The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

توفي الممثل المصري حسن حسني في واحدة من مستشفيات القاهرة فجر يوم السبت 30 مايو 2020 عن عمر يناهز 89 سنة.

حسن حسني ممثل مهم، قدم لنا إبداعه من حوالي خمسين سنة.. وله رحلة فنية غنية قدم لنا خلالها أدوار عظيمة، في السطور الجاية هنتكلم عن الفنان حسن حسني.

بيحكي واحد من أصدقائه، “حسن كان بيحب السيما من صغره، لدرجة إنه لما نجح في الإعدادية كان وقتها في سيما درجة تانية وبعتله ورقة كتبتله فيها مبروك أنت أخدت الإعدادية ارجع البيت”، الطفل الصغير مواليد منطقة القلعة اللي قرر يواجه فقدان أمه من وهو عنده 6 سنين بحبه للحواديت والسينما، علشان بعدها يقرر يدخل الحدوتة بنفسه ومايكتفيش بالفرجة وبس.

بدء يقدم حفلات ومسرحيات على مسرح المدرسة لحد ما اكتشفه الفنان حسين رياض واللي كان وقتها بيعتبره مثله الأعلى وبالفعل بيبدأ بعدها احتراف التمثيل المسرحي، فضل سنين بعدها ماكنش بيجيله أدوار لحد ما التحق بالمسرح العسكري، وقتها كانت وظيفة ليها مرتب وكمان هيشتغل في الحاجة اللي بيحبها، هنا قابل صديق عمره الممثل حسن عابدين واللي أصبحوا بعدها أصحاب لحد ما توفى عابدين، واجهوا نفس المشكلة وقتها سوا، بيقدموا أدوار مميزة وعروض كبيرة على المسرح العسكري ماحدش بيشوفها غير العسكريين وأسرهم وده سببله إحباط رهيب وقتها لكن ماكنش في إيده أي حاجة يعملها خصوصًا إن اسمه وقتها ماكنش معروف ومش ضامن إنه يلاقي شغل تاني.

بعد نكسة 67 تم حل المسرح العسكري ومن هنا كانت البداية الحقيقية لحسن حسني، قدم أدوار مسرحية كتير وقتها وانضم لفرقة تحية كاريوكا وفي نهاية السبعينيات قدم دور الموظف المرتشي في مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرًا” بطولة الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي ودي كانت أول نقطة تحول في تاريخ حسن حسني وبدأوا الناس يعرفوه وكمان المنتجين، علشان يقدم بعدها دور بسيط في “الكرنك” مع علي بدرخان ليأتي بعدها دور “عوني” في فيلم” سواق الأوتوبيس مع المخرج عاطف الطيب واللي حقق بيه نجاح كبير.

 بعدها قرر يتوقف عن تقديم أي أدوار فيها لا تضيف ليه وكانت النتيجة إنه قعد 3 سنين مايعملش شغل سينما لحد ما قرر بعدها ينسى موضوع الاختيار ده تمامًا ويقدم أي أدوار تتعرض عليه، ومن أجمل أدواره وقتها مثلًا شخصية مساعد مأمور السجن في فيلم “البريء” وبعدها دور ظابط أمن الدولة في فيلم “زوجة رجل مهم” وشخصية المقرء الكفيف في فيلم “البدرون”، كمان من أدواره الحلوة وقتها دور أبو الفتاة المغتصبة في فيلم “المغتصبون” وهنا كانت نقلة كبيرة في حياته الفنية، لأنه ابتعد عن الكوميدية وعن الشر وقدم دور اجتماعي مختلف، ومن المفارقات أن النجم الراحل فريد شوقي عاتب المخرج سعيد مرزوق مخرج الفيلم وقاله وقتها من كتر إعجابه بالدور “الدور دا كان لازم أنا اللي العبه يا سعيد”

فترة التسعينيات كانت مميزة ومختلفة في تاريخ حسن حسني، كان البداية بدور حمدان الويشي في فيلم “المواطن مصري” وبعدها قدم مسلسل بوابة الحلواني وبعدها مسرحية “حزمني يا” سنة 1994 واللي كسرت الدنيا وقتها وصنعت من كل المشاركين فيها فنانين ليهم اسم كبير وبيطلبوا أجور أعلى في أي عمل بعدها، وبعدها بسنين قدم شارك في مسلسل أرابيسك وفيلم دماء على الأسفلت، وطبعًا من الأفلام المهمة في تاريخه فيلم “سارق الفرح” مع المخرج الكبير رضوان الكاشف، بعدها شارك في فيلم “الناظر” مع الشاب الجديد وقتها علاء ولي الدين، ليبدأ بعدها في الظهور مع جيل الشباب ويتحول واحدة واحدة لأيقونة الأعمال الكوميدية اللي بيشترط أي منتج مشاركته عشان يضمن نجاح العمل.

فترة الألفينيات شهدت تألق كبير لحسن حسني بداية من دوره في فيلم الناظر “سيد ضاهي” وكيل مدرسة عاشور ثم مشاركته في أفريكانو وصعيدي رايح جي ومحامي خلع واللمبي وعوكل واللي بالي بالك، تقريبًا شارك كل نجوم السينما اللي كبروا دلوقتي معظم أفلام الفترة دي، وكانت شهرته الحقيقية اللي مجتش غير بعد سن الستين، وده يمكن السبب الأساسي إن الناس ما تعرفش حاجة عن حياة حسن حسني الفنية قبل كده.

حسن حسني مبيحبش يعمل لقاءات تلفزيونية أو صحفية، نادرًا لما تلاقي تصريح ليه، ودا زاد أكتر بعد وفاة بنته من حوالي أربع سنين، وده ما خلاش الصحافة تسيبه في حاله، خصوصًا في الفترة اللي كان بيقدم فيها بعض الأعمال دون المستوى، لدرجة إن الصحفي الكبير وصديقه خيري شلبي قال في هجوم قوي جدًا عليه “حسن حسني ينافس الميكروب في سرعة الانتشار.. وسأسلك بحق الصداقة وعشرة العمر العميقة هل أنت في حاجة لقرشين، أنا على شدة فقرى مستعد اتصرفلك في قرشين لتحترم موهبتك العظيمة” طبعًا الهجوم على قد ما هو شرس جدًا على قد ما هو طالع من صديق غيور على موهبة صاحبه جدًا.

تفكير حسن حسني في البطولة وبعد طول العمر ده ما راحش، بيحكي بلال فضل عنه في كواليس أحد أفلامه اللي اشتغل فيها حسن حسني وهو اشتغل معاه 4 أفلام منهم الباشا تلميذ وبلطية العايمة، قاله حسن وقتها “مش ناوي تكتب أول بطوله لأبوك بقى”، بيحكي بعدها بلال انه اتحرج هو وأكتر من زميل ليه يقول لحسن حسني إنه اتكلم مع أكتر من منتج لإنتاج عمل بطولة حسن حسني لكن كل المنتجين رفضوا الخطوة دي واكتفوا بوجوده كدور تاني بينجح أي عمل يشارك فيه.

على اختلاف المستوى الفني للأعمال اللي قدمها، إلا إن حسن حسني شارك في صنع تاريخ كبير للسينما والدراما المصرية وكان سبب أساسي في رسم الضحكة على وشوش الجماهير طول السنين اللي فاتت.