معبد العدالة على النيل: صور من جوه المحكمة الدستورية وحكاية مهندسها اللي كان نفسه يبقى مخرج!
أحمد مصطفى ميتو الطراز الفرعونى العدالة فى مصر المحكمة الدستورية العليا المعمار المصرى فن العمارة كورنيش المعادى مبانى تاريخية معابد مصرية معمار حديث
Cairo 360
الصور: الموقع الرسمي للمحكمة الدستورية العليا
فيه مباني أول ما تشوفها تحس إنها بتحكي لك حكاية.. عن حضارة، وهيبة، وعدالة. وده بالضبط الإحساس اللي هتحسه لما تقف قدّام مبنى المحكمة الدستورية العليا في المعادي، اللي بيطل على كورنيش النيل بكل شموخ، كأنه بيحرس العدالة من آلاف السنين!
المبنى فتح بابه رسميًا يوم 15 يوليو سنة 2001، على مساحة 4000 متر مربع، واتبنى على الطراز المصري القديم، كأنه معبد مصري قديم بس بروح معاصرة، مزود بأحدث تقنيات الاتصالات، مكتبة ضخمة، صالونات فخمة، وقاعات احتفالات ومؤتمرات.. وكل تفصيلة فيه بتقول: “أنا هنا علشان أحمي الدستور”.
من أول نظرة، هتلاحظ الأعمدة المصرية القديمة، والتيجان اللي شبه زهرة اللوتس، والنافورة اللي واخدة شكل زهرة كمان. وكل ده مش جاي صدفة، ده وراه تصميم عبقري لمهندس مصري اسمه أحمد مصطفى ميتو، فنان قبل ما يكون معماري.
ميتو، رحمه الله، كان حلمه يدرس إخراج، لكن ظروف العيلة خلته يدخل هندسة عمارة، وهناك عمل اللي شبه الإخراج بس بالحجر والنور والمساحات. وبعد ما اتخرج بامتياز من هندسة عين شمس، كمل دراسات عليا، وبدأ يحصد جوائز في مسابقات معمارية، لحد ما كسب المسابقة العالمية لتصميم المحكمة سنة 1994.
الجميل إنك أول ما تدخل المحكمة تحس إنك داخل معبد فرعوني، بس من غير ما تحس إنك انفصلت عن العصر اللي إحنا فيه. أحمد ميتو غيّر النسب التقليدية للأعمدة والتيجان علشان يخلق حالة توازن بين المهابة الوظيفية وروح المعمار المصري.
والمبنى كمان بيحمل بصمة المستشار الكبير عوض المر، رئيس المحكمة اللي كان عنده رؤية واضحة إن المحكمة في الوقت ده تستحق مبنى يليق بقيمتها، وفعلاً تحقق الحلم على إيده.
الدكتور أحمد ميتو توفى في حادث أليم سنة 2015، لكن بصمته لسه باقية.. مش بس في المحكمة، لكن كمان في مشاريع تانية زي دار الكتب ومحطة مترو جامعة النيل، وغيرها.
فيه جملة قالها “ميتو” وبيفتكروها تلاميذه دايمًا: “العمارة رحم الأمة”
كان شايف إن المعماري زي الطبيب النفسي، بيقدر يشكّل وعي الناس ويأثر في إحساسهم من غير ما يحسوا. وكان بيشجع تلاميذه إنهم يفكروا برا الصندوق، ويكسروا قوالب الكلاسيكية الباهتة.
مبنى المحكمة الدستورية العليا مش مجرد مبنى.. ده درس في المعمار، وفن، ورؤية عصرية نابعة من الجذور.