-
أمل عفيفي
-
روايات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
35 جم
-
مكتبات وسط البلد
Cairo 360

بعد البداية المثيرة، بـ يحصل قطع مفاجئ وبـ تبدأ الكاتبة تحكي عن عائلة مصرية عايشة في الخارج، وإزاي الحياة بره ممكن تغير المصريين، تعوج لسانهم وحياتهم وتخليهم بعيد عن جذورهم، يمكن حياة الكاتبة في الخارج خلتها أقرب لحياة المصريين بالخارج، وبمشاكلهم.
لينا البنت المراهقة اللي منتمية لمجموعة “الإيموز” بمظهرها الغريب، وآدم أخوها المصري برضه اللي ما بـ يتكلمش عربي علشان أتولد وعاش بره مصر، أمهم “روان” اللي أهملت في تربيتهم، وغاب عنها بعض التفاصيل اللي لها علاقة بالهوية المصرية، ويوسف الرجل المصري اللي هرب زي مصريين كثير من جحيم الحياة في مصر لجنة الحياة في الخارج، وبالفعل بعد شوية تعب لقى مُراده، لكن برضه زي مصريين كثير اضطر يقدم تنازلات مقابل المميزات اللي لاقاها.
الرواية بـ تتكلم عن يوسف اللي بـ يرجع مع أولاده لمصر علشان يكتشف أمور كثير كانت غايبة عنه بره مصر، بـ يعيد اكتشاف مصر بحلوها ومرها، وده بـ يخليه في حيرة شديدة، يسافر ولا ما يسافرش، يفضل ولا يمشي، يعمل إيه؟ سؤال بـ يفضل يسأله لنفسه ويلف في دوائر من غير أمل، والميراث هنا هو ميراث فساد وذل وقهر، الروائية –من وجهة نظرنا- عاوزة تقول أنه هـ يكون من نصيب كل المصريين سواء سافروا أو قعدوا، اللي عايشين في مصر شايلين الميراث المر من التاريخ العظيم والفساد العظيم برضه، واللي بره مصر، حنينهم لبلدهم بـ يكون الصنارة اللي بـ ترجعهم ثاني علشان يأخذوا نصيبهم من الميراث المصري الضخم اللي مش كله حلو ومش كله وحش، لكن في النهاية كلنا بـ نشيله على كتفنا.
المؤلفة بـ تهتم جدًا بالتفاصيل، وجملتها بـ تكون محملة بأكثر من معلومة، من شدة رغبتها أنها تفهم القارئ وتعطيه معلومات، أحيانًا كانت بـ تبالغ بكمية المعلومات في الجملة الواحدة، رغم أن فيه طرق أسهل كان ممكن توصل بها المعلومات من خلال كلمات أقل، لو لنا أننا ننصحها هـ نقول لها أن القارئ أحيانًا بـ يرهق جدًا من كثر المعلومات اللي ممكن تيجي في جملة أو سطر واحد.
ما ننكرش كمان أن الرواية حلوة، ومميزة، وقادرة أنها تفصل القارئ عن المحيط اللي هو موجود فيه، وتوصل له أفكار الكاتبة بسلاسة، ورغم أن الجملة بـ تكون طويلة في بعض الأحيان، لكن توالي الأحداث جاي بطريقة تخلي الاهتمام والانتباه من القارئ موجود باستمرار، وكمان عجبنا لمسة الأمل من الأب يوسف اللي بـ يقرر زي كل المصريين برضه أنه يستمر في البلد ويغير فيها على قد ما يقدر، وبـ يرفض يبيع أثار بلده رغم الفلوس الكثير اللي كانت ممكن تيجي له منها.