The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

قصة مركب الشمس في المتحف المصري الكبير: من عرش الخلود إلى أعظم قاعة عرض في الجيزة
بواسطة
Mohamed Talaat

في قلب الجيزة، وبين ظلال الهرم الأكبر، تقف مركب الشمس كأحد أعظم الاكتشافات الأثرية في تاريخ مصر القديم.

القطعة الخشبية اللي عمرها أكتر من 4500 سنة مش مجرد أثر أثري عادي، لكنها رمز لرحلة الخلود عند المصريين القدماء، وتجسيد لفكرهم العميق عن الحياة بعد الموت.

في المقال ده، هنتعرف على القصة الكاملة لمركب الشمس.. من تصميمها المدهش المصنوع من خشب الأرز اللبناني، لاكتشافها بالصدفة سنة 1954 على يد العالم كمال الملاخ، وصولًا لرحلتها الحديثة إلى قاعة العرض المهيبة في المتحف المصري الكبير، اللي بيضم اليوم واحدة من أهم التحف الأثرية في تاريخ البشرية.

أعظم وأقدم أثر خشبي

لما نتكلم  عن “مركب الشمس” المنسوبة للملك خوفو صاحب أكبر هرم، فالتاريخ بيقول أنها أكبر وأقدم قطعة مصنوعة من الخشب في تاريخ البشرية كله، وتم تصنيعها حوالي سنة 2800 قبل الميلاد، وكانت من خشب الأرز اللي كانوا بيستوردوه من لبنان، ويصل طولها لحوالي 42.3 مترًا، وعرضها 5.6 متر!

سبب التسمية

الأثريون بيعتقدوا إن المراكب دي ما كانتش للسفر العادي، دي كانت مراكب رمزية دورها الأساسي هو وسيلة انتقال للملك في رحلته الأبدية بعد الموت، والفكرة عند المصريين القدماء إنها مركب بتشيل روح الملك للسماء، وكمان بتمثل دورة الحياة والموت من خلال رحلة إله الشمس “رع” اليومية بين السماوات والعالم السفلي، والنظرية بتقول إن الهدف منها السماح للملك خوفو بالسفر للسماء بعد وفاته.

اكتشاف بالصدفة لأهم بناء

رغم أن عمر المركب يقدر بـ4500 سنة، إلى أن الطريقة العبقرية اللي تم حفظ المركب بيها ذات أهمية كبرى، وهي من أعظم الاكتشافات وأهمها لأنها الأكبر في التاريخ الأثري العالمي وقيمتها لا تقل أهمية عن اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون المكتشف في العصر الحديث، ولما نتكلم عن “مركب الشمس” فالتاريخ بيقول إنها أكبر وأقدم قطعة مصنوعة من الخشب، والأثر ده عمره 4500 سنة، وقيمته تعادل اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون عالميًا، مش بس عشان ضخامة المركب اللي طولها 42.3 متر، ولكن عشان الطريقة العبقرية الاستثنائية اللي تم حفظه بيها على مدار 45 قرن.

والكشف عن مركب الشمس كان بالصدفة البحتة في 26 مايو 1954، ويروى الأثريون أن القصة بدأت بزيارة الملك عبد العزيز آل سعود لمصر مع الملك فاروق، وخلال جولة داخل الهرم الأكبر، لفت نظرهم إن الضلع الجنوبي للهرم كان متغطي بالرمل بارتفاع حوالي 20 متر، وطلب الملك عبد العزيز أن يتم إزالة الرمل، والملك فاروق أصدر أوامره فورًا بالعمل على إزالة أكوام الرمل، وخلال العملية دي تم كشف سبع حفر للمراكب في محيط الهرم، خمسة منهم لخوفو واثنين للملكات، الحفرتين اللي كانوا جنوب هرم خوفو مباشرة، هما اللي كانوا في حالة جيدة ومغلقين.

اللي كشف الحكاية دي كلها هو عالم الآثار المصري كمال الملاخ اللي كان مدير لأعمال منطقة أهرامات الجيزة وقتها، ووجد حفرتين مستطيلتين منحوتين في الصخر طول الواحدة حوالي 30 متر وكانوا متغطيين بـ41 كتلة ضخمة من الحجر الجيري اللي وزنه حوالي 18 طن للكتلة الواحدة، ودي كانت طريقة تغطية المركبين، مع السور اللي بناه القدماء المصريين فوق الحفرتين لإخفائهم، وده كان سبب حفظ المركب من أي حشرات أو رطوبة.

1224 قطعة مفككة

خلال الاكتشاف وجدوا المركب مفككة لـ1224 قطعة خشبية واحتاج تجميعها 10 سنين كاملة من التجميع الدقيق والترميم علشان ترجع لحالتها الأصلية، وفي أغسطس 2021، تم نقل “مركب خوفو الأولى” بطريقة معقدة وتعتبر من أعقد عمليات النقل الأثري في العالم، استمرت تلات أيام متواصلة بأحدث التقنيات.

المتحف المصري الكبير

تقدروا خلال زيارتكم للمتحف المصري الكبير تشوفوا مركب الشمس “خوفو” المعروضة داخل قاعة مخصصة لها، وهي تجربة بصرية بتحكي عن عبقرية المصريين القدماء في فنون البناء والملاحة، والمتحف المصري الكبير مفتوح يوميًا من الساعة 8:30 صباحًا حتى 7 مساءً يوميًا ما عدا الأحد والأربعاء حتى الساعة 9 مساءً، وأسعار التذاكر لقاعات المتحف 100 جنيه للمصريين، و100 جنيه للأطفال والطلبة وكبار السن، والجولات الارشادية سعر التذاكر 350 جنيه للمصريين و175 جنيه للأطفال والطلبة وكبار السن.

أما متحف الأطفال فسعر التذكرة 150 جنيه، والجولة الإرشادية فسعر التذكرة 200 جنيه.

وعلشان تحجزوا تذاكر الزيارة للمتحف المصري الكبير اللي يفتتح رسميًا 3 نوفمبر 2025 للجمهور من خلال موقعهم هنا.

مقترح