-
هوبير ديشان
-
دين وروحانيات
-
من الآن
-
عربي عربي
-
10 جم
-
مكتبات وسط البلد، ومكتبات المركز القومى للترجمة
Ahmed Abd El Gawad

قبل أى حاجة لازم نعرف أن الدراسات الإفريقية أصبحت مهمة جدًا فى حياتنا، وفى العلوم الحديثة، لأن المشتغلين فى أى علم خاص بالإنسانيات عارف أن إفريقيا منجم من المعلومات والدراسات، ومن هنا بدأ الاهتمام بكل ما هو إفريقى.
فى القسم الثانى من الكتاب بـ يتعرض الكاتب لانتشار الإسلام والمسيحية فى القارة السوداء، وإزاى انتشرت الديانتين هناك، وإيه العوامل اللى أثرت عليها، خاصة العادات والتقاليد الإفريقية اللى دخلت فى صميم الديانتين، وبـ يوصل الكاتب لنتيجة مهمة وهى أن أى نظام اجتماعى أو سياسى أو اقتصادى أساسه هو فكرة التدين الخاصة بأى دين.
فى الكتاب كمان هـ تلاقى بلغة سهلة وشيقة مجموعة من الحكايات والأساطير عن الحيوانات والأشجار والكائنات الخرافية والإنسان، خاصة الأجداد اللى لهم مكانة كبيرة فى نفوس الأفارقة، وأرواح الأجداد هى اللى بـ تضمن للقبيلة الاستمرار فى الحياة، وبـ يوصل الترابط ما بينهم لدرجة أن بعض القبائل تعتقد أن لكل شخص روحين، لما بـ يموت واحدة ترجع للأجداد، والثانية جزء من روح واحدة جماعية هى روح الأسرة.
كمان الكتاب بـ يتعرض لعلاقة الدين الجماعى بفكرة الترابط الاجتماعى، وإزاى الدين بـ يخدم النظام اللى بـ تظهر فى الحفلات الدينية والشعائرية والتمسك بالتقاليد هو الرابط القوى بين أعضاء الأسرة والقبيلة، واللى يخالفها يطردوه خارج القبيلة، وكل أسرة بـ تعتبر نفسها فى حماية أجدادها ورئيس القبيلة، وبـ ينهى المؤلف الفصل ده بقوله: “أن الزنوج لا يفرقون بين الطبيعة وما وراء الطبيعة، فالكون عندهم وحدة واحدة”.
أخيرًا بـ يتكلم هوبير عن فكرة الكون والأساطير وإزاى نشأة الأرض وإزاى كان الكون وكانت الحياة، وبـ يتكلم كمان عن السحر والجمعيات الدينية السرية، ودور الكاهن الكبير وأهميته وأنه بـ يقوم بدور الطبيب، وبـ يبيع للناس التعاويذ لكل حاجة، علشان يوصل فى النهاية لوجود الديانتين الإسلامية والمسيحية ومظاهر التجديد اللى حصل فيهم.
الكتاب حوالى 190 صفحة لكنهم بـ يجمعوا مجموعة معلومات وبـ يفتح مناطق من الصعب أنك تلاقيها فى كتب الجغرافيا أو التاريخ، بـ يفتح مناطق القارة السوداء.