The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

عمر مراد

الروائح الحلوة مرتبطة بالأماكن والأشخاص، وبتخلق جوانا ذكريات، لأن مع كل رائحة بنشمها بنفتكر موقف وذكرى معينة مرت علينا أو مكان شميت فيه الرائحة دي، وكفيلة بأنها تخلينا عاوزين نحافظ عليها ونشمها كل يوم علشان نعيد نفس الذكرى والإحساس، ودا اللي حصل مع السلطان الأشرف برسباي وهو السلطان الـ32 في ترتيب سلاطين المماليك واللي شهد عصره ازدهار كبير جدًا في عدة مجالات.

 بعد ما قدر ينتصر ويفتح قبرص في عام 1425م، السعادة وقتها كانت مالية الدنيا وارتبطت هنا برائحة المسك والعنبر لأنها كانت من الروائح المفضلة للسلطان وبتشعره بالفرح، فقرر يبني مكان يوهب الزوار الأمن والطمأنينة والسعادة والروحانيات، ويلاقوا في المكان دا كل الروائح الطيبة، فأمر ببناء مسجد ومدرسة حملت اسمه بجوار وكالة العنبريين بالمعز حيث كل الروائح الجميلة، ودا كان من أحد مساجد السلطان الثلاثة اللي بيحمل اسمه بعد مسجدي السطان الأشرف بيرسباي بالخانكة، ومسجد ثاني بقرافة المماليك ودا اللي اتدفن فيه.

المسجد اتبنى على نظام المساجد ذات التخطيط المتعامد، يعني بيتكون من صحن مكشوف بيحيط به أربع إيوانات مختلفة، وواجهة المسجد الرئيسة بتطل مباشرةً على شارع المعز، ألوان المسجد اللي من عشرات السنين ما زالت موجودة على كل جدرانه.

 بالنسبة لأبوابه وشبابيكه، فصُنعت من النحاس والخشب واللي منقوش عليها بعض العبارات بتمجد السلطان زي “عز مولانا السلطان المالك الملك الأشرف برسباي عز نصره”. أبوابه وشبابيكه بعظمتها تحس إنها بتوصل رسالة لأي حد بيحاول يأذي المسجد.

بعد زيارة المسجد والاستمتاع بروائحه وسكينته، تقدر تأخد جولة في شوارع منطقة الأزهر الجميلة.