اللي بيستضيفها المكان على فترات علشان يبقى النشاط كمان ماشي مع الجو مش التصميم والروح وبس.. الإيفينتات اللي بعضها بيبقى وليد الحال واللحظة، زي أنك تلاقي مجموعة صغيرة قاعدة على جنب بتدندن إحدى أغنيات الشيخ إمام، فتلاقي المكان كله قرر ينضم لهم!

 

 

الشباب اللي شغالين هناك في خدمة الزوار هما كمان من نفس الطينة، فنانين وفاهمين أوي يعني إيه يحبوا الناس ويبقوا قريبين منهم.. حاسب بس على نفسك من مشاغبات “حسن” واستجمع كل شطارتك في الهزار والترويش علشان الموضوع معاه مش سهل.

في الختام بقى هنقول لك على وصفة خاصة جدًا: عايز تعيش دقايق بره العالم روح يوم الصبح بدري علشان تضمن الهدوء التام، واقعد على الترابيزة اللي في مواجهة الشباك في الصالة الكبيرة، اللي مكتوب عليها: “بفتح عينيا بشفطة بن”، فنجان قهوتك، كتابك، صوت الست في الخلفية، منك للسما والبراح المتزين بالمعمار العتيق، و.. واسرح في الملكوت!

وتقدر تشوف ده من الفيديو ده اللي على صفحة “شقة جاردن سيتي” هنا.

مقترح