The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الصورة الرئيسية: مصطفى شريف

الصورة الداخلية: مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي

في شارع باب الوزير، وسط زحمة القاهرة القديمة ونبضها اللي ما بيهدأش، هتلمح مبنى مهيب بيحكي من أول نظرة عن مجد راح لكنه لسه عايش. ده مش مجرد مسجد، دي حكاية إنسانية محفورة في الحجر.. اسمه مسجد أيتمش البجاسي.

الأمير أيتمش بناه سنة 1383م في عزّ دولة المماليك، علشان يكون مكان للعلم والعبادة، وسكن للتجار، وحوض بيطفي عطش المسافرين. ورغم مرور السنين وتغير الأحوال، لسه المكان محافظ على روح صاحبه.. متواضع، جميل، ومليان تفاصيل بتخطف القلب قبل العين.

جمال المسجد بيبدأ من الواجهة اللي بتطل على شارع باب الوزير، فيها قبة شاهقة بزخارف دقيقة، وسبيل له شباكين، ومدخل بيقولك “أهلاً” بطريقته. جوّه، هتلاقي إيوان القبلة اللي بسيط في تصميمه لكن فيه هدوء وسكينة مش بتتكرر.

سنين طويلة فاتت والمكان كان بيعاني.. رطوبة، تآكل، شروخ، والمئذنة نفسها كانت مهددة. لكن بدأت رحلة إنقاذه سنة 2006، ضمن مشروع تطوير القاهرة التاريخية، واللي استمر سنين لحد ما رجع المسجد لحالته الأصلية تقريبًا، وفضل واقف بشموخه يشهد إن فيه ناس لسه بتحب وتحافظ على تراثها.

مش بس رمموه، لكن كمان أنشأوا قاعة مناسبات لخدمة أهالي المنطقة، وميضأة ودورات مياه، علشان يفضل المكان حي وسط أهله، مش بس تحفة معمارية بنعدي عليها.

في مايو 2015، اتفتح المكان من جديد، بحضور وزير السياحة والآثار، ورجع ينور الدرب الأحمر، ويا سلام على إحساسك وأنت داخل تصلي أو حتى تتأمل التفاصيل.. هتحس إنك رجعت خطوات في الزمن.