The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

فن وثقافة -
مقترح

ماذا لو أخرج يوسف شاهين افتتاح المتحف المصري الكبير؟ رؤية سينمائية لتاريخ مصر وهويتها

أفلام مصرية افتتاح المتحف المصري الكبير الإبداع السينمائي الثقافة المصرية المتحف المصري الكبير المصير تاريخ مصر سينما مصرية هوية مصر يوسف شاهين
ماذا لو أخرج يوسف شاهين افتتاح المتحف المصري الكبير؟ رؤية سينمائية لتاريخ مصر وهويتها
بواسطة
Cairo 360

فيه لحظات معينة في التاريخ بتخليك تحس إنك عايش مشهد سينمائي حقيقي، مش مجرد حدث. وافتتاح المتحف المصري الكبير يوم 1 نوفمبر 2025 هو واحدة من اللحظات دي.

مشهد الأضواء اللي بتنعكس على الواجهات الزجاجية، والأهرامات واقفة في الخلفية كأنها ديكور طبيعي، والموسيقى اللي كانت مزيج بين الحداثة والأصالة، حفل كان مميز ويوم مصر مش هتنساه بسهولة.

لكن..! ماذا لو كان يوسف شاهين لسه موجود، كان هيصور المشهد ده إزاي؟

طيب اشمعنى اخترنا يوسف شاهين بالذات علشان نتخيل رؤيته لحفل الافتتاح؟

سينما شاهين… والبحث عن الهوية

يوسف شاهين، اللي عمره ما كان بيشوف السينما كمتعة بس، كان بيشوفها كوسيلة يفهم بيها نفسه وبلده وتاريخها.

من باب الحديد لـ الناس والنيل، ومن الاختيار لـ المصير، دايمًا عنده هاجس واحد: مين إحنا؟ وليه بقينا كده؟

هو المخرج اللي قدر يخلي الكاميرا تمشي وسط الناس في الشارع، وتغوص جوا التاريخ في نفس الوقت. ولو كان قدامه المتحف المصري الكبير، أكيد كان هيشوفه مش كمكان أثري، لكن كرمز للهوية اللي هو قضى عمره يدور عليها.

المتحف كفيلم من أفلامه

تخيل معانا؛ الافتتاح في لقطة طويلة، الكاميرا بتتحرك من الشارع الرئيسي لحد ما توصل للمتحف.

تمر على الناس اللي جاية من كل المحافظات، وعلى وجوه فيها رهبة وفخر.

صوت الراوي هو نفس نَفَس شاهين، بلهجته السكندرية، بيقول: “البلد دي عمرها ما ماتت، هي بتغيّر شكلها بس.”

المتحف بالنسبة له مش بس مبنى، هو “بطل” فيلم جديد.

الضوء اللي داخل من الواجهة الزجاجية هو الإضاءة اللي كان شاهين يعشقها، والتمثال الضخم لرمسيس الثاني واقف في بهو المتحف مش مجرد أثر، لكنه إنسان راجع من الماضي يحكي قصته.

بين “المصير” و”المتحف”

لو نفتكر فيلم المصير، يوسف شاهين كان بيتكلم فيه عن الفيلسوف ابن رشد، وعن الصراع بين العلم والتطرف.

المشهد الافتتاحي لما الكتب بتتحرق، كان شاهين بيصرخ للعالم إن “اللي بينسى تاريخه بيحرق مستقبله”.

دلوقتي، المتحف المصري الكبير هو الرد الواقعي على صرخة شاهين.

مبنى معمول علشان نحافظ على تاريخنا، ونعرضه للناس بكرامة واحترام.

لو كان حي، أكيد كان هيقف جوه القاعة اللي فيها كنوز توت عنخ آمون، ويمسك الكاميرا بنفسه، ويعمل لقطة بطيئة على القناع الذهبي، يقول بعدها: “ده مش ماضي… ده ضمير بيكلمنا.”

السينما اللي بتشوف… مش بتجمل

الفرق بين يوسف شاهين وهوليوود إن شاهين ماكانش بيجمل الصورة، كان بيشوفها على حقيقتها.

في إسكندرية ليه؟ مثلًا، لما صور الاحتلال الإنجليزي، ما اكتفاش بمشاهد البطولات، لكنه حكى الحيرة اللي كانت في قلوب الناس.

نفس الطريقة دي كان ممكن يطبقها لو صور المتحف المصري الكبير.

مش هيعمله فيلم دعائي عن إنجاز معماري ضخم، لكن فيلم عن علاقة المصري بنفسه.

عن إننا لما نقف قدام تمثال أو تابوت، بنشوف انعكاسنا إحنا، مش مجرد أثر من آلاف السنين.

لو شاهين صور المتحف… كان هيبدأ بالإنسان

يوسف شاهين عمره ما اهتم بالحجر قد ما اهتم بالبني آدم. حتى لما بيحكي عن حضارة أو فكرة كبيرة، دايمًا بيبدأ بالناس.

فكان أكيد هيبدأ فيلمه عن المتحف بعمال الموقع وهما بيشتغلوا، بمهندسين الإضاءة، بالمرممين اللي بيلمّوا القطع الأثرية بحذر كأنهم بيحضنوا التاريخ.

كان هيعمل من ده فيلم عن علاقة المصري بتراثه… عن البلد اللي مهما اتغيرت، دايمًا فيها اللي بيحافظ على روحها.

فِركش!

تخيل اللقطة الأخيرة: الكاميرا بتطلع تدريجيًا من فوق المتحف، والأهرامات بتظهر في الخلفية، وصوت شاهين بيقول: “التاريخ مش بس اللي فات، التاريخ هو اللي لسه هييجي.”

يمكن شاهين مش موجود علشان يشوف المتحف المصري الكبير بيتفتح، لكن أكيد روحه حاضرة في كل زاوية فيه.

في كل قطعة أثرية بيتم ترميمها، في كل مشهد اتحضر، وفي كل محاولة إننا نحكي حكايتنا للعالم بصوتنا إحنا.

المتحف المصري الكبير هو مشهد من فيلم كان يوسف شاهين نفسه بيحلم يصوره… بس المرة دي الكاميرا في إيد مصر كلها.

مقترح