The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

معالم وسياحة -
مقترح

حادي بادي كرنب زبادي.. هنا خانقاه بيبرس الجاشنكير ومقام “سيدي محمد البغدادي”

اكتشف القاهرة اكتشف مصر الجمالية بيبرس الجاشنكير سيدي محمد البغدادي مدرسة وخانقاه بيبرس الجاشنكير
حادي بادي كرنب زبادي.. هنا خانقاه بيبرس الجاشنكير ومقام “سيدي محمد البغدادي”
بواسطة
Nagla Ashraf

الصور: نجلاء أشرف

في الشوارع الضيقة الموجودة في منطقة الجمالية والدرب الأصفر وفي الشارع اللي جنب بيت السحيمي، هتشوفوا باب كبير بيوصل لخناقاه ومدرسة بيبرس الجاشنكير (الخانقاه هو المكان الذي ينقطع فيه المتصوف للعبادة) واللي كمان فيها مقام الشيخ محمد أمين البغدادي.

بس يا ترى مين هو بيبرس الجاشنكير، وليه لم يدفن في المكان اللي بناه لنفسه؟ هو السلطان الملك المظفر ركن الدين بن عبدالله المنصوري الجاشنكير وبدأ يبني الخانقاه والمدرسة سنة 706هـ / 1306م من قبل ما يمسك السلطنة وكملت الأعمال سنة 709هـ / 1310م. وزي ما معروف إن في الفترة دي كان أمراء المماليك بيحبوا يسيبوا للشعب مدرسة أو جامع أو سبيل في شارع معروف على أمل أن الشعب يحبهم ويترحم عليهم لما يموتوا.

الغريب إن المصريين كانوا بيتشائموا من بيبرس الجاشنكير لأن في عهده حصل قلة في منسوب النيل وانتشر الفقر في المحروسة.

نيجي بقى لحاجة ثانية موجودة في المكان، وهي مقام الشيخ محمد أمين البغدادي.

“حادي بادي.. كرنب زبادي.. سيدي محمد البغدادي.. شالوا وحطه كله على دي.. سيدي عيسى.. بدي هريسة.. وفستق أخضر ..من الشجرة دي” فاكرين الأغنية دي؟ هو ده سيدي محمد البغدادي.

مقام الشيخ محمد أمين البغدادي انتقل لمدرسة بيبرس الجاشنكير سنة 1965 ميلاديًا وتم ودفنه في القبة وهو كان نقشبندي الطريقة ودخل مصر بعد إقامته في المدينة المنورة سنة 1914 ميلاديًا، وفضل فيها من الوقت ده. وشيخه كان الشيخ عبد القادر الجيلاني ومشايخ تانية.

أما عن المكان فأول ما بتدخل من باب الخانقاه بتلاقي على إيدك الشمال لافتة مكتوب عليها : “هنا مقام إمام العارفين الشيخ محمد أمين البغدادي” وبتمشي في مرر موازي للمربع مليان زبل حمام واللي فيه الخانقاه والمدرسة بيوصلك على القبة اللي فيها المقام.

بتشوف الأول باب خشب مفرغ من النص معمول بالأرابيسك على شكل مثلثات مفرغة بتشوف من خلالها المقام، أما إيوان القبلة جوه فهو في وسط المربع اللي مبني فيه الضريح الخشبي، والألوان اللي منقوشة عليه مدهشة من جمالها ما بين الذهبي  والبني والأحمر، كأنها لسه معمولة! غير الآيات القرآنية اللي معمولة بمياه الذهب، والشبابيك المعشقة بزجاج ملون في القبة نفسها.

 بتخرج من المقام من نفس الباب علشان توصل للخانقاه اللي طولها حوالي 29.5 متر وبتلاحظ أنها متصممة في شكل مربع، على الناحيتين أبواب الخلوات الصغيرة اللي كانوا بيستخدموها زمان في الخانقاه وكانت بتستخدم علشان المريد أو التلميذ يرتقي بروحه أكثر ويخرج عن شهواته الدنيوية، وكان عددها زمان حوالي 100 خلوة طبعًا اختفى معظمها مع آثار الزمن.

وأول ما بتدخل بتلاحظ وجود الحمام اللي سكن المكان من سنين كتير وبقى ده أشبه ببيته، حتى المصلين اللي بيجيوا علشان يصلوا بقوا ياخدوا بالهم من زبل الحمام اللي في كل حتة في المسجد فلازم تمشي على السجادة اللي حاطينها أو تستخدم جزمتك لحد سجادة المسجد الرئيسية أو المدرسة واللي برضه لسه محتفظة بجمالها ورونقها برغم بساطتها.

جنب الباب اللي بتدخل منه فيه باب تاني صغير قبل مصلى السيدات بيودي على المضيأة، واللي معمولة بشكل بديع خشبي، وحراس المكان زرعوا جنبها زرع زينة متسلق مدي بهجة للمكان بالرغم  من كسر بعض الأخشاب، وتقدر كمان تشوف المأذنة بوضوح اللي النقوش المملوكية ظاهرة فيها ببراعة، وهي مكونة من 3 أدوار وفي نصها باب مستطيل علشان المؤذن، ومزينة بكورنيش (دوائر محفروة لجوه بشكل متكرر متوازي تحت وجنب بعض) بس درابزيه وقع مع الزمن للأسف.

المكان جميل جدًا وفيه طاقة مبهجة مع الحمام اللي بيطير وصحن المدرسة المفتوح كأنك خرجت بره أسوار القاهرة وسافرت لجزء بره العالم بيعيش فيه الحمام بسلام وسط خلوات الصوفية والمدرسة اللي شهدت على دروس علم كتير على مر السنين. صحيح الصانع كان مملوكي بيحاول يبقى كويس ومش عارف لكن اللي استقر بيه الحال فيها حد فضل الأطفال يتغنوا باسمه حبًا فيه لحد وقت قريب جدًا.

مقترح