-
د. صلاح فضل
-
واقعية
-
من الآن
-
عربي عربي
-
30 جم
-
كل المكتبات
Rehab Loay

تعرف إيه عن نجيب محفوظ؟
إنه أخذ جائزة نوبل؟ وإيه كمان؟ إنه أكبر وأشهر روائي مصري؟ ولا إنه معروف عالميًا؟
قرأت له كام رواية؟ وهل القراءة له زيها زي أي قراءة لأي كاتب ثاني؟ طيب حاولت
تعرف هو مختلف عن باقي الروائيين المصريين في إيه؟ نقول لك يا سيدي..
نجيب محفوظ مش كاتب
لغته رائعة فقط، ولا هو أستاذ لكل اللي جاءوا بعده، ولا لخص تاريخ مصر بمراحله
المختلفة في أعماله، ولا هو الكاتب اللي ممكن نلخص سيرته وقصته في سطور أو حتى في
كتاب، لكن في الحقيقة هو مثل أعلى، لو دققت في حياته ونظامها ومشواره، هـ تحس أنه
بـ يعطيك دفعة، وأمل في الحياة اللي مش وحشة بالضرورة، لما تقرأ سيرته وشغله
وتفاصيل عنه، هـ تعرف سر عظمته وإشادة الناس به، وهـ تعرف أنه ببساطة إنسان انتصر
على نفسه وابتكر عالم خاص به، بـ يشجع كل إنسان يدخل العالم بتاعه أنه هو كمان
ينتصر على نفسه.
د. صلاح فضل اختار أنه
يكون واحد من اللي دخلوا عالم نجيب محفوظ، ولأنه ناقد كبير ومهم، ما اكتفاش
بالعالم اللي كلنا عارفينه، لكن سعى أنه يستكشف عوالمه في كتاب يحمل نفس الاسم،
صدر أخيرًا عن الدار المصرية اللبنانية، وللي ما يعرفش صلاح فضل اسمًا، فممكن يكون
شافه شكلاً لأنه كان واحد من لجنة تحكيم مسابقة أمير الشعراء اللي أعطت هشام الجخ
المركز الثاني.
في الكتاب ده بـ
يحاول د. صلاح فضل أنه يستكشف إزاي نجيب محفوظ كان بـ يبص للكون والحياة، وهي النظرة اللي ممكن تشوفها بوضوح في
روايته الشهيرة “الحرافيش”، وإزاي نجيب محفوظ رغم أنه جاء بعد ناس كثير
كتبوا رواية إلا إنه جعل كل الناس اللي جاءت بعده تقول أن الرواية الحقيقية ما بدأتش
غير مع نجيب محفوظ، وإزاي من خلال إنتاجه المتواصل ومشروعاته المترقبة بقى أديب
عالمي كل الكون يعرفه، كلها أسئلة وغيرها كثير بـ يحاول د. صلاح فضل أنه يجاوب
عليها من خلال الكتاب.
وبـ يكشف فضل عن ذكاء
نجيب محفوظ لما قرر سنة 1932 أنه يكتب رواياته بالاعتماد على التاريخ، ومش كده
وبس، لأ ده كمان خطط للروايات اللي هـ يكتبها، وقرر أنه يعتمد فيها على كنوز
التاريخ الفرعوني، واللغة العربية اللي كانت بـ تعتمد على لغة صعبة وكلها جماليات
ومواطن جمال ضخمة، حط يده على اللغة اللي توصل للناس وفي نفس الوقت ما تبقاش قديمة،
تكون جميلة من غير كلام كثير، وتوصل لقلوب الناس من غير بلاغة ولا خطابة، وبـ يحكي
لنا فضل أن نجيب محفوظ كان تلميذ سلامة موسى، وكان بـ يعرض عليه أعماله أول بأول،
وكان موسى دائمًا يقول لمحفوظ لأ الأعمال لسه محتاجة شغل أكثر لسه ما ينفعش تنشرها
دلوقتي، لحد ما عرض عليه نجيب محفوظ في مرة رواية اسمها “خوفو” فعجبت
سلامة موسى، وقال له: آه، أهي دي ممكن ننشرها، وطلب منه أنه يغير اسمها من خوفو لـ
“عبث الأقدار”، ونيجي في الموقف ده فـ نشوف أن نجيب محفوظ ما اعترضش ولا
قعد يقول دي روايتي وما حدش يتدخل فيها ويغير لي اسمها، ولا قال أنا حر.. إطلاقًا،
كل اللي عمله أنه سمع الكلام من سُكات، وما اعترضش لحد ما دارت به الأيام، وجاء
اليوم اللي لام فيه نفسه وانتقدها بقسوة، وعن الرواية دي بالذات قال: “أضحك
على نفسي من أسلوب هذه الرواية؛ إذ إنني كنت مشبعًا وقتها بأنماط من التعبيرات
اللفظية الفخمة التي كنا نحفظها عن ظهر قلب، ولم أدرك وقتها ضرورة خضوع وسيلة التعبير
لطبيعة موضوع الرواية الذي أتناوله، فكان الموضوع فرعونيًا فيه نوع من الخيال
التاريخي، ولكنه يستخدم ألفاظ العربي الجزلة الفخمة الفصيحة من أول الرواية إلى
آخرها، ومن ثم لازمها التنافر”.
صعب تلاقي حد رأيه
سلبي في نفسه، معظم الناس شايفة أنها أحسن وأفضل طول الوقت، خاصة لو كانت في حجم
ومقدار نجيب محفوظ، وقسوته على نفسه ومراجعته المستمرة لها جعلته يبتكر أسلوب شفاف
خاص به، لكن في نفس الوقت ما تحسش وأنت بـ
تقرأه بكيانه اللغوي، ولا يصدمك، مش كده وبس لأ ده بـ يعيد صياغة اللغة العامية
باللغة العربية اللي تقدر توصل المعلومة بطريقة ولا هي ضخمة، ولا هي مبتذلة.
الكتاب جميل وموضوعاته
كثيرة، أجمل ما فيه أنه بـ يعرفك عن قرب على نجيب محفوظ، وبـ يخليك تتعرف عليه صح،
والناقد د. صلاح فضل مش بـ يتكلم فيه بلغة رخمة، ولا بطريقة النقاد المكلكعين اللي
يقفلوك من القراءة، وبجد لما تقرأه نفسك هـ تتفتح أنك تقرأ لنجيب محفوظ، وهـ تلاقي
نفسك عامل خطة أنك تقرأه علشان تستكشف العالم المميز اللي نجيب محفوظ بـ يدخلك
فيه.
لكن لو أنت مش من
هواة القراءة ولا بـ تحب أسلوب نجيب محفوظ وما لكش مزاج ولا وقت ما أنصحكش تقرأه.