The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة

هي الفلسفة حرام؟ عنوان ندوة مختلفة في الجامعة الأمريكية

هي الفلسفة حرام؟ عنوان ندوة مختلفة في الجامعة الأمريكية
بواسطة
Nagla Ashraf

بالرغم من السعي الدائم وراء ماديات الحياة إلا إن لسه فيه شباب بيفكروا في الحرية والفن والجمال.. والفلسفة، وبدأ بعض الشباب اللي درسوا في الجامعة الأمريكية ومشاركين في نادي الفلسفة الخاص بالكلية، بتنظيم مجموعة ندوات تكون مدخل لعالم الفلسفة تحت عنوان “بالعربي فلسفة” وبيقدمها طلاب الدراسات العليا في الجامعة الأمريكية، واللي بدأت من أول شهر يوليو وكان المفروض إنها هتنتهي يوم 3 أغسطس، لكن بسبب نجاح الندوات هتستمر مبادرة “بالعربي فلسفة” لفترة أطول. وبتحاول الندوات تعرف الناس العادية علاقة الفلسفة بحاجات كتير حوالينا منها الدين.

حبينا في كايرو 360 إننا ننقل لكم تجربة حضور ندوة منهم واللي كانت بعنوان “هي الفلسفة حرام؟ مقتطفات من تاريخ الفلسفة في العالم الإسلامي” وحاضر فيها محمد سامي الباحث المساعد في مؤسسة طابة للأبحاث والاستشارات.  واللي بتدور أبحاثه حول علم الأديان ونظرية المعرفة.  غير أنه حاصل على ماجستير فلسفة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة وكانت أطروحة الرسالة فيها تحت عنوان: “نقد مفهوم العلم اليقيني عند ديكارت”. محمد سامي له اهتمام خاص بالعلوم التراثية الإسلامية وقرأ في مقدماتها على شيوخ من اليمن، ومصر، وموريتانيا، وبريطانيا.

وسط السعي في الحياة اليومية ما بين الشغل والدراسة والعائلة، بتيجي علينا لحظات نفكر في إجابات لأسئلة مابتنتهيش، ومالهاش إجابة منطقية عندنا، زمان لما الدنيا كانت اهدأ والصخب بتاع الحياة برغم إنه كان موجود إلا أنه أكيد مش زي دلوقتي، بدأ يطلع ناس بيفكروا أسئلة وجودية زي مين اللي خلق الكون؟ وإزاي الإنسان اتوجد على الأرض؟ ويعني إيه أصلًا وجود وعدم؟ معاني كتير بلورها أرسطو وأفلاطون وكثير من علماء الفلسفة، واللي كتير من الناس مايعرفهوش إن التاريخ الإسلامي كان مليان فلاسفة تعمقوا في قضايا الكون الفلسفية  دي على عكس المعروف عامة لكن مش دائمًا بينتشر المفهوم  ده واللي كانت بتدور حواليه المحاضرة وهو “نشأة وتاريخ طرح الأسئلة الفلسفية في العالم الإسلامي”.

بدأت المحاضرة بجواب السؤال اللي لفت إنتباه كثير من الشباب إنهم يحضروا “هل الفلسفة حرام؟”، وأجاب سامي بإن لأ هي مش حرام بس برضه مش حلال، وحاول يكسر صمت الحاضرين بسؤالهم عن الفلاسفة الغربيين زي ديكارت وأفلاطون وأرسطو وكانت وغيرهم وأغلب الحاضرين اللي كانوا حوالي 200 شخص كانوا يعرفوهم على عكس الفلاسفة المسلمين زي التفتزاني والآمدي والقونوي.

برغم صعوبة الدخول في التفاصيل الجدلية بين آراء الفلاسفة إلا أن سامي قدر ينقل صور إجمالية عن كتير من المفكرين الإسلاميين، وبدأ يتكلم عن صحة مفهوم قاله المفكر الفرنسي “إرنست رينان” واللي قال فيه إن الإمام الغزالي دمر الفلسفة. ووساعات يتبنى الفكرة دي معظم اللي بيحبوا يدرسوا فلسفة سواء داخل أو خارج مصر بدون ما يشوفوا الصورة الكاملة.

 

 

ووضح سامي إن زمان كان بيتم تدريس كتاب “المواقف” للقاضي الإيجي في الأزهر لتعلم علم الكلام، واللي ماينفعش يخرج أي عالم بالدين بالضرورة من غير ما يكون عنده أدوات التفكير العليم الصحيح، لأختلاف العصور كمان وأختلاف طرق إقناعهم.

 

 

وبعد ساعة انتهى كلام سامي وبدأ تفاعل الحضور، واللي كان ما بين سعي مستمر لفهم تفاصيل القضايا اللي تم مناقشتها، غير الدخول في قضايا جدلية زي “ليه ربنا خلق الشر، أو بيسمح بيه هو والآلم؟” ووسط تفاعل الحضور رد دكتور في الجامعة وقال “لو تخيلنا إن العالم تقدم وبقى عند كل واحد إنسان آلي فيه كل الإمكانيات وشبه الإنسان بالظبط، هل هيبقى من حقه يطفيه ويشغله زي ما هو عاوز؟ بالظبط نفس المثال لربنا هو مافيش حاجة مفروضة عليه سبحانه، هو إله حر يخلق حد بعين واحدة أو يخليه بإيد واحدة، ده يموت أو يعيش”.

وكان رد سامي فلسفي شوية وهو “إن أفعال الإله سواء كانت خير أو شر من منظورنا فهي دليل على وجوده، ده بصرف النظر عن الأفعال دي ترضينا أو لأ” وبرغم إننا كان نفسنا في مزيد من التفاصيل في كل قضية إلا إن كان فيه قضايا كتير مُثارة، كل قضية فيهم تحتاج محاضرة لوحدها علشان تتشرح.

زي مثلًا سؤال اتسأل من سيدة في منتصف العشرينيات عن ليه فيه هجوم على الشيخ الأكبر “بن عربي” وكتبه، وعقب أحمد الأزهري واللي بيشتغل في  مؤسسة طابة للأبحاث “بإن لازم نفرق بين بعض الحاجات زي إننا نفرق بين قضية الحلول والإتحاد وقضية وحدة الوجود”. وعلشان تفهموا الموضوع أكتر اضغطوا هنا. ولو عاوزيين تعرفوا أكثر عن الشيخ بن عربي شوفوا هنا.

 

 

 ودول قضيتين ضخمتين وخلافين، علشان نبسطها ممكن نقول إن بعض الأشعار أو الأقوال للصوفية بتتفهم إن قصدهم إن ربنا بيحل أي بيكون في بني آدم وده “محال عقلًا” وتفاصيله كثيرة، مش بس لأنه حرام لأ، لكن لأنه بالمنطق تم إثبات إنه ماينفعش.

لكن علماء الصوفية بيكون قصدهم في الأبيات الشعرية بأنه من كتر حبه لله بيبدأ الشخص بإتباع أوامر ربنا لحد ما يوصل لمرتبة الإحسان ويبدأ يتصف بصفاته زي الكرم والرحمة. لدرجة إنهم ما بيكونوش شايفين نفسهم وشايفين ربنا بس، وبتختفي فكرة “الأنا” بيكونوا مع ربنا وبس. وإحنا  عرفنا من العلماء  والمشايخ إن اللي لم نفهمه من كل جوانبه نحسن الظن في الشخص اللي كتبه ولا نسيء الظن بحد.

 

الندوة كانت حلقة في سلسلة مستمرة من ندوات “بالعربي فلسفة” وفيه ندوة هتكون يوم 3 أغسطس وهتكون عبارة عن تساؤلات ونقاش عام، وبعد كده هيتم الإعلان عن سلسلة الندوات الجديدة، وتقدروا تتابعوهم من صفحة الإيفنت على الفيسبوك هنا.

مقترح