-
31 شارع السيوفية أمام مستشفى الخليفة – الحلمية الجديدة (بجوار قصر الأمير طاز)
-
مسارح
-
Cairo 360

المفروض أن المكان بـ يفضل فاتح لحد الساعة 4 عصرًا، لكن يبدو أنهم بـ يقفلوا قبل كده بشوية، المهم دخلنا، ولاقينا المدخل كله إعلانات على الحوائط في الجانبين فيه فاترينات مخصصة للإعلانات لكن كلها عن أحداث قديمة مرت، بالداخل في التكية كان فيه ثلاثة عمال قاعدين سألناهم عاوزين نزور التكية، دلونا على ثلاثة موظفات قاعدين في مكتب، دخلنا المكتب وسألنا نعمل إيه، بصوا لنا باستغراب كأنها أول مرة حد يزور التكية، سألناهم هل الزيارة بفلوس قالوا لأ، وعرضوا أنهم يفرجونا المكان عادي لو حابين.
اكتشفنا من خلال الزيارة أن الموضوع بـ يكون ودي وأن مافيش تذاكر ولا حاجة، زيارة التكية بالنسبة للأجانب بـ تكون جزء من البرنامج السياحي، لكن بالنسبة للمصريين فيبدو أن الموضوع ودي، المهم حبينا نتفرج على المكان اللي هو عبارة عن ساحة واسعة فيها شوية زرع، ومبنى من دورين تقريبًا، فتحوا لنا المسرح، دخلنا.. وبدأ السحر.
المسرح عبارة عن خشب في خشب، مساحة مستديرة بالخشب الكامل من الأرض للسقف، فيه يافطة كبيرة شكلها قيم مكتوب عليها “يا حضرة مولانا”، السقف عبارة عن قبة مدورة، فيها رسم للشمس، وطيور شكلها حقيقي جدًا، المكان ده المولوية لحد سنة 1952 كانوا بـ ييجوا يدوروا فيه، حاولنا نتفرج على حاجات أكثر لكن قالوا لنا أن مدير المكان هو اللي ممكن يفتح لنا باقي الحاجات، وهي عبارة عن مدرسة كان الناس فيها زمان بـ يتعلموا فقه، وعلوم دين، ومتحف للمولوية.
صحيح إحنا ما قدرناش نشوف باقي التكية، لكن اللي شوفناه خلانا نتشحن شحنة روحانية جميلة، من مكاننا على المسرح بصينا تحت لاقينا ضريح عرفنا بعد كده أنه لشيخ اسمه سيدي حسن صدقة، وده كان رفيق السيد البدوي، جنب الضريح بتاعه فيه فاترينة كبيرة بـ توضح الزي المولوي القديم كان عامل إزاي، ويبدو أنه زي أثري.
الناس اللي كانوا موجودين معانا من التكية ما كانوش مفيدين جدًا، حاولوا يساعدونا لكن ما قدروش، كانوا ثلاث بنات حاولنا نفهم منهم تاريخ المكان، لكنهم قالوا بوضوح أنهم شغالين من شهور قليلة وما عرفوش لسه تاريخ المكان كويس.
رغم أن ترميم المكان استغرق 33 سنة –حسب كلام البنات- إلا أنه ما حدش بـ يستفيد منه، وتم إغلاقه تمامًا من فترة مش بعيدة بعد ما اتسرق منه النص التأسيسي للضريح، وبعض الشرائط المزخرفة.
بعد ما روحنا حاولنا نبحث على الإنترنت ونقرأ بنفسنا عن المكان أكثر، عرفنا أن آخر نشاط رسمي اتعمل فيه كان سنة 1928 وهو المؤتمر الأول للموسيقي العربية في القاهرة، ولكن للأسف سنة 1952 تم تصفية التكايا في مصر، ومش عارفين ليه ده حصل، المهم أن المكان كان هـ يضيع تمامًا، لكن عالم الآثار المصري دكتور حجاج إبراهيم تدخل ومن هنا بدأت عمليات الترميم اللي تعاون فيها المجلس الأعلي للآثار والمركز الإيطالي المصري، وللآسف آخر حفلة اتعلمت في التكية كانت سنة 1992 بعد افتتاحه بأربع سنين، وأحيا الحفلة وقتها مجموعة من الدراويش الأتراك.