The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

من الحرانية إلى العالمية.. حكاية فاطمة عوض الفنانة اللي نسجت البهجة بالخيط والإبرة
بواسطة
Cairo 360

الصور: مركز رمسيس ويصا واصف للفنون

في قرية بسيطة على ضفاف النيل اسمها “الحرانية”، عاشت فاطمة عوض حياة هادئة وبسيطة، لكن أعمالها حكت حكايات كبيرة، ونسجت فن شق طريقه من قلب مصر إلى قاعات المعارض في أوروبا.

رحلت فاطمة مؤخرًا عن عمر ناهز 82 سنة، بعدما قضت أكثر من نصف قرن وهي بتحول الخيوط إلى لوحات تنبض بالحياة. ورغم بساطتها، كانت فنانة بالفطرة، بتمتلك عين طفلة ويد حِرَفية خبيرة، وروح مبدعة مالهاش حدود.

 

سنة 1951، كانت فاطمة لسه بنت صغيرة، واحدة من 16 طفل وطفلة انضموا لمشروع فني كان في بدايته وقتها، أسسه الفنان رمسيس ويصا واصف وزوجته صوفي. المشروع كان مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، والهدف منه كان بسيط وعظيم في الوقت نفسه؛ خلق مساحة للأطفال يعبروا فيها عن نفسهم بالفن، من غير تعليم أكاديمي أو قواعد صارمة.

ومن أول يوم، ظهرت لمسة فاطمة الخاصة. كانت بتحب تحكي من خلال النسيج. الطيور، الحيوانات، الحقول، وجيرانها في القرية، كلهم ظهروا في أعمالها بخيال طفولي صادق.

فاطمة صنعت منسوجات من القلب.. كانت فنانة بالفطرة وبسيطة كأهل بلدها

فاطمة فضلت تشتغل في المركز أكتر من خمسين سنة، من 1952 لحد 2005. كانت بتحب شغلها، وكانت شايفة في كل خيط في إيدها هو فرصة لحكاية فنية جديدة. منسوجاتها كانت دايمًا مليانة حياة؛ فلاحين بيرووا الأرض، ستات بيلموا الغلة، أطفال بيلعبوا بجانب الترعة.

مش غريب إن أعمالها اتعرضت في معارض محلية وعالمية من سنة 1958، وحاليًا منسوجتها الفنية “الري في الحقول” معروضة في معرض دولي بألمانيا، في متحف جيمس سيمون ببرلين.

اللي مايعرفش فاطمة ممكن يفكر إنها اتعلمت فنون أو درست تصميم. لكن الحقيقة إنها كانت بتمارس الفن من قلبها. كانت شايفة الجمال في تفاصيل الحياة اليومية، وبتنقله بخفة وحس مرهف، يخلي أي حد يتأمل في البساطة وكأنها معجزة.

الوداع الأخير.. والبصمة اللي مش بتموت

في الأيام الأخيرة، ودع مركز رمسيس ويصا واصف واحدة من رموزه. لكن فاطمة، الفنانة اللي ماعرفتش الشهرة الكبيرة، سابت إرث حي. منسوجاتها مش بس قطع فنية، دي صفحات من حكاية مصرية صادقة، اتقالت بخيط وإبرة.

رحم الله فاطمة عوض، اللي علمتنا إن الفن مش محتاج مدارس، بل محتاج قلب بيحب، وعين بتشوف، وإيد صبورة.

مقترح