The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

مسجد أثر النبي.. سيرة نبوية محفوظة بين جدران القاهرة
بواسطة
Mohamed Talaat

تحيلوا لما تدخلوا مكان عتيق يحمل بين جدرانه قطعة من التاريخ النبوي في قلب القاهرة، وبالتحديد بمنطقة مصر القديمة شارع “أثر النبي” اللي سُمي على اسمه، وفيه واحد من أهم المساجد التاريخية المهمة بالقاهرة، والمسجد ده مش مجرد معلم أثري لكنه هو “رباط” للآثار النبوية اللي انتقلت عبر الأجيال لتحكي قصصًا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وخلال السطور اللي جاية هنقولكم على تفاصيل مقتنيات الرسول اللي بني خصيصًا لها مسجد أثر النبي وما تبقى منها وما نقل.

مسجد أثر النبي قديمًا
مسجد أثر النبي قديمًا

رحلة الآثار النبوية

تاريخ المسجد يبدأ في عام 707 هجرية و1307 ميلادية في العصر المملوكي، لما الوزير المملوكي تاج الدين محمد بن الصاحب اشترى مجموعة من الآثار النبوية من قبيلة بني إبراهيم في ينبع بالحجاز، وكانت الآثار دي كنزًا مقدسًا، ومنها قطعة خشبية عليها أثر قدمين الرسول بالإضافة إلى أدوات شخصية مثل المكحلة، وقصعة طعام، ومصحف يقال إنه بخط علي بن أبي طالب رضي الله عنه بنفسه، ويقال أنه اشتراها بمبلغ 60 ألف دينار فضة كما ذكر ابن بطوطة في كتاباته، ووقتها كان مبلغ مهول.

ليبدأ بعدها الوزير تاج الدين في بناء المسجد ليكون مستودع آمن للآثار النبوية، ولكن توفى قبل اكتمال البناء فاستكمله من بعده ابنه ناصر الدين محمد، ليصبح المسجد فيما بعد مزارًا دينيًا ومكانًا يتبرك به الناس.

قطعة من النيل

على مر العصور، تعرض المسجد للعديد من التغييرات والترميمات، في عهد الوالي العثماني إبراهيم باشا، تم تجديده عام 1071 هجرية 1661 ميلادية، ولكن أبرز الترميمات كانت في عهد محمد علي باشا، وتحديدًا عام 1809 ميلادية على يد محمود حسن باذرجان باشا، اللي أعاد للمسجد رونقه بعدما خربت أجزاء منه.

ورغم هذه الترميمات المتعددة، لا يزال المسجد يحتفظ بقطعة الأثر النبوي الرئيسية، وهو الحجر المائل للحمرة اللي بيحمل أثر القدمين، والذي يقع في حجرة صغيرة تطل على النيل، ليظل رمزًا دينيًا وتاريخيًا يربط الماضي بالحاضر.

كنوز انتقلت والذكرى باقية

مع مرور الوقت، ونظرًا لأهمية هذه الآثار، نُقلت جميع الآثار أكثر من مرة إلى أماكن أكثر أمانًا، واستقرت أخيرًا في غرفة الآثار النبوية بمسجد الإمام الحسين في منطقة الجمالية، وبقي فقط الحجر اللي بيحمل أثر القدمين، وتم نقل مقتنيات النبي الأثرية لحمايتها من السرقة ومرت بمراحل نقلها قبل الاستقرار في مسجد الحسين إلى قبة الغوري، مسجد السيدة زينب، خزانة الأمتعة في القلعة، ديوان وزارة الأوقاف، وقصر عابدين.

وعلى الرغم من نقل معظم الآثار النبوية ولكن يظل مسجد “أثر النبي” شاهدًا على رحلة هذه المقتنيات المقدسة، وجزءًا لا يتجزأ من التراث الإسلامي لمصر، ويجمع بين التاريخ والعمارة والروحانية في مكان واحد.

الوصول إلى مسجد أثر النبي

لو حبيتوا تزوروا مسجد أثر النبي ممكن توصلوا له من خلال المترو والنزول بمحطة الزهراء وأخذ أي مواصلة من هناك للوصول لشارع أثر النبي.

أو من خلال المواصلات العامة لهيئة النقل العام وسيارات السرفيس اللي بتمر على منطقة دار السلام وتنزلوا أول الشارع والتمشية للمسجد.

كمان تقدروا تروحوا بالسيارة الخاصة فقط تكتبوا على الـGps مسجد أثر النبي ويفضل تركنوا بره الشارع والتمشية لداخل شارع المسجد.

مقترح