The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

معالم وسياحة

ليلة رمضانية في السلطان حسن ما بين جمال المسجد وسوء الإدارة

ليلة رمضانية في السلطان حسن ما بين جمال المسجد وسوء الإدارة
بواسطة
Nagla Ashraf

مابين مساجد كتير لها شكل مميز وتاريخ وتبهرك بجمال معمارها إلا إن مسجد “السلطان حسن” قدر يجمع بين جمال العمارة وخفة الروح، لأنه مش بس شكله حلو لكن طريقة بناءه اللي فيها صحن مكشوف للسماء واللي هو عبارة عن مربع مفتوح السقف وفي وسطه مبنى دائري للوضوء وقبة دائرية مكتوب عليها آية “اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”، خلت الجو فيه جميل يساعدك تحس بجمال الصلاة وتفصل عن صخب الحياة وسرعتها وده اللي استمر طول السنين اللي فاتت خاصة في رمضان في صلاة التراويح.

روحنا في زيارة لمسجد السلطان حسن لصلاة التراويح وحبينا ننقل لكم تجربتنا لأن المكان مميز ويستاهل إن الإنسان يقعد فيه أطول فترة ممكنة لولا بعض الأشياء اللي لاحظناها ونتمنى إنها تتصلح، بس الأول محتاجين نعرف حبة معلومات عن السلطان حسن.

الحكاية فيها نية

مسجد ومدرسة السلطان حسن اتبنى في عهد المماليك وبالتحديد السلطان حسن بن الناصر محمد بن قلاوون، والمهندس اللي بناه -علشان إحنا دايمًا ببنسى ندي المهندسين حقهم- هو “محمد بن بيليك المحسني”، المسجد فضل يتبني سنين وأتكلف كتير جدًا لدرجة أن السلطان حسن كان هيوقف البناء فيه لولا أنه صعب عليه الفلوس اللي اتحطت فيه تترمي في الأرض.

لكن ما بين روايات كتير في تاريخ المسجد حبينا ننقل لكم أن السلطان حسن خصص المسجد أنه يُلحق بيه مدرسة لطلب العلم الشرعي. والمسجد له أربع جوانب للمدارس الفقهية الأربعة (الشافعية والمالكية والحنفية والحنبلية).. السلطان حسن وظف في المسجد مدرسين ومراقبين، فلكل مذهب فيه فقيه ومعاه 100 طالب تخيلوا يعني 400 طالب، غير شيخ  لتفسير القرآن ومعاه 30 طالب ومُقرء لقراءة الحديث ومعاه 30 طالب برضه، ده غير المكتبة الخاصة للطلاب ومكتبين يعلموا الأيتام القرآن والخط، وطبعًا ماينفعش يعمل كل ده من غير ما يخصص لهم أطباء أيوة، 3 دكاترة في تخصصات مختلفة علشان يعالجوهم.

وكل ده هو متكفل بإطعامهم وبيديهم مرتب تخيلوا كل ده عمله السلطان حسن، الحكاية مش فكرة جامع وخلاص، ده غير أنه المسجد كان بيتخذ ملجأ للجنود في أوقات الحروب واتعرض للترميم أكتر من مرة خاصة للسلم اللي بيوصل لمنارتين المسجد.

 

 

الصمت في حرم الجمال جمال

أول ما بتوصل بالقرب من مسجد الرفاعي بتلاقي في وشك بوابة كبيرة حديد بعدها بتلاقي ممر أول ما بتدخله بتحس أنك رجعت بالزمن للوراء، لعصر من الجمال والنور.

على إيدك اليمين مبنى جامع الرفاعي الضخم، وعلى إيدك الشمال مبنى جامع السلطان حسن واللي بتطلع له بسلم طويل لأنه مبني على مرتفع عالي وطول ما أنت ماشي في الممر الهواء بيزقك وينعشك لأنه ممر وسط مبنيين ضخمين فملقف هواء، وكأن الجو بيجهزك للدخول لمملكة قديمة تاريخية كل حجر فيها بيشهد على معركة بين حق وباطل، سواء معركة نفسية أو معركة جسدية.

في وش سلم السلطان حسن فيه يافطة عليها تاريخ المسجد والمدرسة ومين اللي بناه، علشان تعرف قبل ما تدخل تاريخ الحاجة اللي بتزورها. بعد ما بتطلع السلم بتسيب جزمتك في الجزامة مع خادم المسجد وتاخد رقم، وتمشي في ممر تاني بتطلع له كم سلمة صغيرة، وفي الممر ده فيه مدخل للمدرسة القديمة مقفولة حاليًا، وبعدين بتمشي فيه مسافة 3 دقائق قبل ما تدخل المسجد وأول حاجة بتشوفها هو الصحن المفتوح المربع اللي جواه سقاية الوضوء وبعد كده بتشوف المربع اللي فيه المنبر والألوان الباهتة من أثر السنين للزخرفة الإسلامية وبعض الآيات القرآنية بالخط الكوفي، مع بعض القناديل اللي بقى جواه لمض ومنقوش عليها آيه ” اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”، والناحية دي بيصلي فيها الرجال مع الناحية الشمال.

أما الناحية اليمين واللي وراء الناحية اللي فيها المنبر فمخصصة للسيدات، ويعتبر ده من المساجد القليلة اللي السيدات بتصلي فيه وراء الرجال عادي من غير عازل. لكن بالنسبة للزخرفة فكلها في أول مربع عند المنبر باقي الأضلاع مافيهمش زخرفة.

 

 

بين السماء والأرض ماضي عريق وحاضر حزين

ماضي مسجد ومدرسة السلطان حسن العريق في طلب العلم والصلاة خلى المسجد له روح جميلة صافية، واللي استمرت الدروس فيه لفترة من الزمن كانت أنوار العلم بتنوره لحد ما اتوقفت، وأتوقفت الأنوار. برغم أن الهواء كان جميل في وقت زيارتنا إلا أن إيد الإهمال اللي في المسجد خلتنا نروح وكلنا حزن على الجمال اللي بيهمل في بلدنا كالعادة، السجاجيد كانت ريحتها سيئة للغاية فننصحكم يكون معاكم سجادة خاصة بكم، غير أن صوت الميكروفون كان فيه صدى صوت خلانا مانعرفش نسمع صوت الآيات بوضوح ودي أكتر حاجة ضايقتنا لأننا ماسمعناش أي حاجة تقريبًا وإحنا بنصلي.

فلو رحتم يبقى معاكم مصحفكم الخاص بيكم لحد ما يعرفوا يصلحوا الميكروفون. أما بالنسبة للوضوء فخلوا بالكم أن مكان الوضوء خارج المسجد تحت مش في النص زي زمان، فلو حبيتم تتوضوا قبل ما تصلوا تتوضوا قبل ما تدخلوا المسجد، ويستحسن  يكون معاكم زجاجة المياة الخاصة بيكم برضه برغم وجود كولدير صغير بلاستك في المسجد إلا أنه بيكون زحمة. برضه من الأشياء اللي قطعت علينا الإحساس بالسكينة في المسجد هي صوت لعب الأطفال وجريهم، وده طبيعي لأن المسجد واسع ويساعد على اللعب بس برضه بيشتت المصلين.

وبرغم إننا من المترددين بشكل شبه دائم في السنوات الأخيرة لمسجد السلطان حسن، إلا إننا نقدر نقول بشكل صريح إن المسجد كان حزين وأغلب الناس مشيت من أول أربع ركعات مابين ناس مش سامعة وناس مش حاسة، ماكنش فيه خطبة في النص أو دعاء مجرد 11 ركعة بالشفع والوتر وراء بعض واستراحة 10 دقائق في النص صامتة. أما الصلاة فبدأت من بعد العشاء وخلصت الساعة 10 يعني حوالي ساعة وتلت، وطبعًا عمال المسجد بيمشوا الناس على طول علشان ممنوع التواجد في المسجد بعد الصلاة.

السلطان حسن كنز مهمل

وسط حزن شديد نتمنى إن المسجد يتم الأهتمام بيه من تاني سواء بترميمه خاصة السقاية اللي في الصحن  والمفروض يكون فيها مياة للوضوء أو الشرب واللي اتشال منها المياة للتسريب، أو للنور اللي بيروح شوية بشوية من السلطان حسن مش نور الكهرباء لكن نور العلم والسكينة والسعادة. المسجد لو تم إحياؤه  وترميمه ممكن يعمل سياحة داخلية للمكان أكتر ما أي حد يتخيل لأن جمال العمارة فيها مبهر وجمال الروح هناك ساحر يكفي ضوء القمر اللي بتشوفه في الصحن المكشوف والهواء وهو بيشيل عنك هموم وزحمة الحياة.

مقترح