The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

“الحضرة نقلت التراث من الساحات والمساجد للمسارح”… حوار مع عمر مسعد

التراث الشعبي الحضرة حفلات صوفية ساقية الصاوي عمر مسعد فرقة الحضرة نجوم القاهرة
“الحضرة نقلت التراث من الساحات والمساجد للمسارح”… حوار مع عمر مسعد
بواسطة
Cairo 360

حضور حفلة لفرقة الحضرة أشبه بالانتقال من زحمة الحياة وصخبها لعالم مدهش من البهجة، بيسيطر عليه اللون الأخضر المريح للأعصاب.

كل فرد في الفرقة دي نجم حقيقي.. ورغم إن كل نجم منهم له شخصية مستقلة وصوت مختلف.. لكن في حفلاتهم بتحس إن كلهم شخص واحد.. نفس الحالة.. نفس الأداء المبهر.

وكل اللي بيحضر حفلات الفرقة أكيد يعرف “عمر مسعد” الشاب البشوش أبو صوت مليان حب للحياة والناس.. قابلنا عمر في واحدة من الحفلات.. واتكلمنا معاه.. وفي السطور الجاي هنعرفكم عليه أكتر.

في حضرة عمر مسعد

“أنا عمر مسعد، مدمن تجارب، كل تجربة عديت بيها كانت بتساهم في تكوين ونحت جزء معين من شخصيتي، ولأني بجرب كتير ومش بعرف أنتمي بسهولة لأي حاجة فالناتج النهائي من التجارب الكتير دي كان مزيج غريب ومختلف نوعًا ما، رغم أني عادي جدًا في كل حاجة بعملها لوحدها”..

إلى جانب إنه بيغني مع فرقة الحضرة، عمر كمان بيشتغل في مجال الإعلام الإلكتروني كصانع محتوى، وكان بيدرس في كلية الهندسة لكن ماعرفش يتأقلم معاها، وقرر يسيبها في نص السكة، وحاليًا بيدرس في كلية الدراسات العربية والإسلامية في جامعة الأزهر.

اكتشاف اللي حوالين عمر إنه بيمتلك صوت جميل ظهرت في طفولته، البداية كانت مع تلاوة القرآن بحكم نشأته الدينية وتعليمه الأزهري.

بيفتكر عمر الفترة دي: “فضلت الموهبة دي حبيسة الإذاعة المدرسية والمسجد اللي تحت بيتنا في تلاوة القرآن والأذان، وفي دراستي الثانوية اشتغلت مع جمعية تحفيظ قرآن قريبة من بيتنا، وكانوا بيعملوا فيها حفلات تكريم سنوية، فكنت بطلع أنشد في الحفلات دي”.

وكانت الجامعة فرصة لعمر للتعبير عن نفسه، “في الجامعة بدأ يبقى ليا نشاط في الأعمال الطلابية، كنت بطلع أغني في حفلات التخرج وحفلات الاستقبال بتاعت الدفعات الجديدة، وبعدين اشتغلت في مؤسسة تنموية كبيرة، واتعرفت بين المتطوعين فيها بصوتي، وده خلاني أظهر أكتر من مرة في المؤتمرات والملتقيات اللي كانوا بينظموها، ودي أكتر فترة حبيت فيها الغنا وحسيت أني محتاج أركز أكتر مع نفسي فيه”.

بعد المرحلة دي بوقت قصير غنى عمر مع فرقة من فرق الموسيقى العربية اللي كان بيديرها مطرب وموسيقار معروف في الأوبرا، لكن ماكملش معاهم كتير، أربع أو خمس شهور بس وسابهم، وبعدها بأسابيع قليلة واحد من أصدقائه بعت له إعلان على فيسبوك عامله مدير فرقة الحضرة بيطلب فيه منشدين للفرقة، فقرر يبعت”.

“عجبهم صوتي، وبدأت انتظم معاهم في البروفات، ومن ساعتها وأنا عضو فعال في فرقة الحضرة بقالي حوالي تلات سنين معاهم”.

ترنَّم يا فتى وامدح نبينا .. ولا تسمع لقول العاذِلِينَا

“الحضرات ومجالس الذكر وليالي المديح دي طقوس دينية بتمارسها شريحة كبيرة جدًا جدًا من المصريين اللي بينتسبوا للطرق الصوفية المختلفة في كل المحافظات، وماحدش تقريبًا نقل لنا التراث الفني الشعبي المهم ده وجرب يوثقه بشكل حي.. الفرقة بقى قامت بشكل رئيسي على نقل التراث ده من الساحات والمساجد للمسارح وتعرضها قدام الجمهور، فبيبقى الجزء الأولاني من أي عرض لينا عبارة عن وصلة مديح وإنشاد، والجزء التاني عبارة عن مجلس ذكر جهري جماعي بالشكل اللي بيحصل في الحضرات الصوفية في المساجد وعند مقامات الأولياء”. بيحكي عمر عن الفرقة.

بحب شديد للفرقة بيقول عمر “أكتر حاجة حلوة ممكن تحصل لي في حفلة أني ألاقي حد حافظ كلمات الأغنية اللي بقولها ويرددها معايا بحماس ويتفاعل معاها بتأثر”.

وفيه أغاني كتير من أغاني الفرقة بيحس عمر إنه بيسافر معاها لعوالم تانية من البهجة، بيقول “يا صاحب القبة الخضرا” اللي بيقولها صديقي “باسم جمال”، و”هيا إلى سيدنا النبي” اللي بيقولها صديقي الشيخ “أشرف مغازي”، و”نسيم الوصل” و”حلفت بسرك الأسمى يمينا” و”إني جعلتك في الفؤاد” اللي بنقولهم أداء جماعي”.

وبيحاول عمر يفسر نجاح التجارب الفنية اللي ليها علاقة بالصوفية، بيقول، “يمكن علشان الحالة الصوفية حالة متكاملة، فيها البعد الروحي الديني، وفيها كمان البعد الفني الجمالي، فالمتلقي للحالة دي بيلاقي نفسه في وضع شديد المثالية، فمن ناحية هو قادر يعيش حالة دينية بسيطة وبتخاطب روحه وعاطفته مباشرة، ومن ناحية تانية هو بيدوق منتج فني راقي جدًا مليان بالتفاصيل الجمالية الدقيقة”..

طب إيه خطط للفترة الجاية يا عمر؟ بيبتسم الفنان الشاب لما بيسمع السؤال وبيقول “بصراحة أنا شخص شديد العشوائية فيما يخص حياته المستقبلية، فصعب أتكلم  عن خطط واضحة لأن حركتي دايمًا متغيرة المركز، ده بالنسبة للخطط الشخصية.. أما بالنسبة لخططي كفرد من الفرقة فهي خطة جماعية بيحطها المسؤول عن الفرقة بعد ما يشاورنا وبمجرد الاتفاق عليها بنباشر تنفيذها، وخطتنا في الوقت الحالي اللي شغالين عليها بالفعل هي إنتاج ألبوم كامل مسجل بجودة فائقة وبدء توزيعه داخل وخارج ومصر، كتمهيد لمد نشاطنا في نطاقات أوسع، علشان نبقى متواجدين في الصورة بقوة للمشاركة في المهرجانات الدولية الكبرى للموسيقى الروحية في مختلف بلاد العالم، ونلف في كل حتة نعرض الجزء المطموس ده من هويتنا الدينية المصرية”.

مقترح