The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

متحف النسيج: ثقافة مصر من ملابسها

متحف النسيج: ثقافة مصر من ملابسها
بواسطة
Ahmed Abd El Gawad

جربت مرة تفكر إزاي حصل تطور للملابس، وفكرة النسيج؟ فكرت
قبل كده فى شكل ملابس الفراعنة أو المماليك أو المصريين فى العصور المختلفة؟ موضوع
لو فكرت فيه هـ تلاقى دماغك بـ تأخذك للأفلام والمسلسلات القديمة علشان تتخيل شكل الملابس،
طيب إيه رأيك لو شفت الملابس دى أمام عينيك؟.. آه، كل اللى عليك تنزل شارع المعز
لدين الله الفاطمى وتمشى فيه وتسأل عن متحف النسيج.

كان اسمه “سبيل محمد على”، واللى عمله والى مصر
محمد على باشا اللى حكم مصر من 1805 إلى 1848، وبناه تكريمًا لابنه إسماعيل اللى
مات فى السودان، وعلشان المعماريين اللى بنوه كانوا بـ يفهموا عملوا مدرسة جنب
السبيل يعلموا فيها المهندسين فنون المعمار، المبنى معمول على الطريقة العثمانية،
خاصة المبانى اللى كانت فى أسطنبول، وهى طريقة بناء بـ تهتم بالرخام الأبيض
وتعشيقاته فى الأعمدة والأرضيات، وبـ تهتم بالزخارف اللى بـ تظهر فى المتحف على
الشبابيك المطرزة بالذهب، والواجهات اللى عليها أبيات من الشعر العثمانى بالخط
العربى.

مع أن المكان كان قرب يتهد من الإهمال وعوامل الرطوبة
اللى أثرت حتى على أساساته إلا أن المبنى دخل ضمن مشروع إنقاذ القاهرة القديمة،
واشتغلوا فيه من سنة 2000 لحد 2005، فـ رمموه وجددوه واتحول من “سبيل محمد
على” إلى “متحف النسيج”.

المتحف بـ يحكى عن صناعة الغزل والنسيج على مر العصور،
المتحف بـ يفتح من 9 صباحًا حتى 4 عصرًا، أول ما هـ تدخل هـ تقطع تذكرة بـ 2 جنيه،
هـ تلاقى المدخل على يمينك، وأول حاجة هـ تقابلك هى المرحلة الفرعونية هناك هـ تلاقى
كتان من اللى كانوا بـ يستعملوه فى تكفين الموتى، والكتان ده تم العثور عليه فى
مقابر كهنة آمون اللى فى الدير البحرى بالأقصر، هـ تمشى شوية علشان تلاقى قطع من
النسيج الملون ومكتوب عليها بالهيروغليفى اسم الملك تحتمس الثالث، والقطعة دى من
العصر الفرعونى الحديث، بالتحديد الأسرة 18 عصر تحتمس الرابع.

كل الغرف مفتوحة على بعض، وجنب كل حاجة معروضة ورقة
مكتوب عليها وصف القطعة ووجدوها فين ومن أى عصر بالتحديد، الجميل أنك هـ تلاقى
حفاضات أطفال فرعونى، ومصنوعة من الكتان، حاجة كده تحفة على شكل مثلث، وجنبها عرض
للشنطة اللى بـ تحفظ فيها الأمهات الحفاضات، والقطع دى تم اكتشافها داخل مقبرة
عائلية فى مقابر العمال فى دير المدينة بالأقصر وهى من عصر الملكة حتشبسوت.

هـ تفضل مكمل وهـ تخرج من الغرفة دى علشان تطلعك على
غرفة ثانية، فيها فستان كتان لامرأة فرعونية وكمان عليه تطريز شكله شيك، وهـ تلاقى
كمان مجموعة تماثيل لرجال بملابس كثير ومختلفة وأغلب التماثيل بـ توضح اختلاف
الملابس بين الكهنة والعمال والسيدات، والتماثيل مصنوعة من الخشب الملون.

وعلشان تعرف أن الفراعنة كانوا متطورين فى صناعة النسيج هـ
تشوف مفروشات مختلفة للسرير، وهى من الكتان برضه، لكنه كتان مختلف عن الملابس،
لأنه أنعم وأرق بكثير، لأ وكمان فيه عرض لسرير فرعونى قديم عليه فرش مصنوع من
الوبر، وأرجل السرير منحوتة على شكل أرجل السد.

المتحف بعد كده بـ يكلمك عن استخدام المصرى القديم أدوات
بسيطة لغزل خيوط الكتان؛ علشان يصنع ملابسه، وبـ تعرف قد إيه كانت عملية استخراج
الألياف من نبات الكتان صعبة وبـ تأخذ وقت وجهد طويل لحد ما يحولوها إلى خيوط، لكن
مع الوقت تطوروا وصنعوا النول علشان يقدروا يصنعوا ملابس أفضل، آخر جزء فرعونى هـ تلاقى
فيه ملابس الآلهة والمقصود بها ملابس الكهنة اللى كانوا بـ يلبسوها فى قدس الأقداس
(الصلاة وتقديم القرابين) وبـ تشوف هناك لفائف من الكتان على تمثال لكاهن وأجزاء
من أكفان فرعونية وعليها كتابات هيروغليفية، وكمان فيه حاجات عليها نصوص وكتابات
سحرية.

هاه تعبت؟… عمومًا أكبر جزء من المتحف هو الجزء
الفرعونى بعد كده هـ تخش غرفة ثانية بتصميمات ثانية خالص، وهـ تنقلك لعصر ثانى
خالص وهو العصر الرومانى أو القبطى، وفيه هـ يكلمك المتحف عن تطور أدوات الغزل
والنسيج فى العصر القبطى، خاصة انتشار المغزل اليدوى، وهو عبارة عن عمود فيه قرص بـ
يدور وفى نهايته أبرة خياطة، وهـ تلاقى كمان نماذج للمغزل ده ولأنواع الأبر اللى
كانوا بـ يستخدموها.

طبعًا هـ تلاحظ الاختلاف فى شكل الملابس ما بين العصرين
خاصة دخول الصوف فى صناعة الملابس، وحتى شكل الزخارف اختلف واتجه للتجسيد، فـ تلاقى
أشكال إنسان أو نباتات، وكلها بـ تتميز بألوانها الجميلة وهى من القرن السادس
الميلادى.

كمان هـ تلاقى نماذج لأغطية الرأس أو تقدر تقول طاقية
قبطى مصنوعة بزخارف جميلة وملونة باللون الأزرق، وفيه نموذج لقميص طويل بأكمام،
والزخرفة اللى عليه فيها مناظر صيد تدل على الرخاء اللى كان موجود فى العصر ده،
وهو معمول من صوف وكتان، ومصنوع ما بين القرنين السابع والثامن الميلادى.

طبعًا المتحف مش هـ ينسى فكرة صور الملابس المنقوشة على
الحجر، علشان كده بـ يعرض لك منحوتات على الحجر أو الرخام وكلها بـ تبين ملابس
قبطية مختلفة، وطبعًا فيه ملابس القس عند الصلاة، واللى مزخرفة بخيوط ذهبية وأشكال
صلبان من الأمام والخلف.

بعد كده رجليك هـ تأخذك لحد السلم علشان تطلع الدور الثانى
وأنت عايش فى حالة من الملابس والقطن والكتان، وأول ما تطلع هـ تعرف أن الزمن تقدم
بك للأمام وبقينا فى العصر الإسلامى، وفيها ما فيها، هـ تلاقى منسوجات عليها كتابات
كوفية واللى هـ تعرف تقرأه بـ يقول: “أمير المؤمنين أطال الله بقاءه”
ودى من العصر الفاطمى.

وفيه قطعة نسيج عليها زخرفة باسم الخليفة الحاكم بأمر الله
من العصر الفاطمى، وبعدين هـ تلاقى قطع من الحرير والكتان وفيه واحدة منهم مكتوب
عليها بخط النسخ: “سعادة مؤبدة، ونعمة مخلدة، والعز الدائم، والإقبال”..
لكن يا ترى لمين الكلام ده؟.. ما نعرفش.

أما درة المعرض واللى واخدة مكان عرض كبير هى كسوة
الكعبة، روعة من روائع الفن الإسلامى، وكأن هناك حالة من الإيمان العالية لصاحب
الصنعة اللى عمل الكسوة تجلت على تطريزها وزخرفتها وتداخل الخيوط مع الكتابات
فيها، وهى مصنوعة من الحرير الكحلى ومعاها حزام الكسوة وعليه مجموعة آيات قرآنية
عن الحج والكعبة.

وبعدين هـ تلاقى نظرات سريعة من المعرض على العصور، فيه
حاجات من العصر المملوكى اللى تميز بالملابس المصنوعة من القطن، والنسيج الأبيض
المطرز باللون الأزرق والأحمر، وكمان هـ تلاقى ملابس ثانية عليها كتابات بالخط
العربى، وبـ يظهر جدًا استخدام الخط فى الزخرفة علشان كده هـ تلاقى ملابس عليها
لقب صاحبها أو وظيفته أو آيات قرآنية، ومع مجموعة من التشكيلات والزخارف والرسوم هـ
تلاقى نماذج مصغرة للعصر العثمانى، والأيوبى، والأموى، والعباسى، والطولونى، واللى
بـ توضح لك تغير مدرسة النسيج المصرية فى كل عصر من العصور، لكن كفاية كده وصف علشان
لما تروح هناك تستمتع بباقى العصور، الخلاصة تقدر تشوف ثقافة مصر كلها فى متحف
النسيج.

سعر تذكرة الدخول: 2 جنيه، أما دليل المتحف فهو غالى
بحوالى 130 جنيه.

مقترح