The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

قصر الأمير سعيد حليم.. تحفة أثرية حزينة في قلب القاهرة
بواسطة
Mohamed Talaat

مصدر الصور: ويكيبيديا

في شهر أبريل 2023، صدر حكم مهم يخص واحد من أجمل قصور القاهرة التاريخية. قضت دائرة الإزالات بمحكمة القضاء الإداري، بإلزام مجلس الوزراء ووزارات الآثار والداخلية ومحافظة القاهرة بإجراء الصيانة اللازمة لحماية قصر الأمير سعيد حليم المعروف بقصر “شامبليون”. الحكم ده كان في مصلحة القاهرة وتاريخها، لأنه رغم إنه مسجل رسميًا كمبنى أثري في مصر، لكنه للأسف مر بفترة طويلة من الإهمال والتجاهل، وده خلى كل ملامح القصر حزينة.

تعالوا نتعرف أكتر على حكاية القصر العظيم ده.

 

تاريخ القصر

القصر معروف خطأ باسم قصر شمبليون بسبب وجوده في شارع شمبليون، وده خلى ناس كتير فاكرين إنه قصر العالم الأثري شمبليون، اللي فك رموز حجر رشيد واللغة المصرية القديمة، لكن الحقيقة إن القصر ده أنشأه الأمير سعيد حليم حفيد محمد علي باشا سنة 1895 كهدية لزوجته، وكلف المعماري الإيطالي الشهير”أنطونيو لاشياك” بتصميم القصر والإشراف على بنائه، و”لاشياك” صمم كتير من المباني الشهيرة في القاهرة، منها قصر المنتزه والمقر الرئيسي لبنك مصر، واستغرق بناء القصر حوالي 4 سنين.

الغريب أن زوجة الأمير سعيد حليم رفضت الإقامة في القصر، وفضلت إنها تعيش في قصر تاني، على الرغم من بناء القصر مخصوص لها.

وبعد قيام الحرب العالمية الأولى سنة 1914، وبسبب معارضة الأمير سعيد دخول تركيا الحرب ومعاداته السياسة الإنجليزية تم تقليص سلطاته، وتم عزله من منصبه كرئيس للوزراء، وتم مصادرة القصر، وفي سنة 1921 تم اغتيال الأمير سعيد حليم في روما.

وفي عام 1934 أصدر الملك فؤاد الأول مرسوم بتحويل قصر الأمير سعيد حليم إلى مدرسة تابعة لوزارة المعارف، وأطلق عليها المدرسة الناصرية، واتحول القصر لمعسكر تدريب الضباط وقت ثورة يوليو 1952، وبعدها أخلَت المدرسة القصر وفضل مقفول ومهجور.

تم بناء القصر على مساحة 4781 متر مربع، وتم تصميمه على نمط الطراز “الباروك”، اللي انتشر في أوروبا خلال عصر النهضة، والقصر عبارة عن مبنى رئيسي من طابقين وبدروم وجناحين، وبيطل على 4 واجهات بتحيط بالقصر، الواجهة الرئيسية بتتميز بنمط معماري رائع مع تماثيل فخمة.

الطابق الأول من القصر عبارة عن بهو كبير بيمتد بطول القصر وبينتهي بسلم مزدوج بيؤدي للطابق العلوي، وللطابق الأول 6 أبواب بتفتح على غرف واسعة، والطابق الثاني زي الأول بالظبط. وللقصر كمان بدروم بيحتوي على غرف للخادمات، ومطبخ وحجرات للتخزين، ودورات مياه، أما الجناحين فعبارة عن عنابر فيها غرف كبيرة.

بيتميز القصر بوجود زخارف بارعة الجمال عبارة عن رسومات لنباتات وحيوانات وأشكال هندسية، أما نوافذ القصر الخشبية فبتحتوي على عقود نباتية ليها أزهار، وأشكال لدروع وفيونكات للتزيين، إضافة إلى أنه بيتميز بإضاءة مميزة جدًا، لأنه بيحتوي على مصابيح للإضاءة الليلية تحت التماثيل بتخلي القصر تحفة معمارية.

وبعد غلق القصر لفترة طويلة صدر قرار في عام 2000 بضم القصر لوزارة الثقافة وترميمه، وقدم المجلس الأعلى للآثار مشروع مشترك مع معهد بحوث التنمية الفرنسي في القاهرة لترميم القصر وتحويله لمتحف يحكي تاريخ القاهرة، ولكن للأسف ماتمش تنفيذ المشروع، وفضل القصر طول السنين اللي فاتت بيعاني من الإهمال والفوضى، مع انتشار حكايات –مالهاش أساس طبعًا- عن وجود أشباح داخل القصر.

فريق كايرو 360 بيتمنى إن القصر ده يتحول لمتحف عظيم ينور العاصمة المصرية، وإحنا هنكون أول ناس تزوره!

مقترح