The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

“وعاشرت فيكي الخواجة يني

إجريجي لكن مصراوي جني

إسكندراني عاشق أغاني

جعان يغني شبعان يغني”

 

كلمات أحمد فؤاد نجم اللي سمعناها في أغنية تيتر مسلسل “زيزينيا” بصوت المطرب محمد الحلو. لو شيلنا اسم الخواجة يني من المقطع ده، وحطينا اسم المؤلف سامح خيري هيكون الوصف معبر، والاسم هيكون معبر أكتر وأكتر لو حطينا اسم بطل رواية “حي العطارين.. من مذكرات مصطفى رافع”، واللي صدرت حديثًا عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام. الرواية هي التجربة الروائية الأولى لسامح خيري، بعد سنوات من كتابة الشعر العامي والغنائي.

بتقع الرواية تقع في 480 صفحة من القطع المتوسط، وبتحاول الإجابة بين سطورها عن تساؤلات وأطروحات عن الهوية والإنسان، على لسان بطلها الراوي العليم، وبتناقش أحداثها الهوية المصرية السكندرية بتعدُدها وبأبعادها الإنسانية الضاربة في تاريخ مصر والإنسانية.

بتستعرض الرواية حياة رسَّام مصري سكندري عاشت روحه داخل شخوص متباينة في عصور تاريخية مختلفة، لكنه تحرَّر في العصر الحالي من المتاعب المادية والقيود الاجتماعية علشان نقابل روحه في رحلتها الباحثة عن الهوية، في تجربة إنسانية إبداعية.

بنشوف خلال أحداث الرواية أسئلة غير مباشرة عن الروح والإله، عن الخطيئة والذنب، عن الحُب والغيرة، عن جذورنا وفروعنا، عن الزمن والموت.

بتدور أحداث الرواية في حي العطارين؛ مركز مدينة الإسكندرية (ومسقط رأس المؤلف)، الحي اللي بيضم أقدم شوارع العالم وأول مكتبة في التاريخ، وأولى دور العرض السينمائي والمسرح الروماني وخليط فريد من المعالم التاريخية اليونانية والبطلمية والرومانية والقبطية والإسلامية وغيرها، ومزيجًا عقائديًا من معبد يهودي وأقدم كاتدرائية وعشرات المساجد من كل عصور الدولة الإسلامية وبكل التوجهات من الصوفية والسلفية وغيرها، وامتزج نسيجه بخليط مذهل من كل أعراق الأرض.

استخدم “خيري” العامية المصرية في الحوار بين شخوص الرواية، لأنه مؤمن بثرائها وتنوعها وصدق مفرداتها، فتعددت اللهجات في الجُمل الحوارية ما بين الفُصحى واللهجة البيضاء والصعيدية والسكندرية والريفية؛ بحسب تمايز الأشخاص والبيئات في الرواية.

“حي العطارين.. من مذكرات مصطفى رافع”، تجربة روائية تستحق القراءة!