The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

معالم وسياحة -
مقترح

رحلة لسوق برقاش.. عالم الجمال اللي بيحكي حكاية مصر القديمة (صور)

أسواق مصر الأسواق الشعبية الإبل في مصر التراث المصري التصوير في القاهرة الجمال السودانية الجيزة المزادات خروجات مجانية سوق برقاش
رحلة لسوق برقاش.. عالم الجمال اللي بيحكي حكاية مصر القديمة (صور)
بواسطة
Cairo 360

النص: محمد طلعت

الصور: كريم البنا

الرحلات اللي بتخليك تكتشف مصر الحقيقية مش دايمًا بتكون في المتاحف أو المعابد، أحيانًا بتكون في قلب سوق بسيط، مليان غبار وأصوات وفصال وضحك ودهشة.

هناك، في قرية برقاش بمحافظة الجيزة، ممكن تقضي يوم كامل في أشهر وأقدم سوق للإبل في مصر والعالم العربي، علشان يعيش تجربة مختلفة توثق جانب نادر من تراثنا الشعبي.

فلو نفسك تعيش يوم من حياة مصر القديمة من غير ما تخرج من الجيزة، تعالى معانا رحلة لسوق برقاش.. المكان اللي لسه بيحافظ على جزء من روح البلد القديمة، بكل ما فيها من حركة، وأصوات، وتفاصيل بتحكي عن تراث مصر وتاريخها.

 

من أول لحظة تدخل فيها السوق، بتحس إنك سافرت بالزمن لورا. المكان على مساحة 25 فدان، والجو فيه خليط بين أصوات التجار، وخطوات الجمال وهي بتتحرك في الغبار، ورائحة الطين والشمس.

السوق ده ليه تاريخ طويل.. بدأ زمان في إمبابة، وبعدها اتنقل لـ البراجيل، واستقر في قرية برقاش بالجيزة سنة 1995، ومن وقتها بقى قبلة لتجار الإبل من كل أنحاء مصر، وكمان من دول إفريقية زي السودان وكينيا وجيبوتي والصومال.

كل جمعة وأحد، السوق بيبقى في عز نشاطه. التجار بييجوا من الفجر، وكل واحد فيهم عينه على جمل بعينه. البيع بيتم بالمزاد، وأصواتهم بتملأ المكان.

بس برقاش مش بس للتجار.. السوق ده كمان بقى مقصد لعشاق التصوير واللي بيدوروا على خروجة غير تقليدية، مجانية ومليانة طاقة وروح. ومنهم المصور المصري المحترف كريم البنا، اللي قضى يوم كامل يوثق الحياة في السوق بعدسته.

قدر كريم يصور اللحظات اللي ساعات بنعدي عليها ومش بناخد بالنا منها.. نظرات التجار، نَفَس الجمال وهي بتتحرك، لحظة المزاد، وضحكة طفل بيتفرج لأول مرة على المشهد.

قدر كريم بصوره يقدم السوق وكأنه متحف مفتوح، التفاصيل فيه مش ممكن تتكرر.. كل لقطة بتحكي حكاية، وبيظهر في الصور كل جمل كأنه شاهد على تاريخ طويل من الرحلات والتجارة.

وبين الحكايات اللي بيسمعها الزائر، تلاقي تاجر بيقول بفخر: “الجمال دي يا بيه جاية من السودان على درب الأربعين.. أربعين يوم ماشية في الصحرا، لحد ما توصل هنا. السوق ده عمره ما وقف، طول عمره شاهد على الرحلات دي.”

فعلاً، الجمال بتقطع آلاف الكيلومترات على طريق قديم اسمه درب الأربعين، من أم درمان في السودان لحد أسوان، وبعدها تتنقل بالحافلات لسوق برقاش. المشهد كله بيخليك تحس إنك بتتفرج على فيلم تسجيلي حي.

السوق كمان بيخضع لرقابة بيطرية مشددة، خصوصًا إن تقارير وزارة الزراعة بتقول إن حركة تداول الإبل فيه بتوصل لـ 150 ألف رأس سنويًا. وده بيخليه مش بس أقدم، لكن كمان أكبر سوق من نوعه في الشرق الأوسط.

من ناحية تانية، بيقول د. سيد خليفة، نقيب الزراعيين، إن لحوم الجمال بقت خيار اقتصادي مهم للفئات البسيطة، مش بس علشان سعرها أقل، لكن كمان لأنها غنية بالعناصر الغذائية وقليلة الدهون.

وبرغم إن بعض الجمعيات بتنتقد طريقة التعامل مع الحيوانات في السوق، السلطات بقت بتتابع وتشدد الرقابة أكثر، علشان تحافظ على طابع السوق التراثي من غير ما تتأذى الكائنات اللي فيه.

والأكيد إن سوق برقاش مش مجرد مكان للبيع والشراء.. ده تجربة مصرية أصيلة، مليانة حياة ودفء، وتاريخ بيتجدد كل أسبوع.

لو بتحب التصوير، أو التراث، أو حتى بتدور على خروجة مختلفة ومجانية، السوق ده هيديك حكايات كتير تحكيها بعد كده.

نصائح لو ناوي تزور سوق برقاش:

السوق بيشتغل يوم الجمعة والأحد بس، والأفضل توصل بدري قبل الزحمة.

الدخول مجاني، لكن خليك حريص على أغراضك وسط الزحام.

لو ناوي تصور، احترم خصوصية الناس واستأذن قبل ما ترفع الكاميرا.

اللبس يكون مريح وبسيط، والمكان ترابي فاختار حذاء مناسب ومريح.

بعد الزيارة، ممكن تكمل اليوم في منطقة سقارة أو الأهرامات القريبة، وتختم الرحلة بأكلة مصرية أصيلة في الجيزة.

مقترح