The Definitive Guide to Living in the Capital , Cairo , Egypt

الصورة: Alexander Ross on Unsplash

مش مجرد تطوير، ولا تجميل على استحياء. اللي بيحصل في حديقتي الحيوان والأورمان هو إعادة ميلاد كاملة لأيقونة مصرية قديمة، بملامح جديدة ومعايير عالمية. مشروع ضخم بيجمع التاريخ بالطبيعة، والتراث بالتكنولوجيا، وبيستعد يدخل أول اختبار حقيقي ليه مع إعلان رسمي: التشغيل التجريبي هيبدأ العام المقبل، قبل الافتتاح الكامل المنتظر في 2026. خطوة محورية بتأكد إن مصر رايحة تستعيد مكانة حديقتها التاريخية على خريطة حدائق الحيوان الدولية.

في الساعات الأخيرة أعلنت مصر بشكل رسمي إن العام المقبل هيكون بداية التشغيل التجريبي لحديقتي الحيوان والأورمان. الإعلان ده، اللي خرج على لسان المستشار محمد الحمصاني المتحدث باسم مجلس الوزراء، بيحط المشروع في لحظته الفاصلة، بين سنوات شغل متواصل وبين استقبال الجمهور لأول مرة في ثوب جديد.

الموضوع ما بقاش مجرد وعود أو رسومات على ورق. على الأرض، التطوير ماشي بسرعة وعلى مدار 24 ساعة. أكتر من 90% من المباني الأثرية داخل حديقة الحيوان اتعمل لها ترميم كامل، من القصر الملكي للبوابة القديمة والكشك الياباني، في محاولة واعية للحفاظ على روح المكان، مش مسحها وبناء حاجة بلا ذاكرة.

ما يفوتكش كمان: حديقة الحيوان بالجيزة 2025.. كل تفاصيل التجديد والافتتاح وربطها بحديقة الأورمان

في نفس الوقت، اتغيرت فلسفة عرض الحيوانات نفسها. الأقفاص الضيقة خرجت من المعادلة، ودخلت مكانها بيئات مفتوحة بتحاكي الطبيعة الأصلية لكل فصيلة. السافانا الأفريقية والآسيوية اتطورت بالكامل، ومعاهم خطة لاستقدام 118 فصيلة حيوانية جديدة، من بينهم أربعة أسود وثلاثة نمور، إضافة إلى استيراد 362 حيوان آخر، في توسع غير مسبوق في تاريخ الحديقة.

ولأول مرة، حديقة الحيوان والأورمان بقوا مساحة واحدة متصلة. نفق ضخم بيربط الحديقتين، وبيخلق نطاق بيئي متكامل على مساحة 114 فدان، يعتبر من أكبر المساحات الخضراء المفتوحة داخل كتلة عمرانية واحدة في العالم. الدمج ده مش بس للزيارة، لكنه جزء من رؤية بيئية كاملة.

التشغيل التجريبي اللي هينطلق العام المقبل هيكون اختبار لكل ده. اختبار للمنظومة الرقمية اللي بتشمل حجز تذاكر إلكتروني، وتطبيقات ذكية، وكاميرات مراقبة بتغطي المكان بالكامل. واختبار كمان لمنظومة الرعاية البيطرية الجديدة، اللي بتضم مستشفى بيطري، وصيدلية مرخصة، ووحدات طبية متطورة، مع تعيين 60 مهندس زراعي متخصص.

الاستعداد شمل كمان العنصر البشري. بعثات تدريب اتبعتت لجورجيا لتأهيل أخصائيي رعاية الحيوانات، خصوصًا الأفيال الآسيوية، وبيوت أفيال جديدة بتتجهز على مساحة تتجاوز 20 ألف متر مربع، وفق اشتراطات دولية صارمة.

المشروع كله ماشي تحت رقابة واعتمادات دولية، من الاتحاد العالمي للحدائق، والاتحاد الإفريقي، والاتحاد الأوروبي، في محاولة واضحة إن مصر ما ترجعش بس لقايمة الحدائق المعترف بيها، لكن تنافس كمان.

وبين كل ده، الدولة بتقول إن الجانب الاجتماعي حاضر. أسعار التذاكر، بحسب تصريح مجلس الوزراء، هتراعي المواطنين، على إن الإعلان التفصيلي يكون من الشركة المشغلة في الوقت المناسب.

التشغيل التجريبي العام المقبل مش مجرد مرحلة انتقالية، لكنه بداية فصل جديد. فصل بتدخل فيه جنينة الحيوان والأورمان عالم الحدائق المفتوحة الذكية، مع الحفاظ على الاسم والذاكرة والتاريخ. تجربة هتبدأ بهدوء، لكنها شايلة طموح كبير إن مصر تطلق أيقونة عالمية من قلب الجيزة.