The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

أهرامات الجيزة، يعني التاريخ والحضارة.. يعني أهم وأضخم منطقة أثرية في العالم كله.. يعني مكان كل شبر فيه بيحمل قصة من تاريخ مصر العظيم. لكن رغم أهمية المكان، إلا إنه عانى من إهمال كبير في السنوات اللي فاتت، وأصبحت تجربة زيارة الأهرامات تجربة سلبية بالنسبة لكتير من السائحين اللي كانوا دائمًا بيتسائلوا ليه مصر مش مهتمة بالمنطة العظيمة دي أكتر من كدة.

وبالفعل قرأنا على وسائل التواصل الاجتماعي شهادات حقيقية لأجانب وثقوا فيها خيبة أملهم عند زيارة المنطقة، خصوصًا حديثهم عن غياب الخدمات، وعن منطقة نزلة السمان اللي بتحيط بالأهرامات، وهي منطقة شعبية سيئة التخطيط، بتعاني من زحام وضوضاء، ومليانة بالباعة الجائلين ومؤجري الخيول، اللي تعاملهم مع الأجانب والعرب بيكون في بعض الأحيان خالي من الإحترافية.

لكن مصر الجديدة قررت تغير كل ده، وأصبح في خطة الحكومة الحالية حلم كبير وضخم لتطوير المنطقة دي للأفضل، وتحسين خدماتها، وبالفعل بدأ العمل الجاد لإعادة الجمال والرقي لأهرامات الجيزة، اللي بتعتبر جزء من مدينة منف القديمة، واللي كانت العاصمة المصرية على مدار أحقاب تاريخية كتيرة من عصر الدولة القديمة، وحتى بداية حكم الإسكندر الأكبر.

وبتضم المنطقة الأثرية الهرم الأكبر للملك خوفو، اللي بيعد الأعجوبة الوحيدة الباقية من عجائب الدنيا السبع القديمة، إضافة إلى 38 هرم في الجيزة وسقارة وأبو صير ودهشور، وحوالي 9 آلاف أثر ومقبرة من فترات مختلفة من عصر الأسرة الأولى حتى العصر اليوناني الروماني.

وبيقول تقرير حديث نشره موقع سكاي نيوز، إن مخطط الحكومة المصرية لتطوير المنطقة بيهدف إلى استرجاع الصورة التاريخية لمنطقة الأهرامات وتعظيم قيمتها الأثرية، عن طريق تحويل الحرم الأثري بهضبة أهرامات الجيزة لمتحف مفتوح والاتصال بفروع نهر النيل، وكمان إقامة منطقة الفنادق شمال منطقة المتحف المصري الكبير وشمال شرق فندق مينا هاوس، وتوطين الخدمات السياحية أسفل هضبة الأهرامات.

والهدف من خطة التطوير، هو الحفاظ على المنطقة الأثرية من التلوث والضوضاء؛ اللي بتؤثر على سلامة الأثار.

وفي حواره مع سكاي نيوز، بيقول مدير عام منطقة آثار الهرم، أشرف محيي الدين إن التطوير بيشمل نقل مدخل المنطقة الأثرية من المدخل الحالي الموجود بجوار فندق مينا هاوس وقسم الأهرام، إلى طريق الفيوم، لتأهيل الزائر بصريًا، علشان يبقى جاي من الصحراء بعيد عن الزحام، وهيكون موجود في المدخل الجديد جراج ضخم مُعد لاستتقبال أكثر من 3 آلاف أتوبيس وسيارة.

وعن تفاصيل التحرك داخل المنطقة الأثرية، بيقول مدير عام منطقة آثار الهرم: بمجرد الدخول هيلاقي الزائر طريقه إلى التذاكر، مقسمة إلى 3 أماكن: أجانب ومصريين، إلى جانب أماكن مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، واللي هتتوفر لهم كمان مسارات سير، ودورات مياه خاصة بهم.

وبتبدأ الجولة في المشروع الجديد بجولة داخل مركز الزوار، اللي بيضم قاعة سينما هتعرض فيلم قصير مدته حوالي 7 دقائق بيحكي تاريخ وحفائر المنطقة الأثرية، كمان هيكون فيه “ماكيت” في منتصف مركز الزوار عبارة عن تجسيد للأهرامات والمقابر الأثرية.

وبمجرد الخروج من قاعة كبار الزوار هيلاقي الزائر أتوبيس كهربائي، هيصاحب الزائر في رحلة مكونة من 6 محطات مختلفة داخل المنطقة الأثرية بتبدأ من مركز الزوار ثم البانوراما، مرورًا بالهرم الأول والثاني والثالث، وصولًا إلى أبو الهول ثم العودة إلى مركز الزوار مرة تانية، ومدة الانتظار بين كل أتوبيس والتاني مش هتتعدى 4 دقائق.

كمان هيكون فيه لخدمات بجوار المدخل الجديد؛ هتشمل نقطة شرطة للسياحة والآثار ومبنى دفاع مدني، ومبنى لسيارات الإسعاف، بالإضافة إلى مبنى إداري لمفتشي الآثار، ده غير عدة مطاعم تم افتتاح أولها مؤخرًا وهو مطعم “ناين براميدز لاونج”، اللي بيعتبر أول مطعم صديق للبيئة.

ولحل مشكلة كانت بتزعج الزوار في الماضي، تم التعاقد على 30 دورة مياه عامة متنقلة مزودة بخزانات مياه مراعاة لطبيعة المنطقة الأثرية، كمان هيتم توفير خدمات إنترنت هوائي، مع تصميم تطبيق للهواتف المحمولة، بيقوم بشرح المناطق الأثرية، وتوضيح خرائط المنطقة بالكامل.

كمان هيتم تطوير المنطقة المحيطة بالأهرامات علشان تشمل تحسين المداخل والطرق المؤدية إليها، وإنشاء ممشى سياحي، بالإضافة إلى إزالة جزء من منطقة نزلة السمان للكشف عن معبد الوادي ومدينة العمال الموجودين تحت المنطقة، مع إعادة توطين الأهالي وتعويضهم.

ومن المتوقع افتتاح المنطقة منتصف عام 2021 بالتزامن مع افتتاح المتحف الكبير.