The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أفلام ما تتفوتش لداوود عبد السيد.. سينما بتسأل وبتعيش معاك
بواسطة
Cairo 360

من ساعات فقدت السينما المصرية واحد من أهم وأصدق مخرجيها، داوود عبد السيد. مخرج عرف يجمع بين إنه يقدم أفلام ليها قيمة فنية عالية، وفي نفس الوقت تحقق نجاح جماهيري.

“داوود” ماكانش بيعمل أفلام عشان ترضي أكبر عدد، لكنه كان دايمًا بيعمل سينما شبهه هو: هادية، عميقة، ومليانة أسئلة بتفضل مكملة معاك بعد ما الفيلم يخلص.

داوود عبد السيد كان من النوع اللي تحس إنه بيكلمك بشكل شخصي. بيلمس المشاهد بأعماله، وأفلامه كانت دايمًا عن الإنسان قبل أي حاجة: خوفه، تناقضه، ومحاولاته المستمرة يفهم هو عايش ليه وبيدور على إيه.

تعالوا نستعرض مع بعض مجموعة من أفضل أعمال داوود عبد السيد. الاختيار كان صعب، لأن أعماله كلها مهمة، لكن جمعنا لكم أشهرها وأكثرها تأثيرًا.

 

أرض الخوف: رحلة جوه النفس

فيلم أرض الخوف يمكن يكون أشهر وأجرأ أعماله. الفيلم ده مش مجرد حكاية ظابط يدخل عالم المخدرات، لكنه رحلة فلسفية عن الحدود اللي بتضيع بين الصح والغلط، وبين الدور الحقيقي والتمثيل. أحمد زكي في الفيلم ده كان في قمة نضجه، وداوود عبد السيد استخدمه عشان يطرح سؤال مرعب: هل الإنسان يقدر يفضل نفسه وهو غارق في عالم تاني؟

الفيلم بيحكي عن رحلة ظابط مكافحة المخدرات يحيى أبو دبورة، اللي بيلاقي نفسه مضطر يعيش باسم مستعار وحياة مستعارة علشان ينقل للشرطة أخبار عالم الجريمة والمجرمين. فهل هاينجح في مهمته، ولا هايتحوّل مع الوقت لمجرم؟

الكيت كات: الضحك اللي وراه وجع

في الكيت كات شفنا واحد من أجمل أفلام السينما المصرية، وأكترها إنسانية. الشيخ حسني، الكفيف اللي شايف الدنيا أحسن من المبصرين، كان رمز لفلسفة داوود عبد السيد نفسها. ضحك وسخرية، لكن وراهم حزن عميق وحكمة تقيلة. الفيلم ده قدر يقول حاجات كبيرة عن الحرية، والفقر، والأمل، من غير خطابة ولا ادعاء، وبيُعتبر واحد من أهم وأقوى أفلام السينما المصرية.

رسائل البحر: وحدة وحنين

فيلم رسائل البحر كان مختلف في إيقاعه، أهدى وأكتر تأملًا. حكاية رجل يهرب للإسكندرية، ويفتح قلبه للبحر، ويحاول يلاقي نفسه وسط مدينة مليانة ذكريات. فيلم عن الوحدة، وعن الكلام اللي مش بنعرف نقوله، وعن الحنين اللي ساعات بيبقى أثقل من الواقع نفسه.

مواطن ومخبر وحرامي: ثلاث زوايا لنفس البلد

في مواطن ومخبر وحرامي قدّم داوود عبد السيد واحدة من أذكى تشريحاته للمجتمع المصري. تلات شخصيات، كل واحد شايف نفسه الضحية، وكل واحد في نفس الوقت جزء من المشكلة. من غير ما يدين حد بشكل مباشر، الفيلم كان بيقول إن الأزمة مش في شخص، الأزمة في منظومة كاملة.

سينما مختلفة وبصمة ما تتعوضش

داوود عبد السيد ماكانش غزير الإنتاج، لكن كل فيلم ليه كان حدث. أفلامه بتعيش، وبتكبر مع الزمن، وبتبان أهميتها أكتر كل ما السنين تعدي. كان مخرج فاهم إن السينما مش بس حكاية، لكنها إحساس، وسؤال، ومساحة للتفكير.

برحيله، السينما المصرية خسرت صوت هادي، عميق، ومش شبه حد. لكن أفلامه لسه موجودة، ولسه بتتكلم، ولسه بتسأل، وده يمكن أحلى وداع لأي مخرج حقيقي.

مقترح